كان تايرود بوف خارج سلاح الجو الأميركي لمدة 8 أعوام عندما اعتنق الإسلام في عام 1998. وبوصفه أحد المختصين في إلكترونيات الطيران، فقد خدم جيش بلاده بهدوء في الفترة من 1986 وحتى 1990، ثم انتقل للعيش في مدينة سان أنطونيو بولاية تكساس.
وعبر السنوات القليلة التالية، ازدادت النزعة المتطرفة لدى بوف، وفقا لبيان صادر عن أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية الذي أُرفق بملف القضية المرفوعة أمام المحكمة الجزئية في بروكلين بتاريخ 16 يناير (كانون الثاني) وصُرح بنشرها يوم الثلاثاء. في عام 2001، قال أحد المخبرين الذين عملوا مع بوف في شركة أميركان أيرلاين أنه يشعر بالتعاطف حيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ويشعر بأن الهجمات الإرهابية التي طالت السفارات الأميركية في كينيا وتنزانيا في عام 1998 كان لها ما يبررها، حسبما أفاد البيان.
هذا وقد دفع بوف (47 سنة) ببراءته يوم الأربعاء من تهمة محاولة توفير الدعم المادي والموارد إلى إحدى المنظمات الإرهابية وعرقلة الإجراءات الرسمية، بعد يوم واحد بعدما أصبح أشهر مقاتل أميركي سابق توجه له الاتهامات بمحاولة الانضمام إلى تنظيم داعش. وقالت السلطات الأميركية إنه ألقي القبض عليه في تركيا في يناير أثناء محاولته العبور إلى سوريا.
وقد أحجم السيد مايكل شنايدر، محامي بوف، عن التعليق يوم الأربعاء.
وأفادت وثائق المحكمة بتفاصيل حول اهتمام بوف بالتطرف قبل فترة طويلة من اجتياح التنظيم المتطرف لمساحات واسعة من العراق وسوريا بالعام الماضي، مما ألهم كثيرا من المقاتلين الأجانب للسفر إلى سوريا. بدلا من ذلك، أخبر أحد معارف بوف المباحث الفيدرالية الأميركية بأنه أعرب عن اهتمامه بالسفر إلى الشيشان للقتال في الجهاد هناك في عام 2002، وفقا لبيان المباحث الفيدرالية المرفق بملف القضية. وفي الآونة الأخيرة، كان بوف قد تزوج من امرأة مصرية تدعى ميشا وتقاسما سويا الرغبة في الالتحاق بالمتشددين، كما أفادت المباحث الفيدرالية الأميركية. هذا ويضم ملف القضية خطابا كتبه بوف بنفسه إلى زوجته في يناير الماضي.
يقول في خطابه: «إنني مجاهد. إنني سيف مصلت على الظالمين ودرع للمظلومين. لسوف أوظف موهبتي ومهارتي التي وهبها الله لي لإقامة الدفاع عن الدول الإسلامية، وليس أمامي إلا نتيجة من اثنتين؛ إما النصر أو الشهادة».
ويستمر الخطاب في الإشارة إلى أن «الله هو من يمنحنا النصر»، وأنهما سوف يكون لهما منزل في الشام، وهو الاسم القديم لسوريا كما يستخدمه المتطرفون حاليا. وكتب بوف يقول أيضا: «سوف أرسل لك حينما يكون الوضع آمنا. سوف يكون لك بيت جميل وسط المؤمنين. وإذا ما نلت الشهادة لسوف يكون لنا قصر لا يوصف على قطعة رائعة من الأرض». وأضاف بوف أن «حراسة ليلة واحدة في سبيل الله تساوي الدنيا وما فيها».
وعلى الرغم من اطلاع المباحث الفيدرالية للبيانات المتطرفة التي كان يملي بها بوف بين عامي 2001 و2002، فإنه ظل يعمل لدى كثير من الشركات الأميركية في الخارج. ومن بين ذلك عمله كمقاول لدى شركة داين كورب الدولية، وهي من الشركات الدفاعية الأميركية، في الفترة بين أكتوبر (تشرين الأول) 2009 إلى مارس (آذار) 2010 في العراق، حيث كان يعمل في إلكترونيات الطيران لصالح الجيش الأميركي هناك، كما أفادت وثائق المحكمة. غير أن المتحدث باسم الشركة المذكورة أحجم عن التعليق.
أوقف بوف للاستجواب بينما كان في مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول في 10 يناير، وفقا لتصريح المسؤولين الأميركيين. وقد أخبر السلطات التركية أنه كان طيارا بالقوات الخاصة الأميركية وأراد قضاء إجازة في تركيا، لكنهم لم يصدقوا روايته وقاموا بترحيله إلى القاهرة، حسبما أفادت المباحث الفيدرالية الأميركية. ومن هناك، تم ترحيله مجددا إلى الولايات المتحدة الأميركية. أظهرت إحدى صفحات موقع «الفيسبوك»، يوم الثلاثاء الماضي، والمسجلة باسم بوف، صورة له مع زوجته الجديدة باسم ميشا. وقد أغلقت تلك الصفحة في يوم الأربعاء. هذا وقد كانت الرسائل المنشورة على الصفحة المذكورة تهاجم إسرائيل وتتهمها بالإرهاب ضد المسلمين وتتهم الرئيس أوباما بمساندة الإسرائيليين.
* «واشنطن بوست» خاص بـ {الشرق الأوسط}