مجلس حقوق الإنسان يناقش البند السابع.. والمجموعات الإقليمية تطالب إسرائيل بوقف انتهاكاتها

رئيسة لجنة التحقيق في الاعتداءات على غزة تطلب تأجيل تقريره لاستكمال التحقيقات

مجلس حقوق الإنسان يناقش البند السابع.. والمجموعات الإقليمية تطالب إسرائيل بوقف انتهاكاتها
TT

مجلس حقوق الإنسان يناقش البند السابع.. والمجموعات الإقليمية تطالب إسرائيل بوقف انتهاكاتها

مجلس حقوق الإنسان يناقش البند السابع.. والمجموعات الإقليمية تطالب إسرائيل بوقف انتهاكاتها

ناقش مجلس حقوق الإنسان في جلسته العادية الـ28 أمس البند السابع، المعنون تحت «حالة حقوق الإنسان في فلسطين المحتلة وباقي الأراضي العربية المحتلة الأخرى». وقدمت رئيسة لجنة التحقيق في الاعتداء الأخير على قطاع غزة شرحا لعمل اللجنة وسير التحقيقات. وأوضحت أن إسرائيل لا تزال ترفض التعاون والسماح لهم بالدخول واستكمال التحقيقات. وشكرت الحكومة الأردنية لتعاونها، وأوضحت أنه وبسبب عدم اكتمال التحقيقات وحاجتهم إلى مزيد من الوقت لتقديم تقرير يحقق العدالة والموضوعية، فقد طالبوا من المجلس تمديد تقديم التقرير لجلسة شهر يونيو (حزيران) المقبل. أما المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في فلسطين، مكارم ويبيسونو، فقد أبدى استياءه من عدم تعاون القوة القائمة بالاحتلال مع قرارات المجلس، وعدم السماح له بزيارة المنطقة، وشكر الحكومة الفلسطينية وكلا من الأردن ومصر على تعاونهم.
كما قدم ويبيسونو شرحا حول الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، وركز على موضوع الأطفال الفلسطينيين الذين يستحقون أن تكون لهم حقوق كباقي أطفال العالم. وذكر المقرر الخاص أكثر من حادثة تخص الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في الأرض الفلسطينية المحتلة، ولم يكن المندوب الإسرائيلي حاضرا في القاعة ليلقي كلمته كدولة معنية.
من جانبه، عبر السفير الفلسطيني، إبراهيم خريشي، عن استيائه الشديد لعدم التعاون من قبل إسرائيل والسماح للمقرر الخاص بزيارة المنطقة، واستهزاء القوة القائمة بالاحتلال بقرارات الشرعية الدولية، على الرغم من كونهم أعضاء، بل وهم يصرون على المضي قدما بانتهاكاتهم لحقوق الإنسان والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستخدام القوة والسيطرة على الموارد الطبيعية، وبناء المستوطنات غير الشرعية، وتجريف الأراضي، والاستفزازات المتواصلة، والتحريض من قبل قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته. وحث المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته السياسية والقانونية، واتخاذ موقف حاسم ضد إسرائيل.
وألقت المجموعات الإقليمية (مجموعة عدم الانحياز، المجموعة الإسلامية، المجموعة الأفريقية، الاتحاد الأوروبي، المجموعة العربية) بيانات قوية طالبت فيها إسرائيل بوقف انتهاكاتها وأعمال العنف التي تمارسها ضد الشعب الفلسطيني من قتل واعتقالات ومصادرة أراض وبناء المستوطنات والجدار الفاصل. وطالبوا إسرائيل بالالتزام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وإطلاق سراح كل الأسرى وحل مشكلة الموقوفين الإداريين، كما استنكرت المجموعات عدم تعاون إسرائيل مع المقرر الخاص وطالبت المجلس بإلزام إسرائيل التعاون مع المجلس والمقررين الخاصين ولجان التحقيق، كما ألقت أكثر من 40 دولة ومؤسسات المجتمع الوطني والمنظمات غير الحكومية بياناتها أمام المجلس.
من جانبها، أكدت الدول العربية دعمها للإبقاء على البند السابع من جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان، إلى حين انتفاء الأسباب التي تحتم وجوده، وإلى حين أن تكف إسرائيل عما تقوم به من ممارسات لا إنسانية.
وفي بيان تلاه مندوب البحرين، السفير يوسف بوجيري، باسم المجموعة العربية، ثمن بوجيري الجهود التي يقوم بها المقرر الخاص لحالة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، مؤكدا أن عدم تعاون إسرائيل المتكرر معه يعد خرقا صريحا للالتزامات القانونية التي على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الالتزام بها، مشيرا إلى استمرار إسرائيل في ممارسة انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان الفلسطيني، من خلال مصادرة الأراضي، وهدم البيوت والبنى التحتية، وفرض عقوبات جماعية، ومواصلتها سياسة الاعتقال الإداري، واستخدامها المفرط للقوة وغيرها من انتهاكات.
ونقلت وكالة «وفا» الفلسطينية عن السفير الفلسطيني، إبراهيم خريشي، قوله تعليقا على دعوة ممثلي الاتحاد الأوروبي إلى شطب البند السابع، في كلماتهم التي ألقوها: «إن البند السابع جاء بناء على قرار 5 / 1 وأعيد التأكيد عليه مرة أخرى بقرار 16 / 21.. وإنني أستغرب من موقف ممثلي الاتحاد الأوروبي الذين تحدثوا وقالوا يجب التعاطي مع الموضوع الفلسطيني تحت البند الرابع».
وأضاف خريشي: «إن هذا التعاطف مع إسرائيل يجعلنا نغير كل النظم في هذا المجلس، وأنا أريد التأكيد على ضرورة بقاء هذا البند، وأشدد على أنه إذا تعاونت إسرائيل مع المجلس وقراراته والمقررين الخاصين وأصحاب الولايات الخاصة ولجان تقصي الحقائق واحترام آليات حقوق الإنسان، عندها سنناقش سويا هذا الموضوع».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.