تأهب واسع في واشنطن لمظاهرة «العدالة من أجل السادس»

سياج أمني يحيط بمبنى الكونغرس الأميركي تأهبا لاحتجاجات (أ.ف.ب)
سياج أمني يحيط بمبنى الكونغرس الأميركي تأهبا لاحتجاجات (أ.ف.ب)
TT

تأهب واسع في واشنطن لمظاهرة «العدالة من أجل السادس»

سياج أمني يحيط بمبنى الكونغرس الأميركي تأهبا لاحتجاجات (أ.ف.ب)
سياج أمني يحيط بمبنى الكونغرس الأميركي تأهبا لاحتجاجات (أ.ف.ب)

عاد السور الأمني ليخيّم على مبنى الكونغرس قبل يومين من تهافت المئات من المتظاهرين إلى هناك احتجاجاً على اعتقال «مقتحمي الكابيتول».
وأعادت القوى الأمنية نصب السور الذي أحاط بالمبنى حتى شهر يوليو (تموز) بعد أحداث السادس من يناير (كانون الثاني)؛ وذلك تحسباً لأي محاولة اقتحام مشابهة لما جرى عندما دخل مناصرو الرئيس السابق دونالد ترمب إلى داخل المبنى وعاثوا فيه خراباً، في محاولة منهم لوقف المصادقة الرسمية على نتائج الانتخابات الرئاسية. ويسعى المسؤولون الأمنيون، اليوم، إلى الحؤول دون تكرار سيناريو مشابه، مع توافد نحو 700 متظاهر من جماعات يمينية إلى العاصمة واشنطن غداً (السبت)، للاحتجاج على اعتقال نحو 600 من مناصري ترمب يوم الاقتحام ومحاكمتهم.
وأطلق المنظمون اسم «العدالة من أجل السادس» على المظاهرة المتوقعة، والتي تتخوف السلطات من أن تشمل أعضاء من المجموعات العنصرية المتشددة، على غرار «براود بويز» (الشباب الفخور)، و«أوث كيبيرز» (حماة القسم).
لهذا السبب؛ طلبت شرطة الكابيتول الدعم اللوجيستي من البنتاغون لنشر عناصر من الحرس الوطني السبت للحؤول دون تكرار الأخطاء الأمنية التي أحاطت بأحداث السادس من يناير. وقالت الشرطة في بيان «لقد طلبت شرطة الكابيتول من وزارة الدفاع الحصول على دعم الحرس الوطني في حال اقتضت الحاجة في الـ18 من سبتمبر (أيلول)». وأكد رئيس الشرطة توم مانجر، أن عناصره «تراقب عن كثب أحداث 18 من سبتمبر، وسوف نتصرف بناءً عليها». مضيفاً «بعد السادس من يناير، قمنا بتغييرات كبيرة على مستويات عدة، منها كيفية مشاطرة المعلومات الاستخباراتية داخلياً وخارجياً. وأنا على ثقة بأن عملنا اليوم سيؤمّن لعناصرنا كل ما يحتاجون إليه لحماية الجميع».
وتشارك شرطة العاصمة واشنطن في التحضيرات، مع الإعلان عن أن كل عناصر شرطتي الكابيتول وواشنطن سيعملون خلال يوم السبت من دون استثناء. وقال المتحدث باسم شرطة العاصمة «كما هي الحال مع المظاهرات التي يدعمها التعديل الأول من الدستور، سوف تراقب شرطة واشنطن الأنشطة المحيطة بالاحتجاجات وتقيّمها وتخطط بالتعاون مع شركائنا الأمنيين». وأشار المتحدث إلى أن عناصر الشرطة سينتشرون في محيط المدينة، حيث سيتجمع المحتجون، وقد يغلقون بعض الطرقات «للحفاظ على السلامة العامة» في حال اقتضت الحاجة.
إلى جانب هذه الاستعدادات، قال مكتب التحقيقات الفيدرالي، إنه يعمل عن كثب مع السلطات الأمنية المحلية والفيدرالية استعداداً لاحتواء المظاهرات إذا ما خرجت عن السيطرة، في حين أشار وزير الأمن القومي أليخاندرو مايوركاس إلى أن تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية أساسي لتجنب حصول حوادث مشابهة للسادس من يناير.
ولعلّ أبرز فارق بين يومي السادس من يناير و18 من سبتمبر، هو أن المشرعين لن يكونوا في مبنى الكونغرس خلال المظاهرة الثانية، فموعدها سيكون يوم السبت وهي عطلة نهاية الأسبوع التي يعود خلالها أعضاء الكونغرس إلى ولاياتهم.
وكانت أحداث السادس من يناير أدت إلى مقتل 4 أشخاص، كما انتحر 4 من عناصر شرطة الكابيتول الذين ساعدوا على حماية المبنى بعد الأحداث.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».