التدقيق الجنائي في حسابات الدولة يبدأ وسط رهانات على التوصل لنتائج

عون: السنة الأخيرة من ولايتي ستكون سنة الإصلاحات

عناصر من الأمن أمام مقر مصرف لبنان في بيروت خلال مظاهرة العام الماضي (أ.ب)
عناصر من الأمن أمام مقر مصرف لبنان في بيروت خلال مظاهرة العام الماضي (أ.ب)
TT

التدقيق الجنائي في حسابات الدولة يبدأ وسط رهانات على التوصل لنتائج

عناصر من الأمن أمام مقر مصرف لبنان في بيروت خلال مظاهرة العام الماضي (أ.ب)
عناصر من الأمن أمام مقر مصرف لبنان في بيروت خلال مظاهرة العام الماضي (أ.ب)

انطلقت مهمة التدقيق الجنائي في حسابات مؤسسات الدولة اللبنانية، أمس، إثر توقيع العقد مع شركة «الفاريز ومارسال» وسط رهانات على أن تتوصل إلى نتائج في نهاية المطاف، وتأكيدات بأن الأمر لم يجرِ ضمن تسوية سياسية «ما دام العقد يشمل حسابات كل المؤسسات وليس محصوراً بحسابات المصرف المركزي فقط»، وهو ما قرره البرلمان اللبناني قبل أشهر رداً على رسالة رئيس الجمهورية.
وأحيط مطلب الرئيس اللبناني ميشال عون العام الماضي لإجراء التدقيق الجنائي في حسابات المصرف المركزي، بخلافات سياسية، انتهت بتوصية من المجلس النيابي في العام الماضي، تقضي بإخضاع حسابات مصرف لبنان والوزارات والمصالح المستقلة والمجالس والصناديق والمؤسسات العامة، بالتوازي، للتدقيق الجنائي.
وبعد فشل المحاولات الأولى، ما دفع الشركة للانسحاب بسبب إحجام مصرف لبنان عن تزويدها بالمعلومات المطلوبة، كما قالت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وقّع وزير المال يوسف الخليل، أمس، عقد التدقيق الجنائي مع الشركة ممثلاً الحكومة اللبنانية بعدما تبلغ موافقة ديوان المحاسبة على العقد. وأبلغ الخليل الرؤساء الثلاثة، حسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي. وستقدم الشركة التقرير المبدئي لخليل ضمن مهلة 12 أسبوعاً من تاريخ مباشرة فريق عمل الشركة.
وعدّ الرئيس اللبناني، أمس، أن «مسيرة التدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان التي انطلقت عملياً بعد توقيع وزير المالية للاتفاقية... خطوة نوعية في مسيرة التزام قواعد الشفافية ومكافحة الفساد والإصلاح والمساءلة والمحاسبة عند الاقتضاء التي التزمت أمام اللبنانيين تحقيقها رغم العراقيل التي وُضعت في طريقها».
وأكد أن «التدقيق الذي سيبدأ في حسابات مصرف لبنان بعد 20 شهراً من السعي الحثيث واليومي للتوصل إليه، لا يستجيب فقط لحق اللبنانيين في معرفة أسباب الانهيار الاقتصادي والمالي والاجتماعي والمعيشي الذي أصاب البلاد والعباد، بل يمهّد الطريق أمام الإصلاحات المنشودة، كما أنه يتجاوب مع رغبات المجتمع الدولي الذي أوصى دائماً بضرورة تحقيق التدقيق حتى يعمل على مساعدتنا في النهوض الاقتصادي الذي نأمل أن توفق الحكومة الجديدة في السير به»، كما قالت الرئاسة اللبنانية.
ولفت عون إلى أن «التدقيق سيشمل لاحقاً المؤسسات العامة والإدارات والمجالس والصناديق والهيئات، خصوصاً تلك التي حامت الشبهات حول أداء المسؤولين عنها خلال الأعوام الثلاثين الماضية». وتعهد بأن السنة الأخيرة من ولايته «ستكون سنة الإصلاحات الحقيقية، بعدما تعذر خلال السنوات الماضية تحقيق ما كان يصبو إليه اللبنانيون بفعل تغليب بعض المعنيين لمصالحهم الشخصية على حساب المصلحة العامة، وتشكيل هؤلاء منظومة أقفلت الأبواب في وجه أي إصلاح، ما وفّر الحماية لفاسدين ومرتكبين». وقال إن «التدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان، هو باب الإصلاح المنشود، ولا بد من أن يترافق مع خطة للتعافي والنهوض لتعويض ما فات والبدء بالإنقاذ الحقيقي الذي اتخذته الحكومة الجديدة شعاراً لها».
وتعد خطة التدقيق شرطاً أساسياً لتقديم المساعدات الخارجية للبنان الذي يعاني من انهيار مالي. وورد التعهد بإجراء التدقيق في البيان الوزاري الذي أقرته الحكومة، أول من أمس، من ضمن التزاماتها بمكافحة الفساد.
ونفت مصادر نيابية كانت تعارض حصر التدقيق في حسابات المصرف المركزي، أن تكون هناك تسوية سياسية أدت إلى إعادة تفعيل عملية التدقيق الجنائي، قائلةً لـ«الشرق الأوسط»: «ما دامت جميع القوى السياسية تؤكد أنها تدعم التدقيق بكل حسابات المؤسسات الحكومية والوزارات بالتوازي مع حسابات مصرف لبنان، فإن الأمر لا يحتاج إلى تسوية». ورأت أن «جميع القوى السياسية أمام امتحان تسهيل التدقيق في حسابات جميع الإدارات الحكومية»، لافتةً إلى أن «الالتزام بهذا الأمر سيجعل المسألة خارج الحسابات السياسية والانتخابية». وأكدت أن «الرهان يبقى على البدء بهذا التدقيق والوصول إلى النتائج ما دام الجميع يؤكد دعم هذه الخطوة».
وأقر البرلمان في 21 ديسمبر (كانون الأول) الماضي قانوناً يرمي إلى رفع السرية المصرفية عن حسابات المصرف المركزي والوزارات والإدارات لمدة سنة تنتهي في ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وقالت مصادر نيابية إن تمديد هذه المهلة «ليس أمراً معقداً، إذ يقدم النواب اقتراح قانون معجل مكرر لمجلس النواب، يجري إقراره في أول جلسة»، مشيرةً إلى أن تمديد القانون «يحتاج إلى العودة إلى مجلس النواب عندما تنتهي المهلة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.