أعلنت القيادة العامة لقوات «الحماية الذاتية» المنتشرة شمال شرقي سوريا تعليق منح الإجازات لجميع الدفعات مؤقتاً؛ بهدف تقليل الاختلاط للوقاية من انتشار جائحة «كوفيد - 19»، في وقت حذرت الجهات الطبية والصحية العاملة في شمال غربي سوريا من انهيار القطاع الصحي في مناطق المعارضة، أمام استمرار تسجيل زيادة الإصابات بفيروس كورونا بوتيرة عالية قد تفوق قدرة استيعاب المشافي الطبية.
وقالت قوات «الحماية الذاتية» المنضوية في صفوف «قوات سوريا الديمقراطية» العربية - الكردية، في بيان نُشر على صفحات وحسابات تابعة للإدارة شرقي الفرات، إنها قررت إيقاف الإجازات مدة 20 يوماً تبدأ من تاريخ 1 من الشهر الحالي وتنتهي في 22 من الشهر نفسه. وستتوقف الفعاليات والاجتماعات العسكرية كافة، وستعمل على التقيد بإجراءات الوقاية والسلامة الصحية، في حين استثنت حركة الآليات والعربات التي تنقل مياه الشرب والطعام والمواد الغذائية للنقاط العسكرية، مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية.
وقال الدكتور جوان مصطفى، رئيس هيئة الصحة بالإدارة الذاتية، لـ«الشرق الأوسط»، إن الإدارة تدرس العودة للإقفال الجزئي بعد مراقبتها للمخطط البياني لزيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا في مناطقها خلال الأسبوعين الماضيين، «حيث أظهرت النتائج الأولية تصاعداً ملحوظاً بحصيلة الوباء؛ الأمر الذي دفع الإدارة لطلب عقد اجتماع لخلية الأزمة ودراسة فرض بعض القيود».
وسجلت طواقم هيئة الصحة في 7 مدن وبلدات خاضعة لنفوذ الإدارة الذاتية شرقي الفرات أمس، إصابة 149 حالة جديدة بفيروس كورونا، بينها حالة واحدة بمخيم الهول المكتظ، ليرتفع العدد الإجمالي حتى اليوم إلى 20798 إصابة إيجابية مؤكدة، بينها 788 وفاة، وتماثل 1960 للشفاء.
وذكر مصطفى، أن حزمة قرارات ستوضع على طاولة خلية الأزمة للنقاش واتخاذ قرارات مناسبة بشأنها، بينها «فرض الحظر على جميع التجمعات من حفلات الأعراس وإقامة خيم العزاء، إلى جانب منع الاجتماعات والمسيرات، وأنواع التجمعات كافة التي تسبب انتشار فيروس كورونا».
وطالب المسؤول الكردي الأهالي والسكان بالالتزام بالإجراءات الوقائية في ضوء التطورات الصحية المستجدة؛ «لحماية أنفسهم أولاً ومكافحة انتشار الجائحة بعد ظهور متحورات وفيروسات ثانية». واستبعد مصطفى وجود حالات إصابة بمتحور «دلتا» شديد العدوى، وقال «لم نسجل أي حالة حتى اليوم، وعلى الأرجح لم تدخل موجة (دلتا) إلى مناطقنا بعد».
وفي دمشق، أعلنت وزارة الصحة، أول من أمس (الأربعاء)، تسجيل 130 إصابة جديدة بفيروس كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ووفاة 5 حالات، وبلغت الحصيلة 28045 إصابة مؤكدة، بينها 2018 وفاة و22491 حالة شفاء، غير أن جهات حقوقية ومنظمات إنسانية شككت بالأرقام الحكومية المُعلنة وتخشى أنها أعلى من ذلك بكثير.
في سياق متصل، قال محمد حمادي، مسؤول المكتب الإعلامي بالدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، إن «موجة ارتفاع جديدة (خطيرة) تشهدها معظم المناطق شمال غربي سوريا؛ إذ سجلت الجهات الطبية 1401 حالة جديدة خلال اليومين الماضيين»، في حين عملت فرق الدفاع المدني على نقل أكثر من 50 مصاباً إلى مراكز الحجر والمشافي الخاصة بفيروس كورونا أمس، ودفنت 5 وفيات نتيجة الإصابة بالفيروس وسط إجراءات احترازية مشددة.
بدوره، أكد أمجد الحسن، العضو في فريق «منسقو الاستجابة في سوريا»، أن عدد الإصابات ضمن المدن والبلدات ومخيمات النازحين وصلت إلى 1440 مصاباً، بينهم نساء وكبار بالسن وأصحاب أمراض مزمنة، منوّهاً أنه تم تصنيف المناطق ذات الخطورة لثلاثة مستويات؛ العالية جداً والعالية والمتوسطة، وسجلت منطقة حارم 5235 مصاباً، وإدلب 2240 مصاباً، ومنطقة عفرين 2096 مصاباً، وتعتبر هذه المناطق ذات الخطورة العالية جداً.
بينما تشمل المناطق ذات الخطورة العالية، منطقة أريحا بـ1143 مصاباً، ومنطقة جرابلس بـ624 مصاباً. أما المناطق ذات الخطورة المتوسطة، فهي منطقة اعزاز بـ470 إصابة، ومنطقة جسر الشغور بـ384 إصابة، ومنطقة الباب بـ366 إصابة ومنطقة جبل سمعان بـ255 إصابة، وتعتبر هذه الإحصائيات من حيث التصنيف والتوزيع الجغرافي تطوراً خطيراً في انتشار فيروس كورونا.
ويشهد القطاع الطبي والصحي في شمال غربي سوريا عجزاً في احتواء الأزمة وارتفاع وتيرة أعداد المصابين بالفيروس؛ نظراً لعدم كفاية التجهيزات الطبية في مراكز العزل والحجر الصحي والمشافي العامة والخاصة على حد سواء؛ الأمر الذي قد يهدد بكارثة إنسانية غير مسبوقة على صعيد مكافحة «كورونا» واحتوائها قد تودي إلى انهيار القطاع الصحي في تلك المناطق.
تحذيرات من انهيار المنظومة الصحية شمال غربي سوريا
«الحماية الذاتية» تعلق الإجازات تحسباً من «كورونا»
تحذيرات من انهيار المنظومة الصحية شمال غربي سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة