جامعة «نيو سكول» تواجه التغير المناخي بـ«تصميم الملابس»

أكدت أنها تخلت عن استثماراتها في الوقود الحفري

طلاب في جامعة «نيو سكول» خلال وضع تصميمات جديدة لمواجهة التغير المناخي (نيويورك تايمز)
طلاب في جامعة «نيو سكول» خلال وضع تصميمات جديدة لمواجهة التغير المناخي (نيويورك تايمز)
TT

جامعة «نيو سكول» تواجه التغير المناخي بـ«تصميم الملابس»

طلاب في جامعة «نيو سكول» خلال وضع تصميمات جديدة لمواجهة التغير المناخي (نيويورك تايمز)
طلاب في جامعة «نيو سكول» خلال وضع تصميمات جديدة لمواجهة التغير المناخي (نيويورك تايمز)

قرر كثير من الجامعات التوقف عن الاستثمار في الوقود الحفري، لكن جامعة «نيو سكول» في مدينة نيويورك قررت اتخاذ خطوة إضافية نحو الأمام. لم تعلن الجامعة الأميركية المتميزة، التي تعرف بنهجها التقدمي طوال التاريخ، أنها ستتخلى عن كل الاستثمارات في الوقود الحفري خلال الأعوام المقبلة فحسب، بل إنها ستعيد صياغة المناهج بشكل كامل بحيث تركز بشكل أكبر على التغير المناخي ومفهوم الاستدامة.
وترى الجامعة، التي تركز كثيرا على مجال التصميم، فرصا في مواجهة تحدي التغير المناخي والنمو الاقتصادي، على حد قول جويل تاورز، العميد التنفيذي لكلية «بارسونز» للتصميم. وأوضح قائلا: «ما نحاول القيام به هو توجيه الطلبة، وأعضاء هيئة التدريس، نحو التفكير بشكل مختلف في التغير المناخي باعتباره فرصة لصنع المستقبل على نحو مغاير». وقد يعني هذا القيام بأمر صغير مثل ابتكار عمليات لصنع ملابس يكون فيها مستوى المخلفات ونقل المواد منخفضا إلى أدنى حد ممكن، أو تخطيط بيئات حضرية أكثر قدرة على التكيف مع ظواهر الطقس العنيفة، على حد قوله.
وسوف تنظر الجامعة في وضع مرافقها بهدف التوصل إلى طرق للحد من استخدام البصمة الكربونية، وتوفير تكاليف الطاقة، والحد من استخدام الأوراق، وتقليل المخلفات. وكذلك تعتزم الترويج للخدمات الغذائية المراعية للبيئة من خلال اتخاذ بعض الإجراءات مثل العمل مع موردين يعملون على نطاق محدود في هادسون فالي. وتشاورت الجامعة مع بيل ماكيبين، الكاتب والناشط البيئي، بشأن تلك المبادرة. وقال توكومبو شوبوويل، كبير مسؤولي التشغيل في «نيو سكول»، إن التغير المناخي «مشكلة تصميم سيئة». ويرى أن تعديل المناهج في كل البرامج الدراسية، التي تقدمها الجامعة، من الطرق التي تتجاوز التخلي عن ذلك النوع من الاستثمارات، وهي خطوة أثارت شكوك كثير من أعضاء هيئة التدريس في البداية. وقال مشيرا إلى خطة الجامعة: «يقول كثيرون إن هذا لن يحدث فرقا يتعلق بالإضرار بتلك الشركات أو بقدرتها على إدارة عمليات التنقيب عن النفط والغاز». مع ذلك أضاف أن ذلك يمكن استخدامه وسيلة تعليمية، حيث يدرس طلبة الاقتصاد الشركات بفضل تبرع قيمته 340 مليون دولار، ويدرسون ممارسات تلك الشركات، وهو ما من شأنه أن يساعد في الخروج بمبادئ تحدث فرقا في قراراتهم المتعلقة بما يحتفظون به أو يبيعونه من أسهم.
ويأتي هذا التصريح في وقت كانت تستعد فيه المؤسسات والمجموعات الطلابية لليوم العالمي لبيع الأسهم والأصول، في منتصف فبراير (شباط) الماضي، فضلا عن مئات الفعاليات الأخرى التي من المقرر إقامتها حول العالم لحث المؤسسات والأفراد على بيع استثماراتهم في الصناعات المرتبطة بالوقود الحفري.
وما الموقف الذي اتخذته جامعة «نيو سكول» إلا مثالا من بين أمثلة كثيرة تدل على نهجها الاستثنائي غير المعتاد في التعامل مع قضية التخلي عن الاستثمارات. وكان من المقرر أن يتم عقد جلسة الشهر الماضي في إحدى المحاكم في ولاية ماساتشوستس للنظر في دعوى قضائية أقامها طلبة بجامعة «هارفارد» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وتطالب الدعوى بإجبار الكلية على بيع أسهمها في مجال الوقود الحفري. وطلبت جامعة «هارفارد» من المحكمة إغلاق القضية. وقال درو غيلبين فاوست، رئيس الجامعة، إن التخلي عن الأسهم ليس أمرا «ضروريا ولا حكيما»، مشيرا إلى أن تلك الأموال «مورد وليست وسيلة لفرض تغيير اجتماعي أو سياسي».
على الجانب الآخر، ترى جامعة «نيو سكول» الأمر على نحو مختلف، على حد قول ميشيل ديباس، عميدة كلية ميلانو للشؤون الدولية والإدارة والسياسات الحضرية، حيث أوضحت أن الهدف النهائي للبرنامج كان جعل الـ1.400 طالب، وأعضاء هيئة التدريس، والعاملين «مواطنين واعين يستهدفون تقديم خدمات في مجال المناخ». وفي الوقت الذي من السهل فيه تصور تلك الأهداف بالنسبة إلى الطلبة، الذين يدرسون السياسات العامة والبيئة، أوضحت أنه من الممكن تشجيع طلبة الدراما على تقديم أعمال تمس قضايا تحسين المناخ.

* خدمة «نيويورك تايمز»



جامعة أوكلاند النيوزيلندية... حرية أكاديمية وتاريخ مثير للجدل

جامعة أوكلاند النيوزيلندية... حرية أكاديمية وتاريخ مثير للجدل
TT

جامعة أوكلاند النيوزيلندية... حرية أكاديمية وتاريخ مثير للجدل

جامعة أوكلاند النيوزيلندية... حرية أكاديمية وتاريخ مثير للجدل

تعد جامعة أوكلاند أكبر جامعة في نيوزلندا، وتقع في مدينة أوكلاند. وتأسست الجامعة في عام 1883 بصفتها هيئة تأسيسية تابعة لجامعة نيوزيلندا، وتتكون الجامعة من ثماني كليات موزعة على ستة أفرع، ويبلغ عدد الطلاب نحو 40 ألفا.
وكانت الجامعة تجري القليل من الأبحاث حتى ثلاثينات القرن الماضي، عندما ازداد الاهتمام بالأبحاث الأكاديمية خلال فترة الكساد الاقتصادي. وعند هذه المرحلة، أصدر المجلس التنفيذي للكلية عددا من القرارات التي تتعلق بالحرية الأكاديمية بعد الإقالة المثيرة للجدل للمؤرخ النيوزيلندي جون بيغلهول (ويقال إن سبب الإقالة خطاب أرسله إلى إحدى الصحف يدافع فيه عن حق الشيوعيين في نشر آدابهم في المجال العام)، الأمر الذي ساعد في تشجيع نمو الكلية وأبحاثها.
وافتتحت الملكة إليزابيث الثانية مبنى كلية الطب الجديدة في غرافتون بتاريخ 24 مارس (آذار) من عام 1970.
وفي مايو (أيار) لعام 2013 ابتاعت الجامعة موقعا تبلغ مساحته 5 أفدنة لصالح حرم الجامعة بالقرب من منطقة المال والأعمال الرئيسية في نيوماركت. وسوف يوفر الموقع المشترى للجامعة إمكانية التوسع على مدى الخمسين عاما المقبلة مع كلية الهندسة التي تتخذ مكانها بصفتها أولى كليات الحرم الجامعي الجديد اعتبارا من عام 2014. وتعتبر جامعة أوكلاند من أفضل الجامعات في نيوزيلندا، وفقا لآخر إصدار من تقرير التصنيفات الجامعية العالمية.
ولقد هبطت مرتبة الجامعة درجة واحدة فقط على الصعيد العالمي في العام الماضي، وهي تحتل الآن المرتبة 82 بين أفضل جامعات العالم، لكنها تعتبر الأفضل في البلاد رغم ذلك.
ومن بين مؤشرات التصنيف الجامعية الستة والمستخدمة في تقييم الجامعات العالمية، أحرزت جامعة أوكلاند أعلى الدرجات من حيث السمعة الأكاديمية التي تحتل الجامعة بسببها المرتبة 56 على العالم.
ويأتي هذا الترتيب نتيجة للأداء القوي للجامعة على مؤشر التصنيفات الجامعية العالمية لعام 2017، حيث حازت على مرتبة مميزة بين أفضل عشرين جامعة في العالم بالنسبة لعلوم الآثار والتعليم.
كان روجر كيرتس غرين، البروفسور الفخري لعصور ما قبل التاريخ، وحتى وفاته في عام 2009 من أقدم أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وهو الحاصل على درجة البكالوريوس من جامعة نيومكسيكو، ودرجة الدكتوراه من جامعة هارفارد، وزميل الجمعية الملكية في نيوزيلندا. ولقد كان عضوا في هيئة التدريس من عام 1961 حتى 1966، ثم من عام 1973 حتى وفاته، وعضو هيئة التدريس الأطول من حيث سنوات الخدمة وغير المتقاعد هو برنارد براون الحائز على وسام الاستحقاق النيوزيلندي، ودرجة البكالوريوس في القانون من جامعة ليدز، ودرجة الماجستير (التخصص) في القانون من جامعة سنغافورة. ولقد كان محاضرا متفرغا في كلية الحقوق بالجامعة من عام 1962 حتى 1965، ثم من عام 1969 فصاعدا، أما ويليام فيليبس، وهو من أبرز خبراء الاقتصاد المؤثرين والمعروف بمنحنى فيليبس الشهير، فقد كان يدرس في الجامعة من عام 1969 حتى وفاته في عام 1975، وعكف روبرت جنتلمان وروس إيهاكا في تسعينات القرن الماضي على تطوير لغة «R» للبرمجة الحاسوبية في الجامعة، التي تستخدم على نطاق واسع من قبل علماء الإحصاء والبيانات.