بايدن يعد أوكرانيا بالحماية ويتهرب من الالتزام بضمها لـ «الناتو»

علاقة شخصية وسياسية مضطربة تجمع بين بايدن وزيلينسكي (أ.ف.ب)
علاقة شخصية وسياسية مضطربة تجمع بين بايدن وزيلينسكي (أ.ف.ب)
TT

بايدن يعد أوكرانيا بالحماية ويتهرب من الالتزام بضمها لـ «الناتو»

علاقة شخصية وسياسية مضطربة تجمع بين بايدن وزيلينسكي (أ.ف.ب)
علاقة شخصية وسياسية مضطربة تجمع بين بايدن وزيلينسكي (أ.ف.ب)

وعد الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال قمة في البيت الأبيض مساء الأربعاء بتقديم الدعم الأميركي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، لكنه تهرب من الإدلاء بموقف حاسم بشأن المسألة البالغة الحساسية المتمثلة برغبة كييف في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقال بايدن لزيلينسكي إن الولايات المتحدة «تظل ملتزمة بشدة بسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها في مواجهة العدوان الروسي». وشكر زيلينسكي بايدن على تبرعات الولايات المتحدة بلقاحات فيروس «كورونا» وحزمة جديدة بقيمة 60 مليون دولار من المساعدات الأمنية، لكنه قال إنه سيضغط على الرئيس الأميركي بشأن تطلعات أوكرانيا للانضمام إلى التكتل العسكري. وتشارك أوكرانيا بالفعل في العديد من مهام الناتو، بما في ذلك عمليات الإجلاء الأخيرة من أفغانستان، لكن انضمامها إلى الحلف سيعتبر في موسكو استفزازاً. وظلت علاقة زيلينسكي مع الولايات المتحدة شائكة بعدما أثارت مكالمة هاتفية مع الرئيس السابق دونالد ترمب الغضب وأدت إلى أول مساءلة لترمب في الكونغرس بعد تسريبات أنه أوقف المساعدة العسكرية للضغط على زيلينسكي للتحقيق مع نجل بايدن.
وجاء الاجتماع مع بايدن وسط توترات بشأن نورد ستريم 2 بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن حملتها التي استمرت لسنوات لوقف بناء خط الأنابيب تحت البحر الذي سينقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا، متجاوزاً أوكرانيا.
وأطلق زيلينسكي على المشروع اسم «خسارة» بايدن. وقد سعى زيلينسكي إلى مزيد من الوضوح حول كيفية ضمان الحلفاء الغربيين لأمن الدولة السوفياتية السابقة، خاصة أن صفقة الغاز الحالية مع روسيا تنتهي في عام 2024.
ويهدد نورد ستريم 2 إيراداتها الحيوية كدولة عبور. وأعرب زيلينسكي عن قلقه أن أوكرانيا قد تعاني إذا قدم بايدن تنازلات لكسب تعاون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قضايا مثل منع الانتشار النووي ومواجهة طموحات الصين.
وتمثل زيارة الرئيس الأوكراني إلى واشنطن نصراً معنوياً كبيراً له، إذ إنه ثاني زعيم أوروبي يستقبله بايدن في البيت الأبيض، بعد أنجيلا ميركل. وبالإضافة إلى حصوله على هذه المعاملة التفضيلية، فإن الرئيس الأوكراني وبلاده «حظيا باهتمام كبير من هذه الإدارة، قد يكون ربما أكبر مما حصلت عليه أي دولة أوروبية أخرى»، بحسب ما قال مسؤول كبير في البيت الأبيض.
وعملياً فإن الرئيس الأوكراني سيغادر واشنطن وقد حصل منها على الأقل على وعد بمساعدات عسكرية إضافية تتألف بصورة أساسية من صواريخ جافلين المحمولة المضادة للدروع. لكن الآمال التي عقدها زيلينسكي على بايدن للحصول منه على شيء ما بخصوص الموضوع البالغ الحساسية المتمثل برغبة بلاده في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ذهبت أدراج الرياح.
وكان زيلينسكي قد وصل إلى واشنطن يوم الاثنين والتقى يوم الثلاثاء وزير الدفاع لويد أوستن ومسؤولين آخرين في مجلس الوزراء لمناقشة قضايا الطاقة والمناخ والأمن. ووقع أوستن على إطار عمل دفاعي مع أوكرانيا مصمم لمساعدة البلاد في مواجهة العدوان الروسي وتوسيع التعاون في تبادل المعلومات الاستخباراتية.
وسعى زيلينسكي لمناقشة مساعدة بحرية إضافية مع الولايات المتحدة، التي قدمت زوارق بحرية، بعد أن فقدت البلاد عدة سفن بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم. وساهمت إدارة بايدن في تخفيف التوترات في وقت سابق هذا العام في قمة مع بوتين بعد أن نشرت روسيا عشرات الآلاف من القوات على الحدود الأوكرانية قائلة إنها تدريبات عسكرية. لكن الوضع تدهور في دونباس في شرق أوكرانيا منذ مارس (آذار)، وتخطط روسيا لمزيد من التدريبات مع بيلاروسيا - المتاخمة لأوكرانيا في الشمال - في وقت لاحق من هذا الشهر.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.