الشرطة الإسرائيلية تحذّر من مواجهات وأعمال شغب في المدن «المختلطة»

قالت إن السؤال هو «متى ستحدث»

TT

الشرطة الإسرائيلية تحذّر من مواجهات وأعمال شغب في المدن «المختلطة»

حذرت الشرطة الإسرائيلية من أن تجدد المواجهات العنيفة بين العرب واليهود على غرار ما حدث في مايو (أيار) الماضي في المدن المختلطة في إسرائيل ليس سوى مسألة وقت فقط.
وقال مسؤول في الشرطة إن المواجهات المتوقعة ستكون أعنف وسيصعب الاستجابة السريعة لها من قبل الشرطة.
وتفجرت في مايو الماضي أثناء الاعتداءات على المسجد الأقصى ومع اندلاع الحرب في غزة، مواجهات هي الأعنف بين العرب اليهود في إسرائيل وصفها المسؤولون هناك بأنها تشبه حرباً أهلية ستكون مدمرة إذا استمرت.
ووصف المسؤول في الشرطة لموقع «واللا» الإسرائيلي، كيف أن تواجد الشرطة في الأيام الأولى كان محدوداً نسبة إلى حجم الأحداث على الأرض.
وأقر المسؤول بأن الشرطة وجدت صعوبة في الاستجابة للنداءات محذراً من أنه رغم الدروس والعبر المستفادة فإن الشرطة ستستجيب بشكل محدود مرة ثانية أمام الموجة القادمة.
وقال: «موجة أخرى من أعمال الشغب ليست متعلقة بما إذا كانت ستحدث أو لا، الأمر يتعلق بالوقت، والسؤال هو متى ستحدث».
وأضاف «بحسب التقديرات فإن المواجهات المقبلة ستكون أكثر عنفاً وستستهدف الشرطة كذلك».
وأردف: «الشرطة تعتمد على قوى بشرية تستغرق وقتاً للتجنيد والتوجيه».
ولفت الضابط إلى أن المرة المقبلة من الأحداث ستستغرق الاستعدادات لمواجهتها ما لا يقل عن 72 ساعة للتحضير لنشر قوات كبيرة والاستجابة لها، وأن ذلك يرجع إلى الوضع الحالي بشأن الميزانية.
وقال إن تلك الاستعدادات بالنسبة للجيش الإسرائيلي مثلاً تتطلب نفس الحجم من الوقت لتكوين قوة كبيرة لحرب مفاجئة، لكن الشرطة الإسرائيلية لا يمكنها أن تتصرف بطريقة مماثلة في الشوارع داخل المدن التي تقع تحت سيطرتها.
وانتقد المسؤول واقع الشرطة الحالي، وذكر أن جهاز شرطة الاحتلال طلب من وزير الأمن الداخلي عومير بارليف فتح أماكن جديدة لتجنيد 5000 عنصر، لكن تم رفض الطلب.
ورصد موقع «واللا» أنه خلال الهبة الشعبية الأخيرة تلقت شرطة الاحتلال 153 ألف بلاغ على خط الطوارئ التابع لها كما تعاملت مع 36 ألفاً و500 حادثة، وهو رقم يزيد بنحو 40 في المائة على الحالات التي تتعامل معها في أيام الأسبوع العادية.
وبعد اعتداءات المستوطنين في اللد في 11 مايو الماضي، بدأت شرطة الاحتلال بنشر تعزيزات من أفرادها المدججين بالسلاح في شوارع المدن المختلطة، واستغرقت الاستعدادات العملياتية، ونقل قوات الحدود من الضفة الغربية لمناطق الـ48، للسيطرة على الأحداث، نحو 72 ساعة.
وأشار الموقع إلى أن تصريحات المسؤول بالشرطة الإسرائيلية تأتي رغم مرور 4 أشهر مضت على الأحداث الأخيرة والدروس المستفادة منها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».