وزير خارجية المغرب يسلم رسالة ملكية إلى الرئيس قائد السبسي

الملك محمد السادس عبر له فيها عن تضامن بلاده مع تونس

الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لدى استقباله وزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لدى استقباله وزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار أمس («الشرق الأوسط»)
TT
20

وزير خارجية المغرب يسلم رسالة ملكية إلى الرئيس قائد السبسي

الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لدى استقباله وزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لدى استقباله وزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار أمس («الشرق الأوسط»)

استقبل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، أمس بقصر قرطاج بتونس، صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية والتعاون المغربي، مبعوثا من الملك محمد السادس لتقديم التعازي إلى الرئيس التونسي، على أثر العمل الإرهابي الذي استهدف بلاده.
وسلم مزوار رسالة ملكية إلى الرئيس التونسي، معربا له عن تضامن المغرب، ملكا وشعبا، مع تونس «على أثر هذا العمل الإرهابي الدنيء المخالف لكل القيم الإنسانية الكونية وتعاليم ديننا الحنيف». كما أبلغ وزير الخارجية المغربي الرئيس قائد السبسي بدعوة الملك للرئيس التونسي لزيارة المغرب، ووجه قائد السبسي، من جهته، دعوة مماثلة إلى العاهل المغربي لزيارة تونس، منوها بتمديد الملك محمد السادس لإقامته في تونس خلال زيارته الأخيرة لها، بما حملته من رسائل رمزية قوية، وتفاعل إيجابي للشعب التونسي مع إقامته ببلدهم، مشيدا في الإطار ذاته بجهود العاهل المغربي من أجل إرساء قيم السلام والتسامح بالمنطقة.
ونوه الرئيس التونسي خلال لقائه بالوزير مزوار بالعلاقات الثنائية المتجذرة بين البلدين، مجددا تأكيده على أهمية تعميق علاقات التعاون بينهما في كل المجالات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها التعاون في مكافحة الإرهاب، وانعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين للدفع بالشراكة الاقتصادية بينهما.
وأعرب مزوار من جهته عن دعم المغرب لمسار الانتقال الديمقراطي بتونس ومسلسل بناء مؤسساته، مجددا التأكيد على تقاسم المغاربة لانشغالات وانتظارات أشقائهم التونسيين خلال هذه المرحلة الدقيقة والمصيرية التي تمر بها بلادهم.



ترقّب لاتساع حملة ترمب ضد الحوثيين إثر التعزيز بحاملة طائرات ثانية

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ب)
TT
20

ترقّب لاتساع حملة ترمب ضد الحوثيين إثر التعزيز بحاملة طائرات ثانية

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ب)

تستمر الحملة الأميركية التي أطلقها الرئيس دونالد ترمب ضد الحوثيين، في أسبوعها الثالث، حيث استهدفت غارات جديدة، ليل الثلاثاء - الأربعاء، مواقع للجماعة في معقلها بمحافظة صعدة شمالاً، وفي محافظة حجة المجاورة، وصولاً إلى محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، وسط ترقب لاتساع الضربات بعد إرسال حاملة طائرات أميركية ثانية إلى المنطقة.

وفي حين زعمت الجماعة مهاجمة القوات الأميركية في شمال البحر الأحمر بالطائرات المسيّرة والصواريخ، تحدث وزير يمني عن حالة ذعر واسعة في أوساط قادتها، مشيراً إلى بدء بيعهم لعقاراتهم وتهريب عائلاتهم عبر مطار صنعاء.

وكان ترمب قد أمر بالحملة ضد الحوثيين في 15 مارس (آذار) الماضي لإرغامهم على وقف تهديد الملاحة، متوعداً باستخدام «القوة المميتة»، و«القضاء عليهم تماماً»، وذلك عقب تصعيد الجماعة مجدداً بعد تعثر المرحلة الثانية من هدنة غزة بين إسرائيل و«حماس».

وذكر الإعلام الحوثي أن غارات استهدفت مديرية المنصورية بمحافظة الحديدة، مدعياً أنها أصابت مشروعاً للمياه، وأدت إلى مقتل 4 مدنيين، كما اعترف بتعرض شرق مدينة صعدة لخمس غارات.

وفي محافظة حجة المجاورة (شمال غربي اليمن)، أفاد الإعلام الحوثي بأن ثلاث غارات استهدفت مديرية وشحة الجبلية، زاعماً أنها أصابت مركزاً صحياً ومدرسة، وهي المرة الأولى منذ بدء الضربات الأميركية التي يتم فيها استهداف هذه المديرية.

وتصدّر محيط مدينة صعدة وريفها (معقل الحوثيين الرئيس) قائمة المناطق التي استهدفتها الضربات الأميركية، تليها صنعاء وريفها، ثم محافظتا عمران والحديدة، وسط تقديرات بتعرض الجماعة لنحو 300 غارة وضربة بحرية.

ويقول مراقبون يمنيون إن الضربات استهدفت على نطاق واسع مخابئ الجماعة المحصنة في الكهوف والجبال، إضافة إلى مواقع القيادة والسيطرة ومستودعات الأسلحة والذخيرة.

توسع الحملة

من المتوقع أن تتوسع الحملة الأميركية خلال الأيام المقبلة بعد إعلان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، شون بارنيل، عن إرسال حاملة الطائرات «كارل فينسون» إلى منطقة الشرق الأوسط لتنضم إلى حاملة الطائرات «هاري إس. ترومان»، التي تتولى حالياً قيادة الضربات ضد الحوثيين.

وبسبب تكتم الجماعة على خسائرها العسكرية من حيث العتاد والقيادات، لم تتضح بعد آثار الحملة الأميركية الجديدة على قدراتها، في حين زعم وزير دفاع الحوثيين أنهم مستعدون لمواجهة «طويلة الأمد».

للأسبوع الثالث على التوالي تضرب واشنطن الحوثيين في اليمن (رويترز)
للأسبوع الثالث على التوالي تضرب واشنطن الحوثيين في اليمن (رويترز)

وتدّعي السلطات الصحية الخاضعة لسيطرة الجماعة أن الضربات أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو 60 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين، بينهم أطفال ونساء، وهي أرقام لم يتم التحقق منها من مصادر مستقلة.

وعلى الرغم من إعلان الحوثيين، فجر الأربعاء، أنهم جددوا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع الحربية الأخرى المرافقة لها، فإن الجيش الأميركي لم يؤكد هذه المزاعم.

ومنذ بدء الضربات، تبنت الجماعة بشكل شبه يومي هجمات على القوات الأميركية باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة. كما أطلقت 10 صواريخ باليستية باتجاه إسرائيل منذ 17 مارس الماضي، لكن الأخيرة اعترضتها جميعاً. ولوحظ توقف هذه الهجمات خلال اليومين الأخيرين.

وفي حين تبرر الجماعة لهجماتها بأنها تأتي «لنصرة الفلسطينيين في غزة»، فإنها على الصعيد العملياتي لا تشكل تهديداً فعلياً لإسرائيل، نظراً للبعد الجغرافي، وعدم قدرتها على إطلاق دفعات كبيرة من الصواريخ في وقت واحد.

بداية التصعيد

دخل الحوثيون على خط التصعيد الإقليمي بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حيث أطلقوا نحو 200 صاروخ وطائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، دون تأثير عسكري يُذكر، باستثناء مقتل شخص واحد في تل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي.

كما تبنت الجماعة، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 وحتى بدء هدنة غزة، مهاجمة 211 سفينة، ما أدى إلى غرق سفينتين، وقرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، ومقتل 4 بحارة.

مسيرة أطلقها الحوثيون المدعومون من إيران بمكان مجهول (إعلام حوثي)
مسيرة أطلقها الحوثيون المدعومون من إيران بمكان مجهول (إعلام حوثي)

وردت إسرائيل بخمس موجات من الضربات الانتقامية ضد الحوثيين، كان آخرها في 10 يناير (كانون الثاني) الماضي، واستهدفت مواني الحديدة ومستودعات الوقود ومحطات الكهرباء في الحديدة وصنعاء، إضافة إلى مطار صنعاء.

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الجماعة الحوثية لا تخدم القضية الفلسطينية، بل تضرها، متهمة الجماعة بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة والتهرب من استحقاقات السلام.

ويرى مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن الحل لإنهاء التهديد الحوثي لا يكمن فقط في الضربات الأميركية، بل في دعم القوات الحكومية وتمكينها من استعادة السيطرة على الحديدة والمواني، والتقدم نحو صنعاء وصعدة لاستعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي.

حالة من الذعر

في ظل التطورات العسكرية الأخيرة، كشف وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، عن تقارير تفيد بقيام عدد من قادة الحوثيين بتهريب عائلاتهم عبر مطار صنعاء، بالتزامن مع حملة بيع واسعة لعقاراتهم ونقل أموالهم إلى الخارج.

وقال الإرياني إن عمليات البيع السريعة للعقارات أدت إلى انخفاض ملحوظ في أسعار الأراضي، مؤكداً أن هذه التحركات تعكس حالة الذعر والارتباك التي تعيشها الميليشيات مع تسارع وتيرة انهيار مشروعها المدعوم من إيران.

عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح يتفقد القوات الحكومية في الساحل الغربي (سبأ)
عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح يتفقد القوات الحكومية في الساحل الغربي (سبأ)

وأضاف الوزير: «عندما تبدأ القيادات بتهريب أسرهم وبيع ممتلكاتهم، فذلك يعني أنهم فقدوا الثقة في قدرتهم على الاستمرار، وأنهم يتهيأون للانهيار الحتمي، بينما يتركون أتباعهم يواجهون المصير المحتوم».

وتتقاطع تصريحات الإرياني مع تصريحات عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، طارق صالح، الذي تحدث خلال تفقده القوات الحكومية في الساحل الغربي عن «اقتراب نهاية الجماعة الحوثية أكثر من أي وقت مضى، في ظل المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية».