وصلت قوات عسكرية روسية تضم مقاتلين وآليات عسكرية، إلى منطقة السخنة 230 كلم شرق حمص وسط سوريا، بالإضافة إلى قوات عسكرية من الفيلق الخامس المدعوم من روسيا، لرصد تحركات فلول تنظيم «داعش»، وملاحقتها في بادية حمص الممتدة إلى دير الزور شرق سوريا، وحماية آبار النفط والغاز من هجمات محتملة من التنظيم.
وقال مصدر خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات الروسية، قد دفعت السبت، بكتيبة عسكرية من قواتها مؤلفة من نحو 300 عنصر، برفقة آليات بينها عربات مصفحة ودبابات، بالإضافة إلى عدد من عناصر الفيلق الخامس المدعوم من روسيا، إلى بادية السخنة شرق حمص وسط البلاد. والهدف، بحسب وحدة الرصد (مجموعة من المستقلين يعملون على رصد تحركات النظام وطيرانه والروس وإبلاغ المدنيين والفصائل بذلك)ـ هو إنشاء مقر عسكري رئيسي، بالإضافة إلى إنشاء نقاط عسكرية فرعية، مهمتها رصد تحركات عناصر «داعش»، في بادية السخنة، وملاحقتهم، وحماية حقول النفط الخاضعة للسيطرة الروسية في المنطقة، نظراً للهجمات المتزايدة من قبل عناصر التنظيم خلال الفترة الأخيرة الماضية، على امتداد البادية السورية، بدءاً من منطقة السخنة مروراً ببادية حماة ودير الزور والرقة شرق سوريا، لا سيما استهداف التنظيم لقافلة عسكرية روسية أثناء إجراء جولة استطلاعية في المنطقة، قبل أيام، بعبوة ناسفة، أدت إلى مقتل جندي روسي وإصابة آخرين، بالقرب من حقل توينان شرق حمص.
المسؤول في وحدة الرصد والمتابعة أبو صطيف خطابي (مجموعة من المستقلين يعملون على رصد تحركات النظام وطيرانه والروس وإبلاغ المدنيين والفصائل بذلك)، قال، إنه تم رصد تحركات للقوات الروسية في المناطق المجاورة لمنطقة السخنة، خلال اليومين الماضين، لافتاً إلى أن الهدف منها هو استطلاع المنطقة ونشر نقاط عسكرية تابعة للقوات الروسية، وقد تم تحديد 3 نقاط في كل من منطقة الطيبة والكوم شمال السخنة إضافة لنقطة جنوبها.
ويضيف، أن مهمة هذه النقاط هي منع تسلل عناصر تنظيم «داعش» ضمن قطاع بداية حمص وحماة، وحصر تحركاتهم ضمن بادية دير الزور والرقة، ومنع وصولهم إلى حقول النفط والغاز في تلك المناطق واستهدافها، كحقل شاعر وجزل وحيان وتوينان، الخاضعة لسيطرة قوات النظام وروسيا، بالتزامن مع تعزيز «الفيلق الخامس» المدعوم من روسيا، مواقعه العسكرية في منطقة الجبل الأبيض قرب حقل جزل في بادية تدمر بريف حمص، عقب إنشائه غرفة لإدارة العمليات العسكرية ضد عناصر التنظيم في 7 يوليو (تموز) الماضي.
وأوضح المتحدث، أن القوات الجوية الروسية في سوريا، أجرت يوم 7 سبتمبر (أيلول) الجاري، تدريبات عسكرية جوية تعد الأضخم من نوعها، بمشاركة القوات الجوية التابعة للنظام، في محيط منطقة تدمر وصولاً إلى بادية السخنة شرق حمص، شاركت فيها 6 مروحيات سورية من نوع MI - 24 و6 مروحيات روسية من نوع MI - 8 وKA - 52. وهدفت التدريبات الجوية على الطائرات المروحية في بادية حمص، إلى قصف الأهداف التي يعتقد أنها تابعة لتنظيم «داعش»، والتعامل مع فلوله وسط البادية السورية، بدءاً من بادية حمص وحماة وبادية دير الزور والرقة التي تصل بعضها، وصولاً إلى الحدود العراقية شرقاً، وذلك عقب هجوم شنه عناصر ينتمون للتنظيم، استهدف حافلة عسكرية تقل عناصر من قوات النظام بينهم ضباط، بالأسلحة الرشاشة والأربيجي، على الطريق الواصل بين منطقة السخنة شرق حمص ودير الزور، ما أسفر عن مقتل 13 عنصراً وأسر 5 آخرين، مصيرهم مجهول حتى الآن.
يذكر، أن عبوة ناسفة زرعتها خلايا «داعش»، انفجرت بسيارة عسكرية تابعة لـ«لواء القدس» في منطقة جبل البشري، في بادية الرقة الشرقية، خلال قيامهم بعمليات تمشيط بحثاً عن خلايا التنظيم في المنطقة، ما أدى إلى إصابة 4 عناصر بجروح خطرة، جرى إسعافهم إلى مشفى معدان في ريف الرقة الشمالي، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وكان 5 مقاتلات روسية، قد شنت صباح السبت، أكثر من 20 غارة جوية على مواقع يعتقد أنها تابعة للتنظيم في بادية الرصافة جنوب غربي الرقة، تزامناً مع انتشار مسلحين موالين للقوات الروسية مدججين بأسلحة متوسطة، في باديتي الشولا وكباجب في بادية دير الزور، لتأمين الطرق البرية من هجمات التنظيم، بحسب المرصد.
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية، مقتل أحد جنودها، وإصابة آخرين جراء انفجار لغم أرضي بآلية عسكرية خلال جولة استطلاعية بالقرب من حقول توينان شرق مدينة حمص، ومقتل عنصرين من مرتبات الفرقة (17) التابعة لقوات النظام، نتيجة انفجار لغم أرضي، بالقرب من بلدة كباجب التابعة لمحافظة دير الزور، شرق سوريا.
مقر عسكري روسي ببادية حمص لمواجهة «داعش» وحماية النفط
مقر عسكري روسي ببادية حمص لمواجهة «داعش» وحماية النفط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة