صواريخ ومسيّرات حوثية تخلّف أضراراً جسيمة في ميناء المخا اليمني

جانب من الأضرار في المواد الغذائية التي خلفها هجوم حوثي على مستودعات في ميناء المخا أمس (تويتر)
جانب من الأضرار في المواد الغذائية التي خلفها هجوم حوثي على مستودعات في ميناء المخا أمس (تويتر)
TT

صواريخ ومسيّرات حوثية تخلّف أضراراً جسيمة في ميناء المخا اليمني

جانب من الأضرار في المواد الغذائية التي خلفها هجوم حوثي على مستودعات في ميناء المخا أمس (تويتر)
جانب من الأضرار في المواد الغذائية التي خلفها هجوم حوثي على مستودعات في ميناء المخا أمس (تويتر)

شنّت الميليشيات الحوثية هجوماً واسعاً بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة مفخخة على ميناء المخا غربي محافظة تعز أمس (السبت)، قبيل وصول وفد حكومي لإعادة تشغيله رسمياً، وهو ما تسبب في إحداث دمار كبير في مستودعات الميناء دون تسجيل أي إصابات بشرية.
ودعا ناشطون يمنيون الحكومة الشرعية إلى تجميد العمل بالهدنة الأممية القائمة منذ ديسمبر (كانون الأول) بموجب اتفاقية ستوكهولم، واستئناف عمليات تحرير الحديدة، رداً على الهجوم الذي أدى إلى احتراق كميات ضخمة من المواد الإغاثية التابعة للمنظمات الإنسانية والتجار.
ونقلت المصادر الرسمية عن مدير الميناء عبد الملك الشرعبي قوله إن «الميليشيات الحوثية الإجرامية استهدفت الميناء بواسطة أربعة صواريخ و3 طائرات مسيرة، ما أدى إلى اشتعال النار في صهاريج وهناجر الميناء وإلحاق أضرار متعددة داخل مرافق الميناء دون تسجيل خسائر بشرية».
وأوضح الشرعبي أن الترتيبات كانت جارية، أمس (السبت)، لإعادة تشغيل الميناء بشكل رسمي، بحضور وفد حكومي من وزارة النقل والجمارك والزراعة وعدد من ممثلي الوزارات والمكاتب الحكومية.
ووصف المسؤول اليمني، القصف الحوثي للميناء المدني بأنه «عمل إجرامي» من قبل الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً، التي قال إنها «تسعى إلى وقف وتعطيل الميناء بعد أشهر من إصلاح الأضرار الناجمة عن الحرب التي أشعلتها وبداية استقبال السفن التجارية».
من جهته، قال العميد طارق صالح، وهو نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إنه تفقد مرافق الميناء واطمأن على ما وصفه بـ«فشل مخطط الـ11 من سبتمبر (أيلول) الحوثي الإيراني».
ويقود طارق صالح منذ مقتل عمه صالح في ديسمبر (كانون الأول) 2017، قوة عسكرية بمسمى «حراس الجمهورية» مرابطة في الساحل الغربي، ضمن ما يُعرف بالقوات المشتركة، التي تضم كذلك قوات ألوية العمالقة وقوات الألوية التهامية، حيث أسهمت في إعادة تأهيل الميناء واستئناف نشاطه الذي توقف لسنوات بسبب المعارك التي أشعلها الحوثيون.
ويعتقد مراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن الهجوم الحوثي على ميناء المخا يهدف إلى عرقلة استئناف نشاطه، لتحويل الواردات إلى ميناء الحديدة الخاضع للجماعة، في سياق سعيها لتعزيز مواردها المالية واستمرار الحرب الاقتصادية على المناطق المحررة.
وفي الأسابيع الماضية، أنذرت الميليشيات كبار التجار والمستوردين لتحويل أنشطتهم من ميناء عدن إلى ميناء الحديدة، كما حالت دون إعادة فتح الطرق البرية بين عدن والمناطق الخاضعة لسيطرتها.
وعلى وقع الهجوم، دعا ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، الحكومة الشرعية لاتخاذ قرار بتجميد «اتفاقية ستوكهولم»، واستئناف تحرير الحديدة وموانئها، وقالوا إن ذلك هو الرد العملي المنطقي على الهجوم على ميناء المخا الذي يتوقع منه أن يسهم في تخفيف الحالة الإنسانية في مناطق الساحل الغربي ومحافظة تعز.
ويرى المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر في الهجوم أنه رسالة حوثية واضحة مفادها أن الجماعة غير معنية بالسلام.
ويقول، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «الحوثيون حسموا أمرهم فيما يخص الوضع في اليمن، وهو الحل العسكري، لذا عندما نراهم ينفذون أعمالاً إرهابية على أهداف مدنية سعودية ويمنية، دون أن يكون هناك تحرك دولي كافٍ لردعهم، غير تلك الإدانات الروتينية، فإنهم يزيدون من ارتكاب العمليات الإرهابية».
ويضيف الطاهر: «الميليشيات قصفت ميناء المخا بعد تشغيله بأسبوع واحد، لأنها تخشى أن يتم تحويل الكثير من السفن إلى هذا الميناء، وتخفيف الحركة في موانئ الحديدة التي تُهرب من خلالها الكثير من الأسلحة والمعدات العسكرية الإيرانية».
ويؤكد المحلل السياسي اليمني أن «كل الشروط لإطلاق مسمى جماعة إرهابية، متوافرة لدى الحوثيين، سواء من خلال قصفها المنشآت المدنية سواء في مطار عدن أو ميناء المخا أو مطار أبها أو على منشآت أرامكو، أو حتى على مأرب»، مشدداً على أنه «لا بد من تصنيفها جماعة إرهابية والتعامل معها على هذا الأساس، لأن استجداء السلام منها أشبه بالمستحيل».
وفي الوقت الذي جاء فيه الهجوم الحوثي بعد ساعات من إحاطة المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن هانس غروندبرغ إلى مجلس الأمن وتصريحه عن استعداده لإيجاد حل شامل، يعتقد الطاهر أن الفرصة سانحة أمام الحكومة اليمنية للحديث عن أنه «لا جدوى من استمرار اتفاقية ستوكهولم».


مقالات ذات صلة

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الشرق الأوسط)

خاص مكتب غروندبرغ لـ«الشرق الأوسط»: نناقش مع صنعاء وعدن تجنب انهيار اقتصادي أعمق

قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إن مشاوراته ونقاشاته مستمرة مع مسؤولي «البنك المركزي» في صنعاء وعدن؛ لإيجاد حلول تقنية ومستدامة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.