هادي يشدد على وضع حد للتهديدات الحوثية... ويؤكد دعم غروندبرغ

التقى المبعوثين الأميركي والأممي في الرياض

الرئيس اليمني خلال لقائه المبعوث الأممي الجديد هانس غروندبرغ (سبأ)
الرئيس اليمني خلال لقائه المبعوث الأممي الجديد هانس غروندبرغ (سبأ)
TT

هادي يشدد على وضع حد للتهديدات الحوثية... ويؤكد دعم غروندبرغ

الرئيس اليمني خلال لقائه المبعوث الأممي الجديد هانس غروندبرغ (سبأ)
الرئيس اليمني خلال لقائه المبعوث الأممي الجديد هانس غروندبرغ (سبأ)

ناقش الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مع هانس غروندبرغ المبعوث الأممي إلى اليمن آفاق الحل السياسي والنهج الذي يجب أن يتبع للوصول إلى سلام دائم وعادل في اليمن، مؤكداً دعمه الكامل للمبعوث الأممي لتسهيل مهامه للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وشدد على وضع حد لانتهاكات الميليشيات الحوثية.
وجرى خلال اللقاء استعراض «الجذور السياسية للأزمة اليمنية التي تسببت بها ميليشيا الحوثي وأسباب عرقلة الميليشيا للعملية السياسية»، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» التي نقلت أن اللقاء ناقش آفاق الحل السياسي والنهج الذي يجب أن يتبع للوصول إلى سلام دائم وعادل في اليمن.
وأوضح الرئيس اليمني أن المرجعيات الثلاث التي تتمسك بها الحكومة تعتبر أساساً لتحقيق سلام عادل وشامل، وهدفها تحقيق المساواة بين جميع اليمنيين ونبذ العنف والاحتكام لخيارات الشعب اليمني التي عبّر عنها في مؤتمر الحوار الوطني الذي استوعب مختلف قضايا الوطن وضمّ مكونات وأطياف الشعب اليمني، بما فيهم الانقلابيون الحوثيون.
كما تطرق اللقاء «للدور الإيراني التخريبي في اليمن وارتباط ميليشيا الحوثي بالأجندة الإيرانية الهادفة لزعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة».
وأكد هادي على تقديم الدعم الكامل للمبعوث وتسهيل مهامه للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار حيث تواصل الميليشيات حربها ضد الشعب اليمني الذي يقف مدافعاً ومتصدياً لتلك الأعمال العدائية التي تطال الأبرياء والنازحين في المدن والمخيمات، فضلاً عن اعتداءاتها على الأعيان والمدن في اليمن والأشقاء في الجوار.
وشدّد على أهمية وضع حد للتهديدات التي تشكلها ميليشيا الحوثي لأمن البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية، سواء من خلال نشر الألغام البحرية بشكل عشوائي واستهداف السفن بالقوارب المسيرة، واستهداف المدن والموانئ، مذكراً بالكارثة البيئية والإنسانية الكبرى التي تلوح في الأفق والتعامل غير المسؤول مع قضية خزان النفط صافر.
وقال هادي إن «السلام خيارنا، وسنظل كذلك على الدوام دعاة سلام ووئام، باعتباره خيار حياة لشعبنا وللإنسانية جمعاء، وفي سبيل ذلك قدمنا كثيراً من التنازلات حقناً لدماء اليمنيين».
من جانبه، قال المبعوث الأممي: «سنعمل لإيجاد أفضل السبل للمضي قدماً، في تحقيق السلام وتقييم الجهود السابقة وتحديد ما نجح منها وما لم ينجح والاستماع إلى الجميع لتحقيق تطلعات الشعب اليمني التواق إلى الأمن والسلام والاستقرار، الذي يحمي الحقوق كافة على تنوعها، ويضمن الحكم الرشيد من خلال مؤسسات الدولة التي تخدم المواطنين بصورة عامة وعادلة». وأضاف: «كما سنعمل وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وسنلتزم بالمرجعيات الثلاث، وننطلق منها للمضي نحو تحقيق السلام العادل الذي يستحقه الشعب اليمني».
وفي لقاء آخر مع المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ في الرياض، الخميس، قال الرئيس اليمني: «نتفق مع الجانب الأميركي في القضايا الاستراتيجية، وفي مقدمتها عدم نقل التجربة الإيرانية إلى اليمن والمنطقة وتأمين خطوط الملاحة الدولية ومحاربة الإرهاب»، وأضاف: «كما نؤيد كل الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى سلام دائم وشامل وفق المرجعيات الثلاث»، لافتاً إلى أهمية الضغوط الدولية على الميليشيات لوقف التصعيد واستهداف الأبرياء ومخيمات النزوح وغيرها من الأعمال المستهدفة للمدن والموانئ.
الوكالة اليمنية نقلت عن ليندركينغ تأكيده على دعم الرئيس اليمني وحكومته الشرعية «التواقة إلى السلام لمصلحة الشعب اليمني»، مؤكداً وحدة الموقف الدولي تجاه اليمن ووحدته وتحقيق السلام العادل.



أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
TT

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)

قرب ركام مبنى ما زال الدخان يتصاعد منه في مدينة صور، تحمل عائلة حقائب وتصعد على سلم مظلم إلى شقة خُلعت أبوابها ونوافذها، ولا يوجد فيها ماء ولا كهرباء، بعد أن استهدف القصف الإسرائيلي البنى التحتية والطرق، إضافة إلى الأبنية والمنازل.

في اليوم الثاني من سريان وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، كانت مئات العائلات صباح الخميس تتفقّد منازلها في أحياء استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وحوّلتها إلى منطقة منكوبة.

لم تسلم سوى غرفة الجلوس في شقة عائلة نجدة. تقول ربّة المنزل دنيا نجدة (33 عاماً)، وهي أم لطفلين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما تقف على شرفتها المطلة على دمار واسع: «لم نتوقّع دماراً إلى هذا الحدّ. رأينا الصور لكن وجدنا الواقع مغايراً وصعباً».

وغطّى الزجاج أسرّة أطفالها وألعابهم، في حين تناثرت قطع من إطارات النوافذ الحديدية في كل مكان. وتضيف دنيا نجدة: «عندما وصلنا، وجدنا الدخان يتصاعد من المكان، وبالكاد استطعنا معاينة المنزل».

على الشرفة ذاتها، يقف والد زوجها سليمان نجدة (60 عاماً)، ويقول: «نشكو من انقطاع المياه والكهرباء... حتى المولدات الخاصة لا تعمل بعد انقطاع خطوط الشبكات».

ويقول الرجل، الذي يملك استراحة على شاطئ صور، الوجهة السياحية التي تجذب السكان والأجانب: «صور ولبنان لا يستحقان ما حصل... لكن الله سيعوضنا، وستعود المدينة أفضل مما كانت عليه».

وتعرّضت صور خلال الشهرين الماضيين لضربات عدّة؛ دمّرت أو ألحقت أضراراً بمئات الوحدات السكنية والبنى التحتية، وقطعت أوصال المدينة.

وأنذرت إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مراراً سكان أحياء بأكملها بإخلائها، ما أثار الرعب وجعل المدينة تفرغ من قاطنيها، الذين كان عددهم يتجاوز 120 ألفاً.

لن يحصل بنقرة

خلال جولة في المدينة؛ حيث تعمل آليات على رفع الردم من الطرق الرئيسة، يحصي رئيس بلدية صور واتحاد بلدياتها، حسن دبوق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أكثر من 50 مبنى، مؤلفة من 3 إلى 12 طابقاً دُمّرت كلياً جراء الغارات الإسرائيلية»، غير تضرّر عشرات الأبنية في محيطها، بنسبة تصل إلى 60 في المائة. ويضيف: «يمكن القول إنه يكاد لم يبقَ أي منزل بمنأى عن الضرر».

وشهدت شوارع المدينة زحمة سير مع عودة المئات من السكان إلى أحيائهم، في حين أبقت المؤسسات والمحال التجارية والمطاعم أبوابها موصدة.

ويوضح دبوق: «يتفقّد السكان منازلهم خلال النهار، ثم يغادرون ليلاً بسبب انقطاع الماء عن أنحاء المدينة والكهرباء عن الأحياء التي تعرّضت لضربات إسرائيلية قاسية».

ويقول إن الأولوية اليوم «للإسراع في إعادة الخدمات إلى المدينة، وتأمين سُبل الحياة للمواطنين»، مقرّاً بأن ذلك «لن يحصل بنقرة، ويحتاج إلى تعاون» بين المؤسسات المعنية.

ويضيف: «من المهم أيضاً إزالة الردم لفتح الشوارع حتى يتمكّن الناس من العودة».

واستهدفت غارة إسرائيلية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) شركة مياه صور، ما أسفر عن تدميرها، ومقتل موظفيْن، وانقطاع المياه عن 30 ألف مشترك في المدينة ومحيطها، وفق ما قال رئيس مصلحة مياه صور وليد بركات.

ودمّرت الغارة مضخّات المياه وشبكة الأنابيب المتفرّعة منها، وفق ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، في إطار جولة نظمها «حزب الله» للصحافيين في عدد من أحياء المدينة.

وتحتاج إعادة بنائها إلى فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، وفق بركات، الذي قال إن العمل جارٍ لتوفير خيار مؤقت يزوّد السكان العائدين بالمياه.

ويقول بركات: «لا صواريخ هنا، ولا منصات لإطلاقها، إنها منشأة عامة حيوية استهدفها العدوان الإسرائيلي».

قهر ومسكّنات

بحزن شديد، يعاين أنس مدللي (40 عاماً)، الخيّاط السوري المُقيم في صور منذ 10 سنوات، الأضرار التي لحقت بمنزله جراء استهداف مبنى مجاور قبل ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار. كانت أكوام من الركام تقفل مدخل المبنى الذي تقع فيه الشقة.

ويقول بأسى: «بكيت من القهر... منذ يوم أمس، وأنا أتناول المسكنات جراء الصدمة. أنظر إلى ألعاب أولادي والدمار وأبكي».

وغابت الزحمة، الخميس، عن سوق السمك في ميناء المدينة القديمة، الذي كان يعجّ بالزبائن قبل الحرب، بينما المراكب راسية في المكان منذ أكثر من شهرين، وينتظر الصيادون معجزة تعيدهم إلى البحر لتوفير قوتهم.

بين هؤلاء مهدي إسطنبولي (37 عاماً)، الذي يروي أنه ورفاقه لم يبحروا للصيد منذ أن حظر الجيش اللبناني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حركة القوارب في المنطقة البحرية جنوب لبنان.

ويقول: «لم يسمح الجيش لنا بعد بالخروج إلى البحر حفاظاً على سلامتنا» باعتبار المنطقة «حدودية» مع إسرائيل.

ويقول إسطنبولي: «نراقب الوضع... وننتظر»، مضيفاً: «نحن خرجنا من أزمة، لكن الناس سيعانون الآن من أزمات نفسية» بعد توقف الحرب.

ويقول أب لأربعة أطفال: «أحياناً وأنا أجلس عند البحر، أسمع صوت الموج وأجفل... يتهيّأ لي أن الطيران يقصف. نعاني من الصدمة».