كيف تقنع أطفالك بالابتعاد عن الشاشات لممارسة الرياضة؟

طفلان يمارسان رياضة كرة السلة في مخيم صيفي بأميركا (أرشيفية-رويترز)
طفلان يمارسان رياضة كرة السلة في مخيم صيفي بأميركا (أرشيفية-رويترز)
TT

كيف تقنع أطفالك بالابتعاد عن الشاشات لممارسة الرياضة؟

طفلان يمارسان رياضة كرة السلة في مخيم صيفي بأميركا (أرشيفية-رويترز)
طفلان يمارسان رياضة كرة السلة في مخيم صيفي بأميركا (أرشيفية-رويترز)

يتسابق الأطفال في الحديقة مستمتعين بأشعة الشمس بينما يبحثون عن مكان اختبائهم التالي في الجولة الأخيرة من لعبة الغميضة. عندما يحدث وقت اللعب هذا، غالباً ما يكون أفضل جزء من يوم الطفل. كل هذا يعتبر تمريناً لهم. وبينما يتعلق الأمر ببعض الأطفال، يفضل الكثيرون قضاء ساعات على مقاطع الفيديو عبر «يوتيوب» أو مشاهدة أحدث برنامج تلفزيوني يهمهم، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
خلال وباء «كورونا»، يحصل الأطفال على أقل من ساعتين من التمارين في الأسبوع، حسب دراسة نُشرت في مجلة «أوبزيتي».
قال الدكتور نيك إدواردز، طبيب الأطفال المتخصص بالطب الرياضي والأستاذ المساعد في جامعة مينيسوتا في مينيابوليس، إنه من المهم للآباء أن يعلموا أبناءهم فوائد التمارين في سن مبكرة.
وتابع: «ليس من السابق لأوانه أبداً شرح مفهوم أننا بحاجة إلى تحريك أجسادنا بانتظام للبقاء بصحة جيدة - تماماً كما نعلم الأطفال في سن مبكرة نوع الأطعمة التي يجب أن نتناولها حتى يكونوا أصحاء».
وقبل تعليم الأطفال فوائد التمرين، قال إدواردز إن الآباء بحاجة إلى محاكاة هذا المفهوم ليكونوا قدوة لهم. عندما يمارس الآباء التمارين، يمكنهم دعوة أطفالهم للانضمام إليهم.
ولا يحتاج الأطفال إلى ممارسة عدة ساعات من التمارين اليومية. وقال إنه يجب عليهم ممارسة ساعة واحدة على الأقل من النشاط البدني كل يوم. وأوضح إدواردز أنه بينما يجب تشجيع أي شكل من أشكال الحركة، فإن الأنشطة التي تجعل الأطفال يتعرقون ويتنفسون بشكل أسرع، تعتبر الأفضل.
وأشار الطبيب إلى أنه مع نمو الأطفال، من المهم أيضاً تضمين التمارين التي تطور التوازن والتنسيق. يمكن أن يشمل ذلك ركوب الدراجة أو القفز على الحبل.
ويمكن تقسيم النشاط البدني إلى فئتين، التمارين الهوائية وتمارين القوة، كما قالت ستيفاني منصور، المساهمة في شبكة «سي إن إن».
وقالت إن الأنشطة الهوائية ترفع معدل ضربات القلب، مما يساعد في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، بينما تساعد تمارين القوة في بناء العضلات.
وأوضحت منصور: «هذا لا يعني أنه يجب عليك إرسال أطفالك للركض أو حملهم على رفع الأثقال».

* تجاوز الرياضات الجماعية
بالنسبة للأطفال الذين لا يشاركون في الرياضات الجماعية، أوصت منصور باستكشاف أنشطة أخرى مثل السباحة أو المشي لمسافات طويلة مع شخص بالغ.
يمكن للوالدين أيضاً أن يقدموا مجموعة متنوعة من خيارات التمرين حتى يتمكن الطفل من تجربتها واختيار ما يفضله.
وقالت منصور: «إن السماح لطفلك بالعثور على الرياضة أو الأنشطة البدنية التي يهتم بها في وقت مبكر يمكن أن يمنحه شيئاً يتطلع إليه مع الحفاظ على صحته ولياقته البدنية خلال العام الدراسي».
وأوصى إدواردز الآباء بالمثابرة في إقناع أبنائهم بتجربة أنشطة جديدة، خصوصاً إذا لم يكن الأطفال مهتمين في البداية.

* دافع للأطفال لممارسة الرياضة
قالت منصور إن إحدى طرق تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة هي وضع حد زمني للمدة التي يمكنهم خلالها مشاهدة التلفزيون كل يوم. بالإضافة إلى ذلك، قالت إنه يجب إرسال أطفالك إلى الخارج للعب قبل العشاء، حتى لو كان ذلك لمدة 30 دقيقة فقط.
وتابعت: «إن تحديد وقت اللعب في الهواء الطلق قبل العشاء يمنح الأطفال شيئاً يتطلعون إليه في روتينهم اليومي».
وأشار إدواردز إلى أن البالغين يمكنهم أيضاً المساهمة في الأنشطة على مدار اليوم، من خلال القيام بخطوات مثل صعود الدرج مع الأطفال بدلاً من استخدام المصعد أو المشي بدلاً من القيادة إلى بعض الأماكن.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».