منظمة نرويجية تعلق أنشطتها داخل «الهول» بعد تهديد مسلح

ارتفاع عمليات القتل في المخيم شرق سوريا

نقطة توزيع مساعدات إدارة مخيم الهول في الحسكة شمال شرق سوريا (الشرق الأوسط)
نقطة توزيع مساعدات إدارة مخيم الهول في الحسكة شمال شرق سوريا (الشرق الأوسط)
TT

منظمة نرويجية تعلق أنشطتها داخل «الهول» بعد تهديد مسلح

نقطة توزيع مساعدات إدارة مخيم الهول في الحسكة شمال شرق سوريا (الشرق الأوسط)
نقطة توزيع مساعدات إدارة مخيم الهول في الحسكة شمال شرق سوريا (الشرق الأوسط)

علقت منظمة المجلس النرويجي للاجئين (NRC) أنشطتها بشكل مؤقت في مركز تعليمي بالقطاع الخامس في مخيم الهول، شرق محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، الذي يضم عدداً كبيراً من عناصر تنظيم داعش، بعد تعرض مكتبها لتهديد مسلح.
وبحسب مصدر مطلع من إدارة مخيم الهول، توجه المسلح الملثم إلى مكتب المنظمة في وضح النهار، وهدد الموظفين بمسدس، وطالبهم بـ«دفع الجزية» عن كل عامل (300 دولار أميركي) وموظف خارج المخيم (500 دولار)، في سابقة هي الأولى من نوعها في المخيم. غير أنها دفعت موظفي المنظمة إلى المغادرة فوراً، مع إمكانية إغلاق المكتب نهائياً في أحد قطاعات مخيم الهول.
يأتي الحدث في ظل ارتفاع أعداد الضحايا في المخيم في الآونة الأخيرة نتيجة جرائم قتل غامضة في الغالب. وقد قتل لاجئ، أمس (الأحد)، بمسدس كاتم للصوت، في القسم الخاص باللاجئين العراقيين، لترتفع عمليات القتل إلى 71 جريمة منذ بداية العام الحالي. وحتى شهر مارس (آذار) الماضي، أحصت إدارة المخيم والقوى الأمنية مقتل 42 شخصاً، وهم عنصران من قوات الأمن و31 حالة وفاة من اللاجئين العراقيين، بينهم 5 نساء وأطفال، إضافة إلى 11 شخصاً من الجنسية السورية، بينهم طفل و3 نساء، فيما قتل بعد أبريل (نيسان) الماضي حتى أمس 29 شخصاً.
وتعقيباً على تصاعد عمليات القتل داخل مخيم الهول، قال رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، لـ«الشرق الأوسط» إنه «في ظل عمليات القتل والاغتيالات التي تنفذها خلايا تنظيم داعش، وتستهدف لاجئين ومسؤولين داخل المخيم، إضافة لعناصر من الأسايش، فقد تحول المخيم إلى دويلة (داعش) بالهول». ولم يخفِ مدير «المرصد» خشيته من إمكانية نشر خلايا التنظيم النشطة الهلع والفوضى في المنطقة، مضيفاً أن «انفجار الأزمة في المخيم قد تؤثر على المنطقة والعالم برمته».
وتحدثت «الشرق الأوسط» إلى متهم عراقي محتجز لدى «قسد» في سجن الإرهاب، يدعى رسول (21 سنة)، ذكر أنه تزعم خلية إرهابية نفذت عمليات قتل، ونجحت في مقتل لاجئ ولاجئة عراقيين. وكشف في حديثه إلى «الشرق الأوسط» أسرار أنشطة خلايا التنظيم وتحركها داخل المخيم، حيث تقوم مجموعات سرية مكونة من 3 إلى 5 أشخاص يعملون بشكل منفصل، مشكلين جماعات خلايا نائمة، يتزعمها شخص واحد يعيش خارج أسوار المخيم، لديه بنك المعلومات، بما فيها عشرات الأسماء والألقاب، وهو الذي يعطي الأوامر للخلايا النشطة، محدداً أسماء المستهدفين، وكيفية دخول الأسلحة والذخيرة، وتوزيعها عن طريق نساء عناصر التنظيم، وجميعهن من الجنسية العراقية.
هذا ويضم مخيم الهول أكثر من 60 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال، ويشكل السوريون والعراقيون النسبة الكبرى من تعداد قاطنيه. كما يؤوي نحو 12 ألف طفل وامرأة من عائلات مسلحي تنظيم داعش محتجزين لدى قوات «قسد»، وينحدرون من نحو 50 جنسية غربية وعربية.
يذكر أن وحدات خاصة تتبع «قوات سوريا الديمقراطية»، بدعم من قوات التحالف الدولي والجيش الأميركي، قد شنت حملة أمنية واسعة بداية أبريل (نيسان) الماضي، وأعلنت القبض على 125 متهماً بجرائم وعمليات إرهابية، بينهم القيادي الأول الذي كان يدير شبكة الخلايا النائمة الموالية للتنظيم، والرجل الثاني في المخيم.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».