ساؤول: انتقلت إلى تشيلسي لإعادة تقديم نفسي من جديد

اللاعب الإسباني أكد أنه يسعى لتقديم مستويات أفضل ونسيان فترة الركود مع أتلتيكو مدريد

TT

ساؤول: انتقلت إلى تشيلسي لإعادة تقديم نفسي من جديد

لم يكن نجم خط الوسط الإسباني ساؤول نيغير سعيدا بما يقدمه مع أتلتيكو مدريد في الفترات الأخيرة، لذلك بحث عن خوض تجربة جديدة. وبعد مرور عشر سنوات على ظهوره لأول مرة بقميص أتلتيكو مدريد، وبعد أن لعب 340 مباراة وسجل 43 هدفاً وصنع 20 هدفا، لا يزال اللاعب الإسباني في السادسة والعشرين من عمره، ولا يزال يؤمن بأنه يمكنه اللعب بشكل مختلف في خط الوسط، وبالتالي انتقل إلى تشيلسي لخوض تجربة جديدة وإثبات أنه ما زال يمكنه تقديم الأفضل.
وقال المدير الفني لأتلتيكو مدريد، دييغو سيميوني: «لقد لعب ساؤول معنا في ألف مركز مختلف». من المؤكد أن هناك قدرا كبيرا من المبالغة في هذا التصريح، لكن من المؤكد أيضاً أنه يعكس حقيقة أن المركز الذي يجب أن يلعب به ساؤول قد تحول إلى سؤال وجودي تقريباً، وأن هذا الأمر هو الذي أدى في نهاية المطاف إلى انتقال اللاعب الإسباني إلى «البلوز». لقد انتهت هذه الصفقة بسرعة هائلة، لكن كان من الواضح والحتمي أن هذه الخطوة آتية لا محالة منذ وقت طويل.
لقد أصيبت المسيرة الكروية لساؤول بشكل من أشكال الركود، لدرجة أن ساؤول نفسه قال في تصريحات مع موقع «إباي ليانوس» الإسباني فور انتهاء صفقة انتقاله إلى تشيلسي: «لقد شعرت بالإحباط أنا أيضاً مما كنت أقدمه خلال العامين الماضيين». وقد شارك ساؤول في أول مباراة له مع تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج» أمام أستون فيلا في المرحلة الرابعة من الدوري الإنجليزي، وهي المباراة التي انتهت بفوز البلوز بثلاثية نظيفة. ومن المؤكد أن هذه التجربة ستكون بمثابة فرصة رائعة للاعب الإسباني لإحياء مسيرته الكروية من جديد. وقاد ساؤول أتلتيكو مدريد للفوز بلقب الدوري الإسباني الممتاز الموسم الماضي، ولعب أكثر من 30 مباراة في الدوري للموسم السادس على التوالي، لكنه قال إنه لا يعتقد أنه يمكن أن «يتحمل موسماً آخر بهذا الشكل».
وكان ساؤول قد تلقى أول عرض للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز من نادي فولهام عندما كان لا يزال في الخامسة عشرة من عمره. لكنه استمر مع أتلتيكو مدريد وشارك في أول مباراة مع النادي الإسباني وهو يبلغ من العمر 17 عاماً و108 أيام. وعندما بلغ الثامنة عشرة من عمره، انتقل على سبيل الإعارة إلى رايو فايكانو، وكان مانشستر يونايتد يتابعه عن كثب. وكان ساؤول يبلغ من العمر 20 عاماً عندما سجل هدفا رائعا في المباراة التي فاز فيها أتلتيكو مدريد على ريال مدريد برباعية نظيفة، وكان في الحادية والعشرين من عمره عندما سجل هدفا حاسما في مرمى بايرن ميونيخ وقاد أتلتيكو مدريد للوصول إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عام 2016. وانضم في ذلك الصيف للقائمة الأولية لمنتخب إسبانيا للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية.
بحلول ذلك الوقت، كان ساؤول يعتمد على قسطرة داخلية، وكان يتبول دما بعد كل مباراة ويشعر بآلام كبيرة لدرجة أنه طلب من الأطباء أن يستأصلوا كليته إذا كان هذا هو الحل الأخير لآلامه وحتى يتمكن من مواصلة اللعب. وقال ساؤول عن ذلك: «كنت ألعب بشكل جيد للغاية في ظل وجود القسطرة». وعندما بلغ الثانية والعشرين من عمره، وقع عقداً مدته تسع سنوات مع أتلتيكو مدريد، لكن راتبه الضخم قلل من خياراته في الانتقال إلى أي ناد آخر بعد ذلك، كما كان سببا منطقيا في تفكير أتلتيكو مدريد في التخلي عن خدماته.
انضم إلى قائمة المنتخب الإسباني في نهائيات كأس العالم وهو في الثالثة والعشرين من عمره، لكنه لم يلعب أي مباراة. وتألق بشكل لافت للأنظار في أول مباراة له تحت قيادة المدير الفني لمنتخب إسبانيا لويس إنريكي بعد كأس العالم 2018 بروسيا، وكان يبدو وكأنه سيقود خط وسط المنتخب الإسباني لجيل كامل بعدما قاد منتخب بلاده لسحق منتخب كرواتيا بسداسية نظيفة. كان ساؤول معجبا للغاية بطريقة لعب برشلونة، لكن أكثر ما كان يميزه هو حركته الدؤوبة داخل الملعب ونجاحه في أن يجمع بين المهارة الكبيرة والقوة البدنية الهائلة.
وعندما سئل لويس إنريكي عما إذا كان ساؤول يذكره بنفسه، رد قائلا: «لا، وعلى أي حال سيتطور مستواه بشكل ملحوظ. إنه قادر على قراءة المباريات بشكل رائع، كما يجيد ألعاب الهواء، ويتحلى بذكاء شديد. إنه لاعب متكامل». قال سيميوني: «ساؤول لاعب رائع، ويمكنه القيام بأي شيء تطلبه منه». لكن المشكلة كانت تتمثل دائما في أنه لم يكن أبدا ما يريد أن يكون، بل كان دائما ضحية لقدرته على القيام بأدوار متعددة واللعب في أكثر من مركز. ويتميز ساؤول بأنه شخص طموح وصريح بشكل غير عادي، ومباشر بشكل مذهل، ولديه استعداد للاعتراف بكل سهولة بأنه يشعر بالملل إذا لم يكن يفعل الشيء الذي يحبه. لقد كانت لديه رغبة شديدة في الوصول إلى الكمال، وكان يريد أن يكون في قلب كل شيء.
وقال سيميوني عنه: «لديه كل الصفات والمقومات التي تجعله أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم. يمكنه لعب العديد من الأدوار في الفريق، رغم أنه يشعر بسعادة أكبر عندما يلعب في خط الوسط. إنه يفكر بشكل رائع في النواحي التكتيكية، ويمتلك مهارات رائعة، ويقوم بأدواره الدفاعية على النحو الأمثل، ويستخلص الكرات بشكل مذهل، وبالتالي فهو لاعب مهم للغاية لأي فريق». لكن ساؤول كان يرى أن تلك القدرات الاستثنائية جعلته ضحية لتغيير مركزه باستمرار، فهو يمتلك القوة والالتزام والانضباط بالشكل الذي يؤهله للعب كقلب دفاع أو كظهير أو كجناح أو كلاعب خط وسط ناحية اليمين أو ناحية اليسار، لكنه كان دائما يرغب في أن يلعب كلاعب خط وسط مهاجم بحيث يمكنه الانطلاق من عمق الملعب.
وقال ساؤول في تصريحات لصحيفة «الغارديان» في فبراير (شباط) 2020: «تأتي مصلحة الفريق في المقام الأول وقبل أي شيء، حتى لو لم أكن أقدم نفس المستويات التي كنت أقدمها قبل عامين. لقد تخليت عن بعض الأشياء التي كنت أقوم بها في الملعب، ولا أعتقد أن ذلك أمر جيد لأن ذلك يجعلني أتوقف عن الاستمتاع باللعب.
أود التركيز على اللعب في مركز واحد والتعلم كثيرا وتطوير قدراتي في هذا المركز. سيميوني هو الوحيد الذي يقدر العمل الذي أقوم به. إنه يعلم أنني أعاني بسبب اللعب في مراكز ليست مثالية بالنسبة لي، لكنه يقدر ما أفعله ولا يمكنني أن أقول لا».
وبحلول نهاية إجراءات الإغلاق، بدا أن ساؤول قد وجد مكانه مرة أخرى، حيث قال في تصريحات صحافية: «يمكنني مساعدة الفريق بشكل أكبر عندما ألعب في خط الوسط، وأعتقد أن المدير الفني يشعر بنفس الأمر». لكن بعد ذلك تغيرت الخيارات في أتلتيكو مدريد، حيث شق توماس ليمار طريقه أخيرا للمشاركة في التشكيلة الأساسية، وظهر ماركوس يورينتي كلاعب خط وسط محوري لا يتوقف عن الحركة، وتمت إعادة تأهيل يانيك كاراسكو، كما تألق كوكي في خط الوسط، وبالتالي تقلصت خيارات ساؤول ولم يعد ذلك اللاعب الذي لا يمكن للفريق اللعب بدونه. وقد أثبتت النتائج ذلك، حيث توج أتلتيكو مدريد بلقب الدوري الإسباني الممتاز.
لقد لعب ساؤول الكثير من المباريات (33 مباراة في الدوري، من بينها 22 مباراة كأساسي) وفي المراكز التي يفضلها، حيث أظهرت الإحصائيات أنه لعب 17 في المائة فقط من الدقائق التي لعبها ناحية اليسار خلال المواسم الثلاثة الماضية - لكنه فقد مكانه في الفريق مرة أخرى. ولم يلعب مع منتخب إسبانيا منذ عام 2019. وقال ساؤول في يناير (كانون الثاني) الماضي: «أنا لست على ما يرام من الناحية الذهنية. الفريق بحاجة إلى شيء آخر غير ساؤول نيغير بهذه الحالة».
وبالتالي، قرر ساؤول الرحيل إلى تشيلسي وخوض تجربة جديدة. وعندما تحدث إلى توماس توخيل، أخبره المدير الفني الألماني بأنه يرى أن أفضل مركز له هو خط الوسط. وفي أول مقابلة له مع قناة تشيلسي، وصف ساؤول نفسه بأنه «لاعب خط وسط يلعب من منطقة جزاء فريقه حتى منطقة جزاء الفريق المنافس». وخلال الموسم الماضي، طلب ساؤول من سيميوني على الأقل أن يسمح له بالتدريب كلاعب خط وسط - وهو الطلب الذي كان يصعب الموافقة عليه بسبب الطريقة التي يلعب بها أتلتيكو مدريد.
وعلاوة على ذلك، فإن تعاقد أتلتيكو مدريد مع رودريغو دي بول قد قلل كثيرا من الخيارات المتاحة أمام ساؤول. من المؤكد أن ساؤول كان سيلعب مع أتلتيكو مدريد لو استمر مع الفريق، لكن أين كان سيلعب؟ لقد شعر بأن الوقت يضيع من بين يديه، وكان يدرك جيداً أنه لا يتقدم للأمام. وقال اللاعب الإسباني: «كنت بحاجة إلى مراجعة نفسي، وظهر تشيلسي في الصورة. لقد أصبت بالإحباط بسبب المستويات التي كنت أقدمها في السنوات القليلة الماضية».
واختتم حديثه قائلا: «لم أتمكن من إظهار القدرات التي أمتلكها بالفعل، وأصبت بالإحباط لأنني لم أكن قادرا على التعلم أو التحسن أو التطور. لقد قررت الانتقال وخوض تجربة جديدة حتى أتحرر من كل هذا وأظهر بشكل مختلف».


مقالات ذات صلة

ليس لغياب رودري وحده تراجع أداء مانشستر سيتي

رياضة عالمية أحزان وحسرة لاعبي مانشستر سيتي بعد هدف سبورتينغ الرابع (رويترز)

ليس لغياب رودري وحده تراجع أداء مانشستر سيتي

هل كان من الحكمة أن يبيع مانشستر سيتي خوليان ألفاريز البديل الحقيقي لهالاند في مركز رأس الحربة؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية سجل قائد كلوب بروغ هانس فاناكن هدف المباراة الوحيد من ركلة جزاء (رويترز)

دوري أبطال أوروبا: كلوب بروغ يلطخ سجل أستون فيلا المثالي

ألحق كلوب بروغ البلجيكي الخسارة الأولى بأستون فيلا الإنجليزي بالفوز عليه 1 - 0 الأربعاء ضمن الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (بروغ )
رياضة عالمية يقضي قدوس بالفعل عقوبة إيقاف تلقائية لثلاث مباريات (رويترز)

تغريم قدوس لاعب وست هام وإيقافه مباراتين إضافيتين

قال الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم اليوم الأربعاء إنه غلظ عقوبة إيقاف محمد قدوس جناح وست هام يونايتد لتصبح خمس مباريات مع تغريمه 60000 جنيه إسترليني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية جونسون يفتتح رباعية توتنهام في شباك أستون فيلا (رويترز)

10 نقاط بارزة في الجولة العاشرة من الدوري الإنجليزي

كان من الواضح أن أداء إلكاي غوندوغان وماتيو كوفاسيتش وكايل ووكر تأثر نتيجة تقدمهم في السن.

رياضة عالمية لا يمكن الهروب من حقيقة أن السيتي خسر ثلاث مرات خلال الأسبوع الماضي (أ.ب)

بعد 3 هزائم متتالية... هل مانشستر سيتي في أزمة؟

بعد هزيمة مانشستر سيتي أمام سبورتينغ لشبونة بنتيجة 4 - 1 مساء الثلاثاء قال برناردو سيلفا إن فريقه «في مكان مظلم» على الرغم من أن بيب غوارديولا لم يوافقه الرأي

The Athletic (لشبونة)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».