«ويندوز 10».. قفزة نوعية لتجربة الاستخدام تجمع أفضل ما في «ويندوز 7» و«8»

إن كنت من محبي نظام التشغيل «ويندوز»، سواء على الكومبيوترات الشخصية أم على الأجهزة الجوالة، فسيعجبك الإصدار الجديد منه المسمى «ويندوز 10»، الذي يقدم تجربة استخدام تجمع أفضل ما في نظامي «ويندوز7» و«8». وكانت «مايكروسوفت» قد كشفت الأسبوع الماضي أن النظام سيطرح صيف العام الحالي في 190 بلدا وبـ111 لغة مختلفة، وأن بإمكان مستخدمي النسخ المقرصنة في أي بلد الترقية مجانا إلى الإصدار القادم من نظام التشغيل الجديد «ويندوز 10»، وفقا لتيري مايرسون، نائب الرئيس التنفيذي لوحدة نظم التشغيل في «مايكروسوفت». وكانت الشركة قد أعلنت أن الترقية من نظم التشغيل «ويندوز7» أو «8» أو «8.1» إلى «10» ستكون مجانية في العام الأول من إطلاقه. وتهدف هذه الخطوة إلى تعريف جميع المستخدمين بمزايا استخدام النسخ الكاملة، بما فيها الدعم الفني والتحديثات الفورية، وغيرها.
وسيسمح النظام الجديد بتسجيل دخول المستخدمين إلى أجهزتهم من دون استخدام كلمة سر، بل باستخدام العلامات الحيوية («البيومترية»؛ أي القياسات البيولوجية) بما فيها التعرف على الوجه، من خلال خدمة اسمها «مرحبا» Hello، وذلك بهدف رفع مستويات الأمان، وخفض الآثار الناجمة عن فقدان أو قرصنة كلمة السر الخاصة بالمستخدم. وتشمل هذه الخدمة البصمات والعين والوجه. ولن يتعرف النظام على صورة للمستخدم، بل على وجهه الحقيقي، وذلك باستخدام كاميرات مدمجة تستطيع تحليل الأشعة تحت الحمراء.

* تجربة النظام
واختبرت «الشرق الأوسط» نسخة تجريبية من النظام، ويمكن القول بأنه النظام الذي كان من المفترض أن تصدره الشركة بدلا من «ويندوز 8»، ذلك أنه يقوم بكل شيء بسلاسة ومن دون أن يربك المستخدم. وسيبدأ المستخدم عمله بعد تشغيل النظام في بيئة معروفة هي سطح المكتب الذي كان موجودا في «ويندوز7»، وليس قائمة اللوحات المتحركة Tiles من «ويندوز8». وستظهر قائمة البداية وشريط المهام وأيقونة سلة المهملات أيضا، وستعرض قائمة البداية أسماء التطبيقات مرتبة أبجديا، مع عرض لوحات «ويندوز8» المتحركة التي تقدم أحدث الأخبار وتحديثات الشبكات الاجتماعية. ويمكن ترتيب هذه اللوحات الحية في مجموعات مختلفة. ولدى تشغيل التطبيقات الخاصة باللوحات الحية، ستظهر كأنها تطبيق في «ويندوز7»، أي من دون أخذ حجم الشاشة كلها لنفسها، الأمر الذي سيرحب بها المستخدمون كثيرا.
ويستطيع المستخدم إيجاد سطح مكتب جديد فارغ بالضغط على زر خاص في شريط المهام أسفل الشاشة، وذلك لتسهيل العمل وتقسيم سطح المكتب وفقا للرغبة، ومن دون عناء. ويمكن استخدامه، مثلا، لإيجاد سطح مكتب للعمل، وآخر للألعاب، وآخر للمواقع المفضلة، أو عروض الفيديو. ويمكن التنقل بينها بالضغط على زري التحكم «CTRL» و«ويندوز»، مع القدرة على اختيار نسخ اختصار تطبيق إلى أي سطح مكتب مرغوب بالضغط بزر الفأرة الأيمن على أيقونة التطبيق والاختيار.
يذكر أن هذه الميزة موجودة في نظم تشغيل «لينوكس» و«ماك» منذ فترة، وهي موجودة في «ويندوز» سابقا، ولكن من خلال تطبيقات شركات أخرى وليس مباشرة من «مايكروسوفت».
ومن المزايا الأخرى بالغة الأهمية القدرة على تحويل واجهة استخدام التطبيقات المختلفة إلى صيغ أخرى وفقا لنمط الاستخدام، مثل استخدام تطبيق ما بالفأرة ولوحة المفاتيح بالشكل المعتاد (مثل نظام التشغيل «ويندوز7»)، وتحويل واجهة الاستخدام إلى تلك المستخدمة في «ويندوز8» (تشغل الشاشة كلها) بمجرد إزالة لوحة المفاتيح من جهاز «2 - في - 1» المتحول، وبكل انسيابية، الأمر الذي يسهل التعامل مع التطبيقات وفقا لرغبة المستخدم وطبيعة الاستخدام، مع عودتها إلى صورتها السابقة بمجرد وصل لوحة المفاتيح بالشاشة. وسيفحص تطبيق الصور المدمج صور المستخدم المخزنة في جهازه وسحابيا ويصحح عيوبها آليا؛ إذ يستطيع إزالة احمرار العيون وتعديل تباين الإضاءة، وغيرها، بدقة عالية، مع القدرة على إزالة أثر التعديل إن لم يعجب المستخدم.

* قفزة كبيرة
وتحدثت «الشرق الأوسط» في لقاء حصري مع راكان طرابزوني، مدير مجموعة الأعمال لـ«ويندوز» في «مايكروسوفت السعودية»، الذي أكد أن التغيير في تسمية نظام التشغيل «ويندوز10» بدلا من «9» هي للدلالة على القفزة الكبيرة في تجربة الاستخدام للنظام الجديد، وأنه ليس مجرد ترقية للإصدار السابق. وينطبق الأمر نفسه بالنسبة للأجهزة اللوحية والهواتف الجوالة والمستشعرات الكثيرة؛ إذ يهدف النظام الجديد ليكون نظاما موحدا يشمل المنصات الكثيرة.
وأكد كذلك أن أي جهاز مصمم لتشغيل نظام التشغيل «ويندوز7» سيكون جاهزا لتشغيل «ويندوز10»، أي إن غالبية المستخدمين لن يكونوا مضطرين لشراء دارات إلكترونية جديدة أو ترقية أجهزتهم لتشغيل النظام الجديد الذي يعمل بـ2 غيغابايت من الذاكرة ومعالج «إنتل آتوم»، مثلا. وأضاف أن النظام الجديد سيدعم اللغة العربية بشكل كامل من اليوم الأول لإطلاقه، سواء بالنسبة لواجهة الاستخدام أو لوحة المفاتيح أو صفحات الإنترنت، وحتى على الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية.
ومن التغييرات المبهرة في النظام الجديد دعمه تشغيل التطبيقات على أي منصة، أي إن التطبيق الذي يطرح على الكومبيوتر الشخصي سيكون شبه متوافق مع الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية، ولن يتطلب تعديل نصه البرمجي سوى بضعة أسطر، الأمر الذي يعني إيجاد متجر موحد لجميع المنصات، بما فيها جهاز الألعاب «إكس بوكس وان»، ويمكن للمبرمجين العرب رفع التطبيقات إلى المتجر بكل سهولة ونشرها عالميا.
وبالنسبة لبيئة العمل، تستطيع الشركات إيجاد متاجر خاصة بموظفيها لن يستطيعوا إلا تحميل التطبيقات التي وافقت الشركة عليها، أو اختيار الإدارة عدم عرض بعض التطبيقات المختارة إلا لفئات مختارة من الموظفين، وذلك لرفع مستويات الأمان. وبالنسبة لاستخدام نظام «كورتانا» على الكومبيوترات الشخصية، فلن تسترق «مايكروسوفت» السمع إلى حوارات المستخدم ولن تخزن البيانات في الأجهزة الخادمة للشركة، بل ستترجم أسئلة المستخدم إلى لغة الكومبيوتر وتقدم له الجواب المطلوب أو تشغل التطبيق المرغوب.
ومن الواضح أن هذا النظام هو خطوة صحيحة نحو تكامل الكومبيوترات الشخصية والأجهزة الجوالة، بطريقة مريحة لجميع فئات المستخدمين، سواء كانوا الموظفين والمديرين أو المستخدمين العاديين. ويتوقع أن تضيف الشركة مزيدا من المزايا إلى النظام وتطور المزايا والخدمات الحالية قبل إطلاقه الصيف المقبل.