أعنف هجوم لـ«داعش» على الشرطة الاتحادية العراقية

استهدف نقطة تفتيش جنوب كركوك وأوقع عشرات القتلى والجرحى

دورية للشرطة الاتحادية في بغداد (أ.ف.ب)
دورية للشرطة الاتحادية في بغداد (أ.ف.ب)
TT

أعنف هجوم لـ«داعش» على الشرطة الاتحادية العراقية

دورية للشرطة الاتحادية في بغداد (أ.ف.ب)
دورية للشرطة الاتحادية في بغداد (أ.ف.ب)

أعلنت خلية الإعلام الأمني التابعة لقيادة العمليات المشتركة ومصادر متطابقة في العراق أن حصيلة الهجوم الذي نفذه تنظيم داعش على نقطة تفتيش للشرطة الاتحادية في محافظة كركوك (250 كم شمال بغداد) بلغت 13 قتيلا وعشرات الجرحى.
وأفادت الخلية في بيان لها أن «الهجوم الذي قام به التنظيم الإرهابي على إحدى نقاط التفتيش في منطقة أسطيح الواقعة بين ناحية الرشاد وقضاء داقوق (45 كم جنوب غربي كركوك) أسفر عن سقوط عدد من الضحايا من منتسبي الشرطة الاتحادية». وكانت مصادر أمنية أفادت أمس أن «الطب العدلي تسلم 13 جثة تعود لعناصر في الشرطة الاتحادية».
وبعد الهجوم، وهو الأعنف من نوعه منذ شهور، قام التنظيم الإرهابي بزرع عبوات ناسفة على الطريق الرئيس حيث انفجر عدد من العبوات عند وصول الإسناد لتخفيف الضغط على النقطة الأمر الذي أدى إلى رفع حصيلة الضحايا. وطبقا لرواية أحد الضباط لوكالات الأنباء فإن الهجوم كان كبيرا واستخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة مثل العبوات الناسفة والأسلحة الخفيفة والمتوسطة حيث باغت عناصر «داعش» مفرزة تابعة لداعش نقطة التفتيش تحت جنح الظلام في وقت بدأت فيه مجموعة أخرى بنصب عبوات ناسفة على الطريق بشكل سريع بهدف استهداف التعزيزات التي كان من المتوقع وصولها لتأمين الحماية لتلك النقطة وهو ما تسبب في سقوط ضحايا إضافيين. وطبقا للضابط ذاته فإن «الهجوم كان كبيرا واستمر عدة ساعات قبل أن تصل قوة أمنية إلى مكان الحادث حيث تولت نقل الضحايا وجثث القتلى إلى الطب العدلي».
وفيما تراجعت هجمات التنظيم في محافظة الأنبار نسبيا فإن التنظيم بدأ يكثف نشاطاته في المناطق الواقعة بين محافظات كركوك وديالى ونينوى. ففي محافظة ديالى قام «داعش» بزرع عدد من العبوات الناسفة الأمر الذي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بالتزامن مع عملية كركوك. وطبقا لمصدر أمني مسؤول في المحافظة أن «انفجار عبوتين ناسفتين في ناحية العبارة شمال شرقي بعقوبة في ثاني هجوم خلال ساعات أدى إلى سقوط قتيل وجرح عدد من منتسبي الشرطة وهو ما دفع أهالي المنطقة إلى إغلاق الطريق الرئيسي احتجاجا على هذه الهجمات المتكررة». وتعد ناحية العبارة 15 كم شمال شرقي بعقوبة من المناطق الساخنة والتي تشهد هجمات وحوادث أمنية مستمرة طيلة الأعوام الماضية نتيجة لطبيعتها الجغرافية الوعرة ومساحتها الشاسعة.
وليس بعيدا عن كركوك وديالى فإن تنظيم داعش واصل فعالياته حيث قام بخطف فلاح من أهالي جبل مخمور جنوب شرقي الموصل. وفي تفاصيل العملية وطبقا للمصادر الأمنية هناك أن «مجموعة داعش التي اشتبكت مع الجيش العراقي في مخمور فجر أمس، قامت بخطف فلاح مع سيارته بالقرب من قرية (كرديبور) وبقي معهم كرهينة خوفاً من ملاحقة الجيش لهم». وأضاف المصدر أن «عناصر داعش أجبروا الفلاح على نقلهم إلى أطراف جبل مخمور وبعدها تركوه في العراء وأخذوا سيارته معهم إلى جهة مجهولة».
وفي الموصل ذاتها فإن تنظيم داعش نفذ هجوما على قوة من اللواء 50 ضمن فرقة المشاة 14 وبعد اشتباكات بين القوة المذكورة وعناصر التنظيم سقط ثلاث ضحايا من الجنود. وأفاد مصدر أمني هناك أن «عدداً من عناصر داعش سقطوا أثناء المواجهة لكن رفاقهم تولوا سحبهم إلى الأنفاق ولم يتسن معرفة عدد القتلى والجرحى بين صفوفهم».
ونظرا لتكرار الهجمات في هذه المناطق فإن القيادة العسكرية العراقية تخطط للقيام بعملية عسكرية كبيرة في أطراف جبل مخمور لوضع حد لهذه الخروقات.
إلى ذلك دعت قوى سياسية عراقية إلى تغيير الخطط العسكرية في كيفية مواجهة تنظيم داعش لا سيما في المناطق الرخوة في كل من كركوك وديالى والموصل. وأصدرت هذه القوى بيانات دعت فيها إلى إنهاء مثل هذه الخروقات وإيقاف نزيف الدماء سواء بين العسكريين أو المدنيين من أبناء تلك المناطق.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.