«طالبان» تتعهد ضمان أمن العاملين في مجال الإغاثة

وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث لدى اجتماعه مع قادة «طالبان» في كابل الأحد (رويترز)
وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث لدى اجتماعه مع قادة «طالبان» في كابل الأحد (رويترز)
TT

«طالبان» تتعهد ضمان أمن العاملين في مجال الإغاثة

وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث لدى اجتماعه مع قادة «طالبان» في كابل الأحد (رويترز)
وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث لدى اجتماعه مع قادة «طالبان» في كابل الأحد (رويترز)

تعهدت حركة «طالبان» بضمان سلامة جميع العاملين في مجال الإغاثة ووصول المساعدات إلى أفغانستان، وذلك خلال اجتماع مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، وفق ما أفاد متحدث باسم المنظمة الأممية. ويزور غريفيث العاصمة الأفغانية بهدف عقد اجتماعات مع قيادات «طالبان»، وسط كارثة إنسانية تهدد البلاد التي وقعت حديثاً تحت سيطرة الحركة المتشددة.
وقال بيان صادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن «السلطات تعهدت بضمان سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني ووصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وكذلك ضمان حرية حركة العاملين في المجال الإنساني، رجالاً ونساءً». وأضاف البيان أن غريفيث أكد خلال الاجتماع أن المجتمع الإنساني ملتزم بتقديم «مساعدات إنسانية محايدة ومستقلة». كما دعا جميع الأطراف إلى ضمان حقوق النساء، سواء اللواتي يُسهمن في إيصال المساعدات أو المدنيات. ووفقاً للأمم المتحدة، تؤثر الأزمة الإنسانية التي تشهدها البلاد، على 18 مليون شخص، أو نصف عدد سكانها.
وشكر وفد «طالبان» بقيادة الملا عبد الغني بردار، المؤسس المشارك للحركة، مسؤولي الأمم المتحدة على «وعدهم بمواصلة المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني» وأكد لهم «التعاون وتوفير التسهيلات اللازمة»، بحسب بيان نشره على تويتر المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين.
وحتى قبل إطاحة «طالبان» بالحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب في 15 أغسطس (آب)، كانت أفغانستان تعتمد فعلياً بشكل كبير على المساعدات، وشكل التمويل الأجنبي 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. لكن مستقبل منظمات الإغاثة في البلاد في ظل حكم «طالبان» يشكل مصدر قلق للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، رغم تعهدات «طالبان» بنمط حكم أكثر ليونة مما كانت عليه الحال خلال فترتها الأولى في السلطة. وسبق أن أكدت منظمات إغاثة عدة لوكالة الصحافة الفرنسية أنها تجري محادثات مع «طالبان» لمواصلة عملياتها، أو أنها تلقت بالفعل ضمانات أمنية لبرامج قائمة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش الذي دعا إلى اجتماع دولي في 13 سبتمبر (أيلول) في جنيف لزيادة المساعدات الإنسانية لأفغانستان قد دعا «جميع المانحين إلى تجديد دعمهم حتى يتم تعزيز الاستجابة الحيوية بشكل عاجل وتسليمها في الوقت المحدد وتخفيف المعاناة». كما دعا الأمين العام «جميع الدول لقبول استقبال اللاجئين الأفغان والامتناع عن أي عملية طرد». واستأنفت الأمم المتحدة الرحلات الجوية الإنسانية إلى شمال أفغانستان وجنوبها بعد سيطرة «طالبان» على السلطة في البلاد، على ما أعلن دوجاريك الخميس الماضي.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.