وهبي: انتخابات سبتمبر المغربية رسّخت اختيار غالبية من 3 أحزاب فقط

وهبي خلال لقائه مع نواب حزبه الجدد في سلا أمس (الشرق الأوسط)
وهبي خلال لقائه مع نواب حزبه الجدد في سلا أمس (الشرق الأوسط)
TT

وهبي: انتخابات سبتمبر المغربية رسّخت اختيار غالبية من 3 أحزاب فقط

وهبي خلال لقائه مع نواب حزبه الجدد في سلا أمس (الشرق الأوسط)
وهبي خلال لقائه مع نواب حزبه الجدد في سلا أمس (الشرق الأوسط)

قال عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي، الذي حلّ ثانياً في انتخابات الثامن من سبتمبر (أيلول) الجاري، خلال لقاء عقده أمس مع نواب حزبه بمدينة سلا، إن هذه الانتخابات «رسخت أغلبية سياسية مكونة من ثلاثة أحزاب فقط». في إشارة إلى أحزاب «التجمع الوطني للأحرار» (102 مقعد)، و«الأصالة والمعاصرة» (88 مقعداً)، و«الاستقلال» (81 مقعداً)، وهي أحزاب حصلت على أغلبية مريحة في مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، البالغ عدد مقاعده 395 مقعداً.
وأضاف وهبي، مخاطباً نواب حزبه، أن اقتراع الثامن من سبتمبر «لم يشكل فقط نقلة نوعية في ترسيخ المسار الديمقراطي لبلادنا، وتعزيز صورته الديمقراطية، وترسيخ اختياراته في السير قدماً وبثبات نحو مصاف الدول الديمقراطية، بل وجّه كذلك رسائل ديمقراطية داخلية، مفادها أن الناخب اختار بوضوح أغلبية سياسية مكونة من ثلاثة أحزاب فقط»، مبرزاً أن هذه الأغلبية «قد تشكل في حالة نجاح المشاورات أرضية مواتية، وغير مسبوقة، لتشكيل تحالف سياسي مشروع ومنسجم، اختارته الصناديق بكل ديمقراطية وحرية وشفافية».
ودعا وهبي الأحزاب السياسية إلى التحلي بـ«المسؤولية التاريخية» من أجل الحوار والتعاون، و«تغليب المصلحة العامة لبناء مرحلة ديمقراطية جديدة».
في سياق ذلك، توجّه وهبي بالشكر للعاهل المغربي الملك محمد السادس «على إرادته الصلبة في احترام روح الدستور، وفي صون الاختيار الديمقراطي»، وسعيه القوي لوضع «قطار بلادنا على سكة مصاف الدول الديمقراطية العظمى»، التي استطاعت تنظيم عملية الانتخابات في وقتها الدستوري، رغم الإكراهات المتعددة المرتبطة بجائحة كورونا، «الأمر الذي سيعزز لا محالة من المكانة الديمقراطية للمملكة المغربية».
إلى ذلك، أوضح وهبي أن الانتخابات الأخيرة أعطت الانطلاقة لـ«تأسيس مرحلة جديدة بمواقع جديدة، وخريطة سياسية جديدة، حددها الناخب المغربي»، مؤكداً أن حزبه تجاوز مرحلة الصراع مع حزب التجمع الوطني للأحرار، المتصدر لنتائج الانتخابات والمكلف تشكيل الحكومة، وأنه سيواصل العمل «من أي موقع مع جميع الأحزاب، وبروح وطنية مسؤولة، خدمة لقضايا المواطنين والوطن».
وبخصوص الخسارة التي مُني بها حزب العدالة والتنمية (مرجعية إسلامية)، الذي قاد الحكومة لولايتين سابقتين، قال وهبي إن تراجع عدد مقاعد «العدالة والتنمية» خلال الانتخابات الأخيرة «لم ولن ينقص أبداً من وطنيته وجدية أدواره، التي جسّد فيها غيرته على الثوابت الدستورية، ومراجع الأمة المغربية طيلة الولايتين الحكوميتين السابقتين»، موضحاً أن «(العدالة والتنمية) سيظل حزباً مهماً في التاريخ السياسي المغربي... وسنظل حريصين على التعاون معه لحاجة بلادنا له، ولكل أحزابنا الوطنية»، معتبراً أن شرعية وجود حزب العدالة والتنمية «ستعيد له قوته للمساهمة من جديد في العملية الديمقراطية».
وعلى مستوى حزب الأصالة والمعاصرة، اعتبر وهبي أن انتخابات 8 سبتمبر «لم تصنع حدثاً سياسياً تاريخياً في مسارنا الديمقراطي الوطني فحسب، بل شكّل هذا اليوم محطة مفصلية في تاريخ حزب الأصالة والمعاصرة»، مؤكداً أن حزبه حقق «نتائج انتخابية باهرة»، لكنه أوضح أن ذلك لن يكون «دافعاً للغرور أو الاتكال، بل يجب أن يتحول إلى مسؤولية وأمانة ثقيلة على عاتقنا تجاه وطننا ومواطنينا، من موقعنا في المعارضة أو موقعنا في الحكومة في حال ما نجحت المفاوضات مع رئيس الحكومة المكلف»، في إشارة إلى عزيز أخنوش، الذي عيّنه الملك رئيساً للحكومة.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.