مصر: تقرير رسمي يرصد تقدماً في العلاقات مع أفريقيا

«هيئة الاستعلامات» نوهت إلى اتفاقيات تعاون بالمجالات كافة

TT

مصر: تقرير رسمي يرصد تقدماً في العلاقات مع أفريقيا

رصد تقرير مصري رسمي، ما عده «تقدماً» في العلاقات المصرية – الأفريقية، على مدار الفترة الماضية، مشيراً إلى توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم سياسية واقتصادية وتجارية مهمة، وتنظيم معارض مع عدة دول أفريقية، خلال الفترة الماضية، بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأظهرت السياسة الخارجية المصرية اهتماماً لافتاً بالقارة الأفريقية، منذ تولي السيسي الحكم قبل نحو 6 أعوام، تنامى مع تولي القاهرة الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي عام 2019 لمدة عام. وقال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، التابعة للرئاسة المصرية، في تقرير نشرته الهيئة، أمس، إن «العلاقات بين مصر وأفريقيا تشهد تقدماً متواصلاً في كل المجالات»، مشيراً إلى توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم اقتصادية وعلمية ومائية مهمة وإطلاق بعثات تجارية وتنظيم معارض مع عدة دول أفريقية مؤخراً، منها الكاميرون والسنغال وتنزانيا والكونغو الديمقراطية والسودان وجنوب السودان، وتنظيم عدد كبير من اللقاءات والاجتماعات المشتركة». ولفت التقرير إلى نشاط الرئيس السيسي على المستوى الأفريقي، ومشاوراته مع عدد من الرؤساء والوزراء والمسؤولين الأفارقة، كما استقبلت القاهرة عدداً كبيراً من الوزراء والمسؤولين الأفارقة بينهم رئيس وزراء الكونغو الديمقراطية، الذي ترأس بلاده الاتحاد الأفريقي. ورصد التقرير اتفاق مصر والسنغال على إنشاء جمعية صداقة برلمانية مشتركة، وتنسيق المواقف بين البرلمانات في الدول الأفريقية؛ استعداداً للاجتماعات المقبلة للبرلمان الأفريقي. وفي الجانب الاقتصادي، وقّعت مصر خلال يوليو (تموز) الماضي، اتفاقيات ومذكرات تفاهم اقتصادية مع الكاميرون والسنغال وجنوب السودان، بهدف تطوير العلاقات بين مصر والدول الأفريقية. ونظّمت الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، بالتعاون مع وزارة التموين والتجارة الداخلية، معرض «صُنع في مصر» الذي أُقيم في جوبا عاصمة جنوب السودان، كما تم تنظيم أول بعثة تجارية مصرية إلى الكاميرون والسنغال.
وعُقد خلال هذا الشهر منتدى الأعمال المصري - الكاميروني الذي تزامن مع انطلاق مبادرة روابط الأعمال بين مصر وأفريقيا، والتي تستهدف الوصول إلى 22 دولة في وسط وغرب أفريقيا.
صحياً، اتفقت مصر والسودان على تحديث بروتوكول التعاون الموقّع بين البلدين عام 1970، فيما يخصّ مكافحة بعوضة الجامبيا في السودان، وتفعيل العمل بمبادرة رئيس الجمهورية لعلاج مليون أفريقي من فيروس «سي» بالسودان، وانتهت مصر من تجهيز 5 مراكز بالسودان للعمل بالمبادرة. وانتهت مصر خلال شهر يوليو أيضاً من تنفيذ عدد من المشروعات الطبية المهمة في جنوب السودان، كتطوير وإنشاء مستشفيات ومراكز صحية بمدينتي بور وأكون بجنوب السودان، وإنشاء مستشفى جديد في مدينة بور. وفي السياق ذاته، وافقت مصر على الانضمام لوكالة الدواء الأفريقية.
وأكد رشوان، تفعيل مبادرة مشروع «قمر التنمية الأفريقي»، حيث نظّمت وكالة الفضاء المصرية فعاليات الدورة التدريبية للدول الأفريقية الخمس المشاركة في المبادرة، وهي: غانا ونيجيريا وكينيا والسودان وأوغندا، وتضمنت تدريباً نظرياً وعملياً على تكنولوجيا الفضاء والأقمار الصناعية. وفي مجال الري والموارد المائية، تم افتتاح مركز التنبؤ بالأمطار والتغيرات المناخية والذي نفّذته مصر في العاصمة الكونغولية كينشاسا.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.