مجلس الأمن يمدد 6 أشهر للبعثة الأممية في أفغانستان

بعد مفاوضات «صعبة» واعتراضات من الصين وروسيا

TT

مجلس الأمن يمدد 6 أشهر للبعثة الأممية في أفغانستان

صوّت مجلس الأمن بالإجماع، أمس، على التجديد ستة أشهر لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان (أوناما) عقب مفاوضات وصفها دبلوماسيون بأنها «صعبة» سجلت فيها الصين اعتراضات عدة على نص القرار الذي أعدّته إستونيا والنرويج بعد أقل من شهر على انسحاب الولايات المتحدة وسيطرة «طالبان» على الحكم مجدداً في البلاد. وبعد إدخال تعديلات عدة لتجاوز اعتراضات الصين وبناء على اقتراحات من دول أخرى، صوّت الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن على القرار الذي أُعطي الرقم 2596. وقرر الأعضاء تجديد الولاية الحالية لبعثة «أوناما» لمدة ستة أشهر والنظر بعناية في التطورات السريعة على الأرض قبل اتخاذ أي قرارات أخرى في شأن تكوين المهمة أو المسؤوليات المستقبلية لها.
وتركزت الصعوبات ليس فقط على ما يتعلق بهذا النهج، بل ظهرت تباينات على لغة تتعلق بمكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان، والمرأة والسلام والأمن، وقضايا أخرى. ومدد المجلس ولاية البعثة حتى 17 مارس (آذار) 2022، طالباً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إعداد تقرير مكتوب بحلول 31 يناير (كانون الثاني) 2022 يحدّد «التوصيات الاستراتيجية والتشغيلية لولاية بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان في ضوء التطورات السياسية والأمنية والاجتماعية الأخيرة» في البلاد. وكان النص السابق يطلب من الأمين العام تقديم هذه التوصيات «بما في ذلك حال النساء والفتيات».
وأزيلت هذه الإشارة إلى وضع النساء والفتيات بطلب من الصين وروسيا، على الرغم من أن العديد من البلدان كافحت للإبقاء على اللغة الخاصة بمشاركة المرأة. وكذلك كانت المسودة الأولية تطلب من غوتيريش تسليم هذا التقرير بحلول 17 فبراير (شباط) 2022، وجرى تقديم هذا الموعد إلى 17 يناير بعدما عبر البعض عن قلقه من أن 17 فبراير قريب للغاية من انتهاء ولاية البعثة.
وبدا أن الإشارات العديدة إلى إنشاء حكومة جامعة وإلى التركيز على حقوق الإنسان كانت «خلافية بشكل خاص»، ولذلك اضطرت إستونيا والنرويج إلى إزالة هذه الفقرات بعد اعتراضات من الصين وروسيا، اللتين رفضتا «الربط بين الحكومة الأفغانية الجديدة وحقوق الإنسان»، واستخدام عبارة فضفاضة عن «إنشاء حكومة شاملة» وعن «أهمية دعم حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق النساء والأطفال والأقليات».
وتضمنت ديباجة القرار أن المساعدة الإنسانية الفعالة تتطلب وصولاً إنسانياً كاملاً وآمناً ومن دون عوائق وتشير إلى أهمية ضمان عدم استخدام أراضي أفغانستان كقاعدة للإرهاب. وكرر مجلس الأمن التعبير عن الهواجس التي أثارها في القرار 2593، الذي اتخذه المجلس في 30 أغسطس (آب) الماضي، رداً على الأوضاع الأمنية والإنسانية وحالة حقوق الإنسان الصعبة في أفغانستان.
وسعت روسيا إلى تضمين النص إشارات إلى منظمات إرهابية محددة، بما في ذلك «داعش» والجماعات التابعة لها و«حركة تركستان الشرقية الإسلامية». ولم يؤيد أعضاء المجلس الآخرون هذا الاقتراح.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.