تجاوزت الولايات المتحدة عتبة 40 مليون إصابة بفيروس كورونا، مع تزايد المخاوف من التفشي الكبير للجائحة في أوساط التلامذة والطلاب منذ عودتهم أخيراً إلى المدارس، في حين يستعد الرئيس جو بايدن لإعلان توجهات جديدة في سياق خطته المؤلفة من ستة محاور، ومنها ما يتعلق بالفحوص والأشخاص الذين يحق لهم الحصول على التطعيمات المضادة لـ«كوفيد – 19».
وعبّر مسؤولون صحيون عن خشيتهم من أن يكون عدد المصابين أكبر من عدد سكان كاليفورنيا، الولاية الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الولايات المتحدة، التي تواجه منذ أشهر موجة جديدة من الإصابات بمتحور «دلتا» الشديد العدوى، علماً بأن اللقاحات أثبتت فاعليتها في الوقاية من الأمراض الشديدة والوفاة. غير أن بقاء نحو 47 في المائة من الأميركيين من دون تطعيم كامل حتى الآن، أتاح لمتغير «دلتا» أكثر من فرصة كافية للمزيد من المعاناة وتعطيل الحياة اليومية. ويؤكد مسؤولو الصحة، أن معظم المرضى الذين ينقلون إلى المستشفيات من الذين لم يتلقوا اللقاحات، وهم من يقودون الزيادة الحالية ويثقلون نظام الرعاية الصحية.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، بلغ متوسط حالات الإصابة الجديدة أكثر من 161 ألف حالة يومياً. ووصل عدد الوفيات الجديدة إلى 1560 حالة في اليوم، علماً بأن متوسط عدد حالات الاستشفاء تجاوز 100 ألف حالة في اليوم. ولا تزال هذه الأرقام، على رغم ارتفاعها الشديد عن الأسابيع السابقة، أقل من الذروة خلال فصل الشتاء الماضي.
ومن المقرر أن يكشف بايدن عن مقاربته الجديدة في خطاب يلقيه اليوم (الخميس). ويأمل المسؤولون في أن يوفر النهج الجديد للأميركيين رؤية أوضح لكيفية القضاء على الجائحة. ويتوقع أن يحض على العودة إلى الأقنعة ومواصلة العمل من المنازل. وسيشجع بايدن الشركات على طلب لقاحات للعمال في ظل اعتقاد أن هناك المزيد مما يمكن للقطاع الخاص القيام به لتشجيع الناس على الحصول على اللقاحات.
وذكر خبراء الصحة، بأنه قبل عيد الاستقلال الأميركي في 4 يوليو (تموز) الماضي، أمل الرئيس بايدن في «صيف الحرية». وبدلاً من ذلك، صار متحور «دلتا» هو الشكل السائد للفيروس؛ مما أدى إلى الفتك بالسكان غير المطعمين وملء وحدات العناية المركزة في بعض الولايات التي تشمل عدداً كبيراً من المعارضين للقاح. وهذا ما دفع الحاكم الجمهوري لولاية أيداهو براد ليتل، إلى مناشدة الناس كي يحصلوا على التطعيم. وقال «أتمنى أن يرى الجميع ما رأيته في وحدة العناية المركزة».
وأعلنت وزارة الصحة في أيداهو، أنها فعّلت معايير الرعاية في حالات الأزمات، موضحة أنه «عندما تكون معايير الرعاية المتأزمة سارية، قد يواجه الأشخاص الذين يحتاجون إلى عناية طبية رعاية مختلفة عما يتوقعونه». وأضافت، أن المرضى الذين يدخلون إلى المستشفى «قد يجدون أن الأسرة غير متوافرة».
كذلك، نبّه الحاكم الجمهوري لولاية وست فيرجينيا جيم جاستس إلى أن الفيروس أغرق العديد من مستشفيات ولايته وأغلق المدارس هناك. وقال «لدينا أزمة كبيرة حقاً، وضع أزمة كبيرة في وست فيرجينيا». وخاطب الأشخاص غير المطعمين بأنه «يمكننا إيقاف الكثير من هذه المذبحة الفظيعة والرهيبة».
وتفيد البيانات الفيدرالية بأنه على رغم ارتفاع وتيرة التطعيم هذا الصيف، لا توجد ولاية أميركية لديها أكثر من 70 في المائة من سكانها مُلقحون بالكامل.
وتشكل الحالات في الولايات المتحدة نحو خُمس العدد الإجمالي العالمي المعروف للإصابات، وهو أكثر من 221 مليون حالة، وفقاً لبيانات من مركز علوم وهندسة النظم بجامعة «جونز هوبكنز».
وجاءت هذه الأخبار السيئة في نهاية عطلة عيد العمال الاثنين الماضي، بعد فترة وجيزة من تحذير مديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الدكتورة روشيل والينسكي من أن الأميركيين غير الملقحين يجب أن يتجنبوا السفر.
وازداد الوضع سوءاً خلال أغسطس (آب) الماضي مع عودة التلامذة والطلاب إلى المدارس والجامعات بحضور شخصي؛ مما أدى إلى ارتفاع عدد المصابين بشكل كبير. وهذا ما اضطر عشرات الآلاف من الطلاب والموظفين إلى الحجر الصحي في عدد من الولايات.
وحذرت أستاذة طب الأطفال لدى جامعة نورث وسترن والدكتورة تينا تان من خطر تفشي «كوفيد - 19» على نطاق أوسع داخل المدارس، ما لم تتخذ هذه تدابير لتخفيف العدوى. وقالت، إن «أمراً واحداً رأيناه في وقت سابق من أغسطس، وهو أن هناك العديد من المدارس التي فتحت ولكن لم تكن لديها تفويضات أقنعة ولم تستخدم بروتوكولات التخفيف الوقائية، وشاهدنا عدداً من حالات تفشي المرض التي حدثت في تلك الأوضاع، حيث فتحت المدرسة ثم أغلقت بعد أسبوع بعد ذلك لأن هناك الكثير من المعلمين والطلاب أصيبوا بالعدوى».
تزايد عدد المصابين بـ {كورونا} أميركياً وبايدن لمقاربة جديدة
أكثر من 40 مليون حالة وحكام الولايات الجنوبية يحضون الناس على اللقاحات
تزايد عدد المصابين بـ {كورونا} أميركياً وبايدن لمقاربة جديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة