الأسواق متذبذبة بين اقتناص الفرص ومخاوف النمو

غلب الحذر على التعاملات في الأسواق العالمية أمس وسط مخاوف من تراجع النمو (أ.ب)
غلب الحذر على التعاملات في الأسواق العالمية أمس وسط مخاوف من تراجع النمو (أ.ب)
TT

الأسواق متذبذبة بين اقتناص الفرص ومخاوف النمو

غلب الحذر على التعاملات في الأسواق العالمية أمس وسط مخاوف من تراجع النمو (أ.ب)
غلب الحذر على التعاملات في الأسواق العالمية أمس وسط مخاوف من تراجع النمو (أ.ب)

تباينت التعاملات في أسواق الأسهم العالمية أمس، بين تراجع بسبب مخاوف النمو، وزيادة على وقع اقتناص المستثمرين للفرص مع تراجع أسعار الأسهم.
وفتحت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» أمس (الأربعاء)، دون تغيّر يُذكر وسط مخاوف من أن انتشار السلالة «دلتا» من فيروس «كورونا» يمكن أن يُبطئ النمو الاقتصادي، إلى جانب ضبابية بشأن الجدول الزمني لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لسحب سياساته التيسيرية.
وهبط المؤشر «داو جونز الصناعي» 12.55 نقطة بما يعادل 0.04% إلى 35087.45 نقطة، وفتح المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» منخفضاً 1.94 نقطة أو 0.04% إلى 4518.09 نقطة، ونزل المؤشر «ناسداك» المجمع 13.98 نقطة أو 0.09% إلى 15360.35 نقطة.
وفي أوروبا، تراجعت الأسهم، إذ أثّرت مخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي على المعنويات، في حين تتجه أنظار المستثمرين إلى اجتماع البنك المركزي الأوروبي لاستقاء مؤشرات بشأن خطط تقليص التحفيز.
وانخفض المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 1% بحلول الساعة 07:12 بتوقيت غرينتش، وفي طريقه لتسجيل أكبر انخفاض يومي له في ثلاثة أسابيع، وذلك بعد خسائر تكبدها خلال الليل المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» في «وول ستريت» والأسهم الآسيوية.
وهبط سهم شركة الاستثمار السويدية «إي كيو تي» 5.9% بعد صفقة أسهم، وانخفض سهم «ستيلانتيس» 2.5% بعد أن قالت «دونغفينغ موتورز» هونغ كونغ إنها باعت أسهماً في شركة صناعة السيارات مقابل نحو 600 مليون يورو (710 ملايين دولار).
وتراجع سهم شركة الأدوية الفرنسية «سانوفي» 1.4% بعد أن وافقت على شراء شركة المستحضرات الدوائية الحيوية الأميركية «كادمون هولدنغز» في صفقة قيمتها 1.9 مليار دولار.
وصعد سهم «سميثز غروب» البريطانية للتكنولوجيا الصناعية 3.8% بعد أن وافقت على بيع وحدتها الطبية لشركة «آي سي يو ميديكال» التي مقرها الولايات المتحدة مقابل 2.4 مليار دولار.
وعلى النقيض في آسيا، أغلق المؤشر «نيكي» أمس، عند أعلى مستوى فيما يقرب من ستة أشهر مع إقبال المستثمرين على شراء الأسهم الرخيصة على أمل حدوث تعافٍ اقتصادي، بينما قفز سهم «سوفت بنك» بفضل صفقة تبادل أسهم مع «دويتشه تليكوم».
وصعد «نيكي» 0.89% إلى 30181.21 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ 18 مارس (آذار). وتقدم المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.79% إلى 2079.61 نقطة.
وقال سويتشي أريساوا، مدير عام قسم أبحاث الاستثمار في «إيواي كوسمو سيكيورتيز»: «أدرك المستثمرون الأجانب الذين لم يكونوا يعيرون الأسهم اليابانية اهتماماً يذكر، كم هي رخيصة».
وخفضت التراجعات الأخيرة في الأسواق اليابانية قيم الأسهم. وجاءت المكاسب الأخيرة بعد إعلان رئيس الوزراء الياباني يوشيهدي سوغا المفاجئ في الأسبوع الماضي أنه لن يسعي لإعادة انتخابه زعيماً لحزبه. ويُجري حزبه الديمقراطي الليبرالي انتخابات لاختيار قيادة جديدة في 29 سبتمبر (أيلول)، ومن شبه المؤكد أن يصبح الفائز رئيس وزراء اليابان القادم.
وأغلق سهم «سوفت بنك» مرتفعاً 4.64% بعدما أبرمت صفقة تبادل أسهم بقيمة سبعة مليارات دولار مع «دويتشه تليكوم». وسجل سهم «سوفت بنك» أفضل أداء على «نيكي»، يليه سهم «نيكون» الذي ارتفع 4.18%، و«راكوتين غروب» الذي زاد 3.89%.


مقالات ذات صلة

أسواق آسيا تشهد تراجعاً مع ضعف الثقة في سياسة «الفيدرالي»

الاقتصاد شخص يمشي أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي» في طوكيو (أ.ب)

أسواق آسيا تشهد تراجعاً مع ضعف الثقة في سياسة «الفيدرالي»

انخفضت الأسهم في الأسواق الآسيوية يوم الجمعة بعد إغلاق الأسواق الأميركية بمناسبة يوم الحداد الوطني على الرئيس الأسبق جيمي كارتر.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الاقتصاد قطع شطرنج ذهبية معروضة في كشك المجوهرات خلال النسخة الـ17 من معرض الهند الدولي للمجوهرات (إ.ب.أ)

الذهب يرتفع بدعم من تراجع الدولار وسط ترقب لرسوم ترمب الجمركية

ارتفعت أسعار الذهب الثلاثاء بدعم من تراجع الدولار وسط ترقب المتعاملين لما ستكون عليه خطط الرسوم الجمركية للرئيس الأميركي المنتخب التي ستكون أقل حدة من المتوقع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أحد مناجم اليورانيوم في كندا (موقع الحكومة الكندية)

كندا تتسابق لتصبح أكبر منتج لليورانيوم في العالم مع ارتفاع الطلب عليه

تتسابق كندا لتصبح أكبر منتج لليورانيوم بالعالم استجابةً للطلب المتزايد على الطاقة النووية الخالية من الانبعاثات والتوترات الجيوسياسية.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
الاقتصاد نظام نقل الحركة للدراجات الكهربائية ذات العجلتين من إنتاج شركة «فوكسكون» (رويترز)

«فوكسكون» التايوانية تحقق إيرادات قياسية في الربع الرابع بفضل الذكاء الاصطناعي

تفوقت شركة «فوكسكون» التايوانية، أكبر شركة لصناعة الإلكترونيات التعاقدية في العالم، على التوقعات لتحقق أعلى إيراداتها على الإطلاق في الربع الرابع من عام 2024.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
الاقتصاد ورقة نقدية من فئة 5 دولارات مع علم أميركي في الخلفية (رويترز)

الدولار يواصل هيمنته في بداية 2025

سجَّل الدولار أعلى مستوياته في أشهر عدة مقابل اليورو والجنيه الإسترليني، يوم الخميس، وهو أول يوم تداول في عام 2025، مستمداً قوته من مكاسب العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن - سنغافورة )

نمو الوظائف الأميركية يفوق التوقعات والبطالة تتراجع إلى 4.1 %

شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)
شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)
TT

نمو الوظائف الأميركية يفوق التوقعات والبطالة تتراجع إلى 4.1 %

شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)
شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)

تسارع نمو الوظائف في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في ديسمبر (كانون الأول)، بينما انخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة، مما يعكس قوة سوق العمل في نهاية العام ويعزز النهج الحذر الذي يتبعه بنك الاحتياطي الفيدرالي، فيما يتعلق بتخفيض أسعار الفائدة هذا العام.

وقالت وزارة العمل في تقريرها الخاص بالتوظيف، يوم الجمعة، إن الوظائف غير الزراعية زادت بنحو 256 ألف وظيفة في ديسمبر، بعد زيادة بنحو 212 ألف وظيفة في نوفمبر (تشرين الثاني). وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا زيادة في الوظائف بنحو 160 ألف وظيفة، بعد إضافة 227 ألف وظيفة في نوفمبر. وتراوحت التوقعات لعدد الوظائف في ديسمبر بين 120 ألفاً و200 ألف.

وعلى الرغم من تباطؤ التوظيف بعد رفع أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأميركي في 2022 و2023، فإن مرونة سوق العمل، التي تعكس في الغالب مستويات تسريح العمال المنخفضة تاريخياً، تستمر في دعم الاقتصاد من خلال تحفيز الإنفاق الاستهلاكي عبر الأجور الأعلى.

ويتوسع الاقتصاد بمعدل أعلى بكثير من وتيرة النمو غير التضخمي التي يبلغ 1.8 في المائة، وهي النسبة التي يعتبرها مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الحد الأقصى للنمو المستدام. ومع ذلك، تتزايد المخاوف من أن تعهدات الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض أو زيادة التعريفات الجمركية على الواردات وترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين قد تؤدي إلى عرقلة هذا الزخم.

وتجلى هذا القلق في محضر اجتماع السياسة الأخير لبنك الاحتياطي الفيدرالي في 17 و18 ديسمبر، الذي نُشر يوم الأربعاء؛ حيث أشار معظم المشاركين إلى أنه «يمكن للجنة تبني نهج حذر في النظر» في المزيد من التخفيضات.

وارتفع متوسط الدخل بالساعة بنسبة 0.3 في المائة خلال ديسمبر بعد زيادة بنسبة 0.4 في المائة في نوفمبر، فيما ارتفعت الأجور بنسبة 3.9 في المائة على مدار الـ12 شهراً حتى ديسمبر، مقارنة بزيادة قدرها 4 في المائة في نوفمبر.

ورغم تحسن معنويات الأعمال بعد فوز ترمب بالانتخابات في نوفمبر، وذلك بسبب التوقعات بتخفيضات ضريبية وبيئة تنظيمية أكثر مرونة، لا يتوقع الخبراء الاقتصاديون زيادة كبيرة في التوظيف على المدى القريب، ولم تظهر استطلاعات الأعمال أي مؤشرات على أن الشركات تخطط لزيادة أعداد الموظفين.

وقد انخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة خلال ديسمبر، من 4.2 في المائة خلال نوفمبر. كما تم مراجعة بيانات مسح الأسر المعدلة موسمياً، التي يُشتق منها معدل البطالة، على مدار السنوات الخمس الماضية.

وقد تم تأكيد تخفيف ظروف سوق العمل من خلال الارتفاع التدريجي في عدد الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بشكل دائم، إلى جانب زيادة مدة البطالة التي وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ 3 سنوات تقريباً؛ حيث بلغ متوسط مدة البطالة 10.5 أسبوع في نوفمبر.

ويتماشى هذا مع مسح الوظائف الشاغرة ودوران العمالة، الذي يُظهر أن معدل التوظيف يتراجع إلى المستويات التي كانت سائدة في وقت مبكر من جائحة كوفيد-19.

وفي هذا السياق، خفض الفيدرالي في الشهر الماضي سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية أخرى إلى نطاق 4.25 في المائة -4.50 في المائة، ليصل إجمالي التخفيضات منذ بدء دورة التيسير في سبتمبر (أيلول) إلى 100 نقطة أساس. لكنه أشار إلى أنه يتوقع خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية مرتين فقط هذا العام مقارنة بالـ4 التي كانت متوقعة في سبتمبر، وذلك في ضوء قدرة الاقتصاد على التحمل واستمرار التضخم المرتفع. وكان البنك قد رفع سعر الفائدة بمقدار 5.25 نقطة مئوية في عامي 2022 و2023.

وفي رد فعل على البيانات، ارتفع الدولار بنسبة 0.5 في المائة مقابل الين ليصل إلى 158.765 ين، في حين انخفض اليورو إلى أدنى مستوياته منذ نوفمبر 2022 مقابل الدولار الأميركي، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 0.6 في المائة ليصل إلى 1.024 دولار.

كما قفزت عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل إلى أعلى مستوياتها منذ نوفمبر 2023. وارتفعت عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات إلى 4.786 في المائة، بينما قفزت عوائد سندات الـ30 عاماً إلى 5.005 في المائة، مسجلتين أعلى مستوى لهما منذ نوفمبر 2023.