مي سليم: «الأدوار الشعبية» نقلة في مشواري

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن البطولة الجماعية سر تميّز فيلم «200 جنيه»

الفنانة الأردنية مي سليم
الفنانة الأردنية مي سليم
TT

مي سليم: «الأدوار الشعبية» نقلة في مشواري

الفنانة الأردنية مي سليم
الفنانة الأردنية مي سليم

قالت الفنانة الأردنية مي سليم، إنها لم تبتعد عن الغناء بمحض إرادتها، ولكن بسبب الظروف الصعبة التي تعاني منها سوق الغناء بالوطن العربي، وكشفت عن استعداداتها لطرح أغنية جديدة بطريقة «السينغل»، وأكدت في حوارها مع «الشرق الأوسط»، أن الأدوار الشعبية التي قدمتها أخيراً في أكثر من عمل مصري، تعد نقلة مهمة في مشوارها الفني. وأشارت إلى أن البطولة الجمعية لفيلم «200 جنيه» سر تميز الفيلم ونجاحه، مشيرة إلى أنها تحمست للمشاركة فيه بسبب نجاعة قصته وتكاملها فنياً. وإلى نص الحوار...

> ما الذي دفعك للمشاركة في الفيلم المصري «200 جنيه» الذي طرح أخيراً بدور العرض؟
- لأنه فيلم مختلف وواقعي جداً... عندما قرأت السيناريو تحمست له للغاية؛ فالسيناريست أحمد عبد الله، لم يغفل أي تفاصيل متعلقة بمضمون القصة، أو بتفاصيل الشخصيات رغم كثرتها، بجانب رغبتي في العمل مع المخرج المصري محمد أمين، كما أن دور «إخلاص» الذي أجسّده جديد بالنسبة لي، ويقترب من الطبقة البسيطة ويغوص في معاناتها، ولم أتردد إطلاقاً في قبول المشاركة بالفيلم، خصوصاً أنه لم يسبق لي تقديم دور مشابه له في السينما، والحمد لله كانت ردود الفعل رائعة من النقاد والمتابعين. وبصراحة أكثر شيء أسعدني في هذا الفيلم هو أننا استطعنا تقديم شيء جديد ومختلف وجذبنا انتباه واهتمام الجمهور إليه، فالبطولة الجماعية أمر يحسب لصالح الفيلم، فاجتماع كل هؤلاء النجوم في عمل واحد أمر شاق وصعب، وأستطيع وصف الفيلم بأنه حقق المستحيل وصنع إنجازاً على الصعد كافة.
> وهل شعرت بالقلق جراء مشاركة كل هؤلاء النجوم في عمل واحد؟
- لا إطلاقاً؛ فالتخوف يأتي لو أن السيناريو والمعالجة الفنية لم تتم كتابتهما بشكل جيد، ولكن «200 جنيه» بذل فيه جهد كبير جداً في الكتابة جعل كل بطل يخرج أفضل ما لديه من أداء ويستطيع إيصال الرسالة المطلوبة من دوره، ولم يتم الجور على أي دور أبداً.، وهذا العمل من الأعمال التي يفضل الجمهور مشاهدتها باستمرار؛ لأن قصته تمس شرائح كثيرة من المجتمع حتى لو مر الزمن من خلال تتبع 200 جنيه تنتقل من شخص إلى آخر على اختلاف طبقته الاجتماعية، فضلاً عن ثرائه بعدد كبير من النجوم المميزين والقصص الكثيرة والواقعية.
> اتجهت في الآونة الأخيرة إلى تجسيد سيدات محجبات ينتمين للطبقة الشعبية أو البسيطة في مصر، ما السبب؟
- كل هذه الأدوار جاءت صدفة، فالأدوار التي عرضت عليّ في الفترة الأخيرة تنتمي إلى الطبقة البسيطة، وكل ما يهمني بالدرجة الأولى هو مدى اختلاف الدور عما قدمته في السابق، ومدى كتابته بشكل مبتكر، وأبحث دوماً عما يلمس المشاهد، أما مسألة ظهوري بغطاء رأس في تلك الأعمال، فكانت للضرورة الدرامية، فشخصية «شوق» بمسلسل «لحم غزال»، بائعة في «المدبح»، وهي إنسانة بسيطة وتعاني كثيراً، وكذلك شخصية «إخلاص» في فيلم «200 جنيه» المنتمية للطبقة البسيطة؛ لذلك فإن الطرحة جزء أصيل في كثير من ملابسهم ولا يمكن الاستغناء عنها، وليس من الطبيعي أن تظهر وهي مرتدية أحدث الصيحات وشعرها مصفف على أحدث طريقة، وللأمانة أنا سعيدة جداً بهذه الشخصيات لأنها بعيدة كل البعد عن شخصيتي الحقيقية، وسعيدة لأنني وصلت لمرحلة جيدة من القدرة على اختيار الأدوار المختلفة لتطوير موهبتي، وهذه الأدوار اعتبرها تحدياً كبيراً لي ونقلة مهمة في مشواري.
> وما تقييمك لمستوى مسلسل «لحم غزال» الذي تم عرضه في موسم رمضان الماضي؟
- علاقتي بالمسلسل تنتهي عند انتهاء عرضه وانتهاء دوري، وردود الأفعال كلها على دوري أسعدتني لأن الدور كان مفاجأة بالنسبة لجمهوري ولم يتوقع الكثيرون أن أجسّد شخصية سيدة تعمل في مدبح وتظهر من دون ماكياج تقريباً، وتغطي شعرها بطرحة، فأنا كنت سعيدة بالعمل مع غادة عبد الرازق.
> قدمتِ أدواراً مميزة عدة، فهل فكرت في لعب البطولة المطلقة خلال الفترة المقبلة؟
- أنا مؤمنة أن كل شيء جيد في وقته، ولن أقدم دوراً غير مقتنعة به حتى لو سيقدمني كبطلة أولى، فضلاً عن أنه لا بد أن يعي الفنان أن البطولة الأولى مسؤولية كبيرة، وعليه أن يحسب كل شيء محيط بها، أولها أنه يجب اختيار القصة المناسبة والتأكد من أن العمل سيشاهده الجمهور ويتابعونه جيداً، وإلا ستكون خطوة غير موفقة.
> وما سبب ابتعادك عن الغناء طوال الفترة الماضية؟
- هذا أمر ليس بيدي، فالظروف هي السبب الأول، ففي البداية شركات الإنتاج الغنائي لم تعد موجودة بالانتشار والقوة نفسيهما مثلما كانا في الماضي، والسوق الغنائية لم تعد كما كانت أيضاً، فضلاً عن أنني مشغولة للغاية في التمثيل الذي يأخذ كل وقتي تقريباً، وأنا لا أنكر أنني أجهّز لأغنية «سينغل» قريباً.


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».