في مذكراته «الحقيقة بيضاء» التي تنشر «الشرق الأوسط» حلقات منها ابتداء من اليوم، يكشف رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري، معلومات وحقائق لمحطات من تاريخ الأردن السياسي، بعد تعاقبه على مناصب مختلفة منذ عام 1973، واشتباكه مع مركز القرار في عمر مبكر، وعلى مدى سنوات طويلة.
المصري، وهو أردني من أصول فلسطينية، عُرف عنه تمسكه بهوية وطنية جامعة، وشكّل جسراً في العلاقة بين الأردن وفلسطين. ويتناول المصري بشرح مفصل فرصة إعادة بناء العلاقة بين الراحل الملك حسين، ومنظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات في 1984، ويقول: «إن رؤية الملك ترتكز على أن الأردن وفلسطين هما البلدان المعنيان بحل القضية الفلسطينية أكثر من غيرهما، وإذا ما تم التناغم أو التنسيق أو الاتفاق بينهما، فذلك سيسهل توحيد موقف عربي تجاه المفاوضات».
وحسب مذكرات المصري «رأى الملك حسين أن الفرصة مناسبة في تلك المرحلة ليرمي خشبة النجاة من الغرق إلى ياسر عرفات الذي كان بحاجة ماسة إلى عقد المجلس الوطني الفلسطيني من أجل لملمة شؤون المنظمة، وتأكيد شرعيته ووجوده على الساحة السياسية والوطنية الفلسطينية مرة أخرى».
وكان انعقاد مؤتمر المجلس الوطني الفلسطيني السابع عشر في عمان خطوة أولى وتمهيدية لما سيجري فيما بعد، ويقول المصري: «لم يجد عرفات أي عاصمة عربية تقبل بعقد هذا المؤتمر على أراضيها» وأن الملك حسين عرض عليه استضافة الاجتماع في عمّان فوافق عرفات «من دون تردد».
لكن عرض الملك حسين استضافة المؤتمر في عمان «أغضب سوريا غضباً شديداً، وحاول حافظ الأسد منع انعقاده بالوعيد والتهديد تارة، وبالترغيب طوراً، لكن محاولاته لم تستطع ثني الملك أو عرفات عن هذا الأمر»، حتى مع حشده قوات على الحدود وتهديده بعمل عسكري.
وعُقد المؤتمر في عمان في الفترة الممتدة من 22 إلى 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 1984، وحضر الملك حسين جلسة الافتتاح ومساعي صياغة اتفاق أردني - فلسطيني، بدعم عربي، يمهد للدعوة إلى عقد مؤتمر دولي للسلام».
...المزيد
مذكرات طاهر المصري: الاتفاق الأردني ـ الفلسطيني أغضب حافظ الأسد
قال إن الملك حسين وظف خروج عرفات من بيروت للتحضير لمفاوضات السلام
مذكرات طاهر المصري: الاتفاق الأردني ـ الفلسطيني أغضب حافظ الأسد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة