الأسطول الأميركي الخامس يطلق قوة تضم طائرات مسيّرة برا وبحرا وتحت الماء

مسيّرة تحلق فوق السفينة الحربية الأميركية «كورونادو» (أ.ب)
مسيّرة تحلق فوق السفينة الحربية الأميركية «كورونادو» (أ.ب)
TT

الأسطول الأميركي الخامس يطلق قوة تضم طائرات مسيّرة برا وبحرا وتحت الماء

مسيّرة تحلق فوق السفينة الحربية الأميركية «كورونادو» (أ.ب)
مسيّرة تحلق فوق السفينة الحربية الأميركية «كورونادو» (أ.ب)

أعلن الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية المتمركز في البحرين، أنه سيطلق قوة جديدة تضم طائرات بدون طيار محمولة جوا وبحرا وتحت الماء، بعد سنوات من الهجمات البحرية المرتبطة بالتوترات المستمرة مع إيران.
ورفض مسؤولو البحرية تحديد نوعية الأنظمة التي سيتم استخدامها، غير أنهم أكدوا أن الأشهر المقبلة ستشهد قيام الطائرات بدون طيار بتوسيع قدراتها في منطقة، تعد مضائقها البحرية نقاط اختناق حاسمة لكل من إمدادات الطاقة العالمية والشحن في جميع أنحاء العالم.
وقال نائب الأدميرال براد كوبر الذي يقود الأسطول الخامس: «نريد وضع المزيد من الأنظمة في المجال البحري فوق البحر وتحته. نريد تسليط المزيد من الأنظار على ما يحدث هناك»، بحسب وكالة «أسوشيتدبرس».
ويشرف الأسطول الخامس على مضيق هرمز، الذي يمر عبره 20 في المائة من النفط العالمي، امتدادا إلى البحر الأحمر قرب قناة السويس، ومضيق باب المندب قبالة اليمن.
وشهدت تلك المنطقة سلسلة من الهجمات في البحر في السنوات الأخيرة، وأدت القوارب السريعة والطائرات المسيرة المحملة بالقنابل والالغام التي أطلقها المتمردون الحوثيون في اليمن، إلى إلحاق أضرار بسفن تجارية. كما تعرضت موانئ في دولة الإمارات العربية وقرب مضيق هرمز لتفجيرات، في حين استولت القوات الإيرانية على ناقلات نفط. واستهدفت انفجارات مريبة سفنا في المنطقة، تتراوح بين ناقلات مملوكة لشركات غربية وسفنا مرتبطة بإسرائيل وإيران. وتحولت تلك الهجمات إلى فصول من حرب الظل الأوسع نطاقا التي تدور في أنحاء المنطقة، بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عام 2018 من الاتفاق النووي. وأسقطت إيران طائرة أميركية بدون طيار وسط تلك التوترات.

ومن المتوقع ان تشمل الأنظمة التي تستخدمها فرقة العمل 59 الجديدة التابعة للأسطول الخامس، بعضا من المشاركين في التدريبات التي أُجريت في نيسان (أبريل) بقيادة أسطول المحيط الهادئ التابع للبحرية. وتضمنت الطائرات بدون طيار التي استخدمت في التدريبات، طائرات بدون طيار للمراقبة الجوية فائقة التحمل، وسفناً سطحية من طراز «سي هوك» و«سي هانتر»، وغواصات صغيرة تشبه الطوربيدات. وقال كوبر: «أعتقد أن البيئة تناسبنا حقا للتجربة والتحرك بشكل أسرع. ونعتقد أنه إذا كان بإمكان الأنظمة الجديدة العمل هنا، فمن المحتمل أن تعمل في أي مكان آخر ويمكنها توسيع نطاقها عبر أساطيل أخرى».
وبينما قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه على استعداد لإعادة الدخول في الاتفاق النووي مع إيران، توقفت المفاوضات في فيينا منذ ما قبل انتخاب رئيسها المتشدد إبراهيم رئيسي، ما ترك الباب مفتوحا أمام احتمال وقوع مزيد من الهجمات الإيرانية وكذلك من جانب إسرائيل التي يشتبه في مسؤوليتها عن حوادث تستهدف سفن الشحن الإيرانية وبرنامج إيران النووي.
واعترف كوبر بالتوترات مع إيران، لكنه رفض الخوض في التفاصيل. وقال: «نحن ندرك تماما موقف إيران وسنكون مستعدين للتعامل مع ذلك بشكل مناسب. سأترك الأمر عند هذا الحد».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي: اعترضنا ثلاث مسيرات من جهة الشرق خلال ساعة واحدة

شؤون إقليمية صاروخ ينطلق من إحدى بطاريات نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي (د.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي: اعترضنا ثلاث مسيرات من جهة الشرق خلال ساعة واحدة

أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه اعترض في غضون ساعة واحدة ثلاث طائرات من دون طيّار أطلقت من جهة الشرق، اثنتان منها على الأقل أطلقتا من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون في موقع هجوم مسيّرة روسية بكييف (إ.ب.أ)

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، يوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، في حين قُتل شخصان في ضربات أوكرانية طالت مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
شؤون إقليمية رجال قبائل مسلّحون على مركبات مزودة بمدافع رشاشة خلال تجمع مناهض لأميركا وإسرائيل لحشد مقاتلين حوثيين على مشارف صنعاء 24 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ ومسيّرة أُطلقا من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إنه أسقط صاروخاً وطائرة مسيّرة أُطلقا من اليمن، في أحدث هجوم يتبناه الحوثيون يستهدف الدولة العبرية خلال الأسابيع الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا رجال إطفاء يخمدون حريقاً في مبنى متضرر إثر هجوم بطائرة روسية مسيّرة على كييف 1 يناير 2025 (أ.ب)

قتيلان في هجوم روسي بطائرات مسيّرة على كييف

قُتل شخصان وأصيب 6 آخرون على الأقل، في هجوم شنّته روسيا بطائرات مسيّرة على العاصمة الأوكرانية في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، فضلاً عن تضرر مبنيين.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا رجال إطفاء يخمدون خزانات نفط في منشأة تخزين اشتعلت فيها النيران بعد أن استهدفتها طائرة مسيّرة أوكرانية، في بلدة كلينتسي في منطقة بريانسك، روسيا 19 يناير 2024 (رويترز)

هجوم مسيّرات أوكراني يسبّب حريقاً في مستودع نفط روسي

تسبّب هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية، غرب روسيا، في تسرب وقود وحريق في مستودع للنفط، وفق ما أفاد حاكم منطقة سمولينسك المتاخمة لأوكرانيا فاسيلي أنوخين الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

من الفيضانات إلى حرائق الغابات: لماذا تلاحق الكوارث كاليفورنيا؟

فرق الإطفاء تكافح حريقاً في لوس أنجليس (أ.ب)
فرق الإطفاء تكافح حريقاً في لوس أنجليس (أ.ب)
TT

من الفيضانات إلى حرائق الغابات: لماذا تلاحق الكوارث كاليفورنيا؟

فرق الإطفاء تكافح حريقاً في لوس أنجليس (أ.ب)
فرق الإطفاء تكافح حريقاً في لوس أنجليس (أ.ب)

عانى جنوب كاليفورنيا من كميات مياه ضخمة قبل أقل من عام. بدأت الأمطار الغزيرة تتساقط في ديسمبر (كانون الأول) وبلغت ذروتها في أوائل فبراير (شباط) الماضي. كان شتاءً حافلاً بالعواصف التي غمرت الطرق والسيارات وأثارت مئات الانهيارات الطينية.

أما الآن، فتأرجح الطقس في الاتجاه الآخر.

اجتاح الجفاف المناظر الطبيعية في جنوب كاليفورنيا بعد أحد أكثر فصول الصيف حرارةً في المنطقة على الإطلاق، والبداية الأكثر جفافاً لموسم الأمطار على الإطلاق. لقد حول كل النباتات التي نمت في أمطار الشتاء الغزيرة إلى فتيل أشعل أسبوعاً لا يمكن تصوره: انتشرت حرائق الغابات خارج نطاق السيطرة في جميع أنحاء أحياء منطقة لوس أنجليس، مدفوعة بعاصفة رياح تحدث مرة واحدة كل عقد.

وقال دانييل سوين، عالم المناخ بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس: «لو شهدنا هطول أمطار غزيرة أو واسعة النطاق في الأسابيع والأشهر التي سبقت هذا الحدث، لما رأينا مدى الدمار الذي نشهده حالياً».

وكاليفورنيا معرضة بشكل فريد لأسوأ ما يلقيه تغير المناخ الناجم عن الإنسان علينا. مناخ البحر الأبيض المتوسط ​​في الولاية تحكمه بالفعل الظواهر المتطرفة؛ فالصيف خالٍ من الأمطار وتهطل غالبية الأمطار في الشتاء. لذا فإن حتى التحولات الصغيرة في أنماط الطقس يمكن أن تدفع الولاية إلى فترات من الفيضانات أو الجفاف الذي يحرق المناظر الطبيعية.

أصبحت هذه التقلبات الهائلة من الظروف الجافة إلى الرطبة إلى الجافة - المعروفة باسم «التقلبات الجوية» - أكثر تواتراً مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وفقاً لدراسة نُشرت يوم الخميس في مجلة «Nature»، وتؤدي هذه التقلبات إلى تفاقم شدة واحتمالات المخاطر مثل حرائق الغابات والفيضانات المفاجئة.

تسببت سلسلة العواصف الغزيرة في كاليفورنيا في الشتاء الماضي بزيادة بنمو النباتات، مما أدى إلى ما قدر سوين أنه ضعف متوسط ​​كمية الغطاء النباتي في المنطقة. وأصبح ذلك بمثابة الوقود لحرائق هذا الأسبوع.

قال سوين، الذي شارك في تأليف الدراسة: «لقد أدى هذا التسلسل من الارتداد في كاليفورنيا إلى زيادة خطر الحرائق مرتين: أولاً، من خلال زيادة كبيرة في نمو العشب والشجيرات القابلة للاشتعال في الأشهر التي سبقت موسم الحرائق، ثم تجفيفها إلى مستويات عالية بشكل استثنائي مع الجفاف الشديد والدفء الذي أعقب ذلك».

الطقس الجاف للغاية كافٍ لإشعال حرائق الغابات. لكن حرائق هذا الأسبوع كانت مشحونة بقوة غير عادية بسبب عاصفة رياح سانتا آنا القوية، وهي إضافة مدمرة إلى الوصفة الخطيرة بالفعل. انتقلت النيران من منزل إلى آخر بواسطة هبات الرياح التي بلغت سرعتها 100 ميل في الساعة، مما يجعل من المستحيل على رجال الإطفاء السيطرة على الحرائق سريعة الحركة.

لقطة جوية تُظهر المنازل المحترقة أثناء حريق باليساديس في لوس أنجليس (أ.ف.ب)

وكلما تأخر هطول الأمطار الشتوية، كلما أصبحت كاليفورنيا ومناخها المتوسطي عرضة لسلوكيات الحرائق المتطرفة.

كان موسم الحرائق في كاليفورنيا ينتهي تاريخياً في أكتوبر (تشرين الأول)، عندما تصطدم الأعشاب والشجيرات التي تحولت إلى فتيل بفعل حرارة الصيف برياح «سانتا آنا»، قبل وصول أمطار الشتاء.

لكن عاصفة الحرائق في لوس أنجليس هي أحدث مثال على عدم وجود موسم حرائق بعد الآن في عالم دافئ.

وفقاً لسوين، كانت هذه بداية الشتاء الأكثر جفافاً على الإطلاق في جنوب كاليفورنيا، ويحذر خبراء الأرصاد الجوية من أن المنطقة ستظل معرضة لخطر «حرائق كبيرة أعلى من المعدل الطبيعي» حتى يناير.

وستظل الحرائق العنيفة محتملةً حتى يتحول الطقس المتطرف إلى رطب وتتلقى كاليفورنيا أمطاراً غزيرة في الشتاء، حيث إن تغير المناخ يجعل التنبؤ بموعد حدوث ذلك أكثر صعوبة.