قصف «قاعدة أميركية» شرق الفرات بالتزامن مع وصول «صواريخ إيرانية»

مسؤولون أكراد يحذّرون من «اتفاق سري» بين روسيا وتركيا في المنطقة

دبابة أميركية في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
دبابة أميركية في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

قصف «قاعدة أميركية» شرق الفرات بالتزامن مع وصول «صواريخ إيرانية»

دبابة أميركية في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)
دبابة أميركية في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا أول من أمس (أ.ف.ب)

سقطت 3 قذائف صاروخية في حقل غاز «كونيكو» قرب القاعدة الأميركية، مصدرها مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية في بلدة خشام، فيما حلقت طائرات التحالف الدولي بقيادة أميركا، في أجواء المنطقة بعد سقوط القذائف، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي أشار إلى وصول شحنة صواريخ إيرانية إلى ميليشيات طهران شرق سوريا.
وأفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)» بتعرض قاعدة عسكرية أميركية في حقل «كونيكو» للغاز بريف دير الزور شرق سوريا لهجوم بقذيفتين صاروخيتين مساء الثلاثاء. ونقلت وكالة «سانا» عن مصادر محلية في دير الزور أنه جرى استهداف القاعدة بقذيفتين صاروخيتين؛ ولم يتم التأكد مما إذا كان الهجوم خلف إصابات أو قتلى في صفوف الجيش الأميركي، دون تفاصيل إضافية عن مصدر القذيفتين. وأشارت المصادر إلى أن القوات الأميركية أغلقت المنطقة على الفور بالتوازي مع تحليق الطائرات في أجواء المنطقة.
وتعرضت القواعد الأميركية في حقلي «العمر» النفطي و«كونيكو» للغاز بالريف الشرقي لدير الزور لهجمات صاروخية عدة خلال الشهر الماضي. وقال «المرصد» إنه في 21 من الشهر الماضي «تمكنت المضادات الأرضية التابعة للتحالف الدولي من إسقاط طائرة مسيّرة كانت تحلق في أجواء حقل (العمر) النفطي بريف دير الزور والذي تتخذه قوات التحالف قاعدة عسكرية لها».
وقال مصادر أهلية محلية وموقع «نهر ميديا» ونشطاء «المرصد» أمس إن القوات الأميركية فرضت حظراً كاملاً وأغلقت المنطقة والطرق المؤدية على الفور بعد قصف أول من أمس، بالتوازي مع تحليق الطيران الحربي بعلو منخفض بأجواء المنطقة، هذا؛ وتعرضت القواعد الأميركية في حقلي «العمر» النفطي و«كونيكو» للغاز بدير الزور لهجمات صاروخية وبقذائف الهاون مرات عدة خلال الأشهر الأخيرة. وشنت وحدات خاصة وقوة مكافحة الإرهاب التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» حملة أمنية واسعة في بلدة الشعفة شرق دير الزور، وألقت القبض على 4 مشتبه فيهم بالانتساب إلى خلايا تنظيم «داعش» المتطرف النشطة بالمنطقة، عبر عمليتين منفصلتين أول من أمس الثلاثاء، وكان العناصر مختبئين في منزل قريب لهم يسكن في «حي 24» بالبلدة، وعثرت القوات بحوزة المتهمين على أسلحة كلاشنيكوف وذخائر إلى جانب مستندات ورقية وملفات تثبت تعاملهم مع التنظيم؛ بحسب قيادي عسكري من «مجلس دير الزور العسكري».
إلى ذلك، أفادت «سانا» بأن الجيش الأميركي أدخل رتلاً محملاً بمعدات ومواد لوجيستية لدعم قواته الموجودة في قواعده العسكرية في الأراضي السورية. وقالت مصادر محلية من ريف اليعربية لـ«سانا» إن «قوات الاحتلال الأميركي أدخلت عبر معبر الوليد غير الشرعي 30 شاحنة وبراداً وناقلات تحمل سيارات دفع رباعي من شمال العراق إلى الأراضي السورية إلى قاعدة احتلالها في منطقة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي».
وكان الجيش الأميركي قد أدخل قبل يومين رتلاً من 24 آلية لدعم قواعده في منطقة الجزيرة.
وكان وزيرا الخارجية السوري فيصل المقداد والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن «الهزيمة المدوية» لأميركا في أفغانستان هي «درس» للذين يعملون معها في سوريا.
ونقلت «سانا» عن المقداد قوله وهو إلى جانب عبد اللهيان: «المباحثات شملت الأوضاع على الساحة الأفغانية، حيث تم التأكيد أن الهزيمة المدوية للولايات المتحدة الأميركية في أفغانستان ستكون هزيمة لها أيضاً في سوريا وفي كل أنحاء العالم الذي يتطلع إلى التحرر والسيادة والاستقلال. هذا درس قاسٍ لعملاء وأدوات الولايات المتحدة في المنطقة وفي العالم، وعلى الولايات المتحدة بشكل خاص والدول الغربية بشكل عام أن تعي أن قواها التي حشدتها في أفغانستان سواء من قبلها أم من قبل الناتو انهزمت هزيمة منكرة».
من جهته، قال الوزير الإيراني، إن «وجود القوات الأجنبية في المنطقة لن يخدم الأمن والاستقرار المستدامين». وكان الرئيس بشار الأسد استقبل عبد اللهيان والوفد المرافق له في دمشق، وبحث معه في «آخر المستجدات الإقليمية والدولية، لا سيما الأوضاع في أفغانستان وتداعياتها على أمن المنطقة واستقرارها بشكل عام».
في المجال ذاته، أفاد «المرصد» بأن «شحنة صواريخ من نوع أرض - أرض متوسطة المدى، دخلت قبل يومين من العراق واتجهت إلى مواقع الميليشيات الإيرانية في محيط مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، حيث إن الصواريخ مكتوب عليها باللغة الفارسية (بركان إتش2) جرى إدخالها عبر شاحنات لنقل الخضار».
من جهة ثانية، قصفت القوات التركية ليل الثلاثاء - الأربعاء الماضي بلدة تل تمر شمال الحسكة، وذكر مسؤول في «مجلس تل تمر العسكري» أن المدفعية التركية استهدفت بأكثر من 10 قذائف «هاون» و«دوشكا» 3 قرى بالريف الغربي للبلدة تقع على الطريق الدولية السريعة «إم4»، وهذه القرى هي الكوزلية وتل اللبن وأم الخير، وأفاد المصدر بأن القصف أسفر عن أضرار مادية في ممتلكات أهالي المنطقة؛ حيث شهدت قرى تل تمر ومنطقة زركان وناحية أبو راسين خلال الساعات الـ48 الماضية هدوءاً تاماً بعد 4 أسابيع من تصعيد القوات التركية.
في السياق، حذرت إلهام أحمد، الرئيسة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»، من وجود اتفاق سري بين تركيا وروسيا على حساب مناطق شمال شرقي سوريا، وقالت إن «هذه الهجمات تدل على أن هناك تنازلاً روسياً لتركيا رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم من قبل، ولا يزال يتم تسيير الدوريات المشتركة بين البلدين بالمنطقة»، وشددت على ضرورة أن «نكون على أتم الاستعداد لكل الهجمات والسياسات، والاتفاق السوري - السوري هو بديل استراتيجي أساسي لوقف تدخل قوى ودول أخرى في شؤون المنطقة».
ونوهت أحمد بأن المنطقة مرت بظروف أصعب عقب الانسحاب الأميركي من بعض مواقعها شرق الفرات، في إشارة إلى انسحابها في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2019 من مدينتي تل أبيض بالرقة ورأس العين بالحسكة، وتعرضها آنذاك لهجوم تركي واسع برفقة فصائل سورية موالية، وأخبرت قائلة: «ومع ذلك؛ لم تتوقف الإدارة الذاتية ومؤسساتها عن عملها وأداء مهامها في خدمة الأهالي؛ الأمر الذي أثبت للولايات المتحدة ودول للعالم أنها ليست إدارة شكلية، ودافعت قواها عن كل الشعوب».
ومنذ بداية الشهر الماضي، صعّدت القوات التركية وتيرة هجماتها ضد مناطق نفوذ الإدارة الذاتية وجناحها العسكري «قوات قسد».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».