جليد القارة القطبية الجنوبية يكشف سراً بيئياً عمره 150 عاماً

الباحثون يقومون بالتقاط الهواء المحبوس في جليد القطب الجنوبي
الباحثون يقومون بالتقاط الهواء المحبوس في جليد القطب الجنوبي
TT

جليد القارة القطبية الجنوبية يكشف سراً بيئياً عمره 150 عاماً

الباحثون يقومون بالتقاط الهواء المحبوس في جليد القطب الجنوبي
الباحثون يقومون بالتقاط الهواء المحبوس في جليد القطب الجنوبي

هل يمكن معرفة ماذا حدث في البيئة قبل 150 عاماً؟... قد يبدو هذا الأمر نظرياً أمراً صعباً، بل ويصل إلى درجة الاستحالة، ولكن باحثي جامعة كاليفورنيا الأميركية نجحوا في جعل المستحيل ممكناً، بواسطة جليد القارة القطبية الجنوبية أو ما يعرف بـ«أنتاركتيكا» في أقصى جنوب الأرض.
وخلال الدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية «بروسيدنج أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس»، أعلن الباحثون أن الهيدروجين الجوي زاد من 330 إلى 550 جزءاً في المليار بالغلاف الجوي للأرض، وذلك خلال 150 عاماً، وتحديداً خلال الفترة من 1852 إلى 2003. وذلك بعد أن قام العلماء بدراسة الهواء المحبوس في طبقات مضغوطة من جليد وثلج أنتاركتيكا.
والهيدروجين الجوي هو منتج ثانوي لاحتراق الوقود الأحفوري، وحرق الكتلة الحيوية وأكسدة الميثان، وله تأثير على الاحتباس الحراري وطبقة الأوزون، ومن ثم فإن الكشف عن مستوياته مهم لمتابعة تأثير الأنشطة البشرية على البيئة.
ويقول جون باترسون الباحث بجامعة كاليفورنيا في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كاليفورنيا في 10 سبتمبر (أيلول) الحالي، إن «الهواء القديم محاصر في كتلة الثلج الدائمة فوق صفيحة جليدية، ويعطينا أخذ عينات منه حساباً دقيقاً للغاية لتكوين الغلاف الجوي بمرور الوقت، ولقد عززت إعادة بناء الغلاف الجوي القديم لمستويات الهيدروجين بشكل كبير فهمنا للانبعاثات البشرية المنشأ منذ بداية الثورة الصناعية».
ويوضح باترسون أن الجزء الأكبر من النمو في الهيدروجين يُعزى إلى الأنشطة البشرية، خصوصاً تلك التي تؤدي إلى انبعاثات من مصادر النقل.
وأدت السياسات الحكومية بشأن انبعاثات العادم إلى انخفاض في أول أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، لذلك كان ينبغي توقع رؤية نفس التأثير على الهيدروجين، لكن لم يحدث ذلك، ولا يوجد دليل على أن انبعاثات الهيدروجين في الغلاف الجوي قد انخفضت في القرن العشرين، كما يؤكد باترسون.
ويضيف: «قد يكون هناك مصدر جديد لانبعاثات غاز الهيدروجين يلوح في الأفق مع تبني المزيد من الناس للطاقة الهيدروجينية الخالية من الكربون في السيارات والاحتياجات الأخرى، مما يؤدي إلى احتمال حدوث تسرب في الغلاف الجوي».


مقالات ذات صلة

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

يوميات الشرق تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

لم تكن الحلول التي قُدِّمت في مؤتمر «كوب 16» للقضايا البيئية والمناخيّة الملحّة، وقضايا تدهور الأراضي والجفاف، قصراً على الحكومات والجهات الخاصة ذات الصلة.

غازي الحارثي (الرياض)
بيئة شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)

ثلاثة أرباع أراضي العالم باتت «جافة بشكل دائم» خلال العقود الثلاثة الماضية

بات ما يزيد قليلاً على 75 في المائة من أراضي العالم «أكثر جفافاً بشكل دائم» على مدى العقود الثلاثة الماضية، وفق تقرير تدعمه الأمم المتحدة صدر، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
بيئة الاستفادة من التقنيات الحديثة في تشجير البيئات الجافة واستعادة الأراضي المتدهورة من أهداف المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:55

السعودية تستهدف تحويل 60 % من مناطقها إلى «غابات مُنتجة»

يواصل «المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير» استقبال الحضور اللافت من الزوّار خلال نسخته الثانية في العاصمة السعودية الرياض، بتنظيم من المركز الوطني لتنمية…

غازي الحارثي (الرياض)
علوم صورة لكوكب الأرض (رويترز)

أشبه بـ«حمام بخار»... نظرية جديدة تفسّر كيفية نشوء الماء على كوكبنا

رجّحت نظرية جديدة أن يكون الماء أصبح متوافراً على كوكب الأرض بفعل ما يشبه حمام بخار، بعد وقت قصير من تكوين النظام الشمسي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
خاص مدير «مبادرة الأراضي العالمية» في «مجموعة العشرين» الدكتور مورالي ثوماروكودي (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 02:36

خاص مسؤول في «مجموعة الـ20»: التزام دولي باستعادة 1.1 مليار هكتار من الأراضي هذا العام

نبّه مدير «مبادرة الأراضي العالمية» في «مجموعة العشرين» الدكتور مورالي ثوماروكودي، إلى مدى خطورة تدهور الأراضي.

آيات نور (الرياض)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.