مصر تشدد على الاحتراز لمجابهة الوباء

تزامناً مع تزايد إصابات «كورونا»

رجل يتلقى جرعة من لقاح «كورونا» في مركز تطعيم بالقاهرة (رويترز)
رجل يتلقى جرعة من لقاح «كورونا» في مركز تطعيم بالقاهرة (رويترز)
TT

مصر تشدد على الاحتراز لمجابهة الوباء

رجل يتلقى جرعة من لقاح «كورونا» في مركز تطعيم بالقاهرة (رويترز)
رجل يتلقى جرعة من لقاح «كورونا» في مركز تطعيم بالقاهرة (رويترز)

شدّدت مصر على «ضرورة الاحتراز لمجابهة انتشار فيروس (كورونا)». وناشدت، مجدداً، «سرعة الحصول على اللقاح»، يأتي هذا في وقت واصلت فيه الإصابات الارتفاع. ووفق وزارة الصحة المصرية فقد «تم تسجيل 569 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس، و13 حالة وفاة جديدة». وتشير «الصحة» إلى أن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بالفيروس حتى مساء أول من أمس، هو 295051 من ضمنهم 248425 حالة تم شفاؤها، و16921 حالة وفاة».
ودعا مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة محمد عوض تاج الدين، المواطنين إلى «الالتزام بالتباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة، والنظافة»، مؤكداً أن «مصر قد دخلت في الموجة الرابعة للفيروس ونتمنى المرور منها بخير»، مضيفاً أن «مصر تتخذ جميع الإجراءات للحفاظ على صحة المواطنين». وأضاف تاج الدين، في تصريحات متلفزة، مساء أول من أمس، أن «مصر تتعامل بشكل علمي ودبلوماسي لنقل ما تم في مواجهة (كورونا) على سفراء الاتحاد الأوروبي»، موضحاً أن «مصر أجرت كل الجهود لرفع كفاءة المنظومة الصحية لمواجهة الجائحة».
وأكد مستشار الرئيس لشؤون الصحة أن «مصر استطاعت توفير جميع أنواع اللقاحات بالتزامن مع جهود التصنيع المحلي لمواجهة (كورونا)»، موضحاً أن «مصر رصدت 191 مليون دولار لتوفير اللقاحات»، لافتاً إلى أن «مصر تسير بتوازن في كل شيء، وتعمل على توفير أكبر قدر من اللقاحات للمصريين».
من جهته، قال رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس «كورونا» بوزارة الصحة المصرية حسام حسني، إن «الحصول على اللقاحات في الفترة الحالية هو (طوق نجاة)»، مضيفاً في تصريحات له: «لا بد من كسر دورة حياة الفيروس، فهو لا ينشط إلا داخل الإنسان، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الحصول على اللقاح وتكوين مناعة تواجهه».
في السياق ذاته، أعلنت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد «انطلاق حملة (معاً نطمئن... سجل الآن) بمحافظات الفيوم، والقليوبية، والدقهلية، أمس، لتشجيع المواطنين على التسجيل وسرعة تلقي اللقاح في نفس اليوم. وذكر متحدث «الصحة المصرية» خالد مجاهد أنه «تم تسجيل أكثر من 10 آلاف مواطن على الموقع الإلكتروني لتلقي اللقاح من خلال الحملة أثناء فترة عملها بمحافظات (القاهرة، والجيزة، والإسكندرية) يومي الأربعاء والخميس الماضيين، بالإضافة إلى تقديم التوعية لأكثر من 11 ألف مواطن بأهمية تلقي اللقاح لحماية أنفسهم وذويهم والمجتمع من خطر الإصابة بالفيروس».
ولفت مجاهد إلى أن «الحملة تجوب مختلف الأماكن العامة والميادين وأماكن التجمعات ومواقف المواصلات العامة ومحطات المترو والقطارات»، مضيفاً أنه «تم تخصيص 8 مراكز شباب وتجهيزها بالمحافظات التي انطلقت بها الحملة أمس لتلقي المواطنين اللقاح في نفس اليوم فور التسجيل بالحملة، فضلاً عن تجهيز مراكز شباب بجميع المحافظات التي تجوبها الحملة بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، وذلك لمنع التزاحم بمراكز تلقي اللقاح».


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.