في تقارير تنشر في تل أبيب، هذه الأيام، بمناسبة مرور 48 سنة على حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، التي تصدف الآن وفقاً للتقويم العبري.
وفي كتاب أعده المؤرخ العسكري الإسرائيلي، يوآف غيلبر، سيصدر قريباً، يكشف فيه، عن أن إخفاقات إسرائيل في حرب أكتوبر كانت أعمق بكثير من كونها إخفاقات المخابرات التي فشلت في رصد مفاجأة الحرب رغم وجود معلومات، وأن الإخفاق الأكبر يكمن في «إهمال يبلغ درجة الفساد العفن الذي ساد الجيش الإسرائيلي طيلة سنوات». ويقول، إن «ما حدث في الجيش الإسرائيلي في 5 و6 أكتوبر 1973، ليس مجرد الوقوع في مفاجأة نتيجة لأخطاء في التقدير، أو عدم فهم الإنذار، أو بسبب عدم استخدام وسيلة كهذه أو تلك من أجل الحصول عليه، فحسب، بل بالأساس لأن هناك أمراضاً خبيثة في أداء الجيش وعقيدته في السنوات الست التي سبقت الحرب. فمنذ الانتصار الساحق في حرب يونيو (حزيران) 1967، ساد شعور بالغطرسة والغرور في قيادة الجيش، فأقنعوا أنفسهم بأن العرب لن يجرؤوا على محاربة إسرائيل».
وكان البروفسور غيلبر قد اختار لكتابه العنوان «راهف»، وتعني «غطرسة». وكشف، عن أنه طرح رؤيته هذه خلال عمله في الجيش وفي الأكاديمية، وخلال عضويته في الطاقم المهني الذي رافق «لجنة أغرنات» التي حققت في إخفاقات إسرائيل في تلك الحرب، وقال «كانت مهمتي في اللجنة ترتيب كميات المواد الهائلة التي وصلت إلى اللجنة، وشملت وثائق وبروتوكولات من مصادر مختلفة، مثل مكتب رئيس هيئة الأركان العامة ورئيس الموساد. وكانت جميعها مفتوحة أمامي، وقد طفحت بالمعلومات التي تصرخ بالغطرسة. ولكنهم في اللجنة بحثوا عن نقطة ارتكاز أخرى وتجاهلوا النقطة الأساسية».
وفي تقرير آخر، قال المفوض الأسبق لشكاوى جنود الجيش الإسرائيلي، الجنرال يتسحاق بريك، إن الجيش لم يتعلم من إخفاقات حرب أكتوبر، وهو اليوم يهدد بالحروب، ولكنه غير مستعد للحرب المقبلة. وأكد بريك، المعروف بانتقاداته اللاذعة لقيادة الجيش، أنه في حال وقوع حرب أخرى، فإن إسرائيل ستصاب بنكسة على غرار حرب أكتوبر 1973.
ونشر موقع «واللا» الإخباري تقريراً بمناسبة الحرب، ادعى فيه أحد الضباط السابقين، أنه حذر وزير الأمن موشيه ديان في حينه، من وجود تحركات على الجبهة المصرية تشير إلى استعدادهم للحرب، لكنه استخف به وتجاهل تحذيراته.
كشف عدد من الجنود والضباط والطيارين الذين كانوا وقعوا في الأسر لدى سوريا ومصر، عن أنهم تعرضوا لتنكيل وتعذيب في إسرائيل بعد عودتهم، وأن هذا ترك أثره على نفوسهم بحيث لم يعودوا طبيعيين. وهم يطالبون بإعادة فتح ملفاتهم وتعويضهم عن معاناتهم.
ويشكو هؤلاء الأسرى، البالغ عددهم 301 شخص، من نوعين من المعاناة، الأول من الأسر العربي نفسه والآخر من التعامل الإسرائيلي معهم. ففي الجانب العربي، يتحدثون عن ذكريات رهيبة تبدأ في الفشل الحربي ورؤية رفاقهم قتلى بمحاذاتهم، وتستمر عند الوقوع في الأسر والتعرض للإهانة والإذلال والتحقيق القاسي، كما تحدثوا عن تعرضهم للتعذيب. ثم جاءوا إلى إسرائيل، بعد أشهر، فاستقبلوا بالترحاب الحميم أمام الكاميرات، ثم أخذوا إلى معسكر اعتقال وراحوا يحققون معهم طيلة شهرين، في ظروف ترهيب قاسية، في محاولة لاكتشاف إن كان أحدهم قد ضعف وأدلى بمعلومات سرية. وتبين أن 101 جندي إسرائيلي ضعفوا وأدلوا بمعلومات سرية، فتم اعتبارهم خونة. وهم يصرحون اليوم بأن معاناتهم لم تتوقف؛ ولذلك يطالبون بالاعتراف بهم مشوهي حرب وتعويضهم عن ذلك.
واعتمد هؤلاء الجنود الأسرى السابقون، على دراسة طبية أجريت في الجيش الإسرائيلي، تبين أن 43 في المائة منهم يعانون اكتئاباً وإحباطاً دائمين ويستيقظون فزعين في الليالي، و28 في المائة مناعتهم منخفضة، وجميعهم يعانون أمراضاً مختلفة.
وثائق إسرائيلية: الغطرسة سبب إخفاقات حرب أكتوبر
310 أسرى إسرائيليين سابقين لدى مصر وسوريا يشكون الإهمال
وثائق إسرائيلية: الغطرسة سبب إخفاقات حرب أكتوبر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة