كسوف الشمس ما بين كونه ظاهرة كونية وظاهرة تجارية

مخاوف أوروبية من تراجع إنتاج الكهرباء بسبب الظاهرة

كسوف الشمس  -  تحذيرات من مشاهدة الكسوف بالعين
كسوف الشمس - تحذيرات من مشاهدة الكسوف بالعين
TT

كسوف الشمس ما بين كونه ظاهرة كونية وظاهرة تجارية

كسوف الشمس  -  تحذيرات من مشاهدة الكسوف بالعين
كسوف الشمس - تحذيرات من مشاهدة الكسوف بالعين

قد لا يكون خطأ القول إن العالم سيتوجه بنظره للشمس اليوم خلال فترة محددة بحثا عن ضوئها أملا في رؤية كسوفها وهو الأول هذا القرن والعاشر منه. ووفقا لدراسات فلكية دقيقة ومحسوبة، فإن اليوم سيشهد ليس كسوفا للشمس فحسب، وإنما 3 ظواهر قد لا تتزامن إلا كل مائة ألف سنة هي كسوف للشمس يتزامن مع ذروة الاعتدال الربيعي وبالقمر العملاق؛ أي عندما يتزامن اكتمال القمر مع وصوله إلى أقرب نقطة من الأرض.
وتم الإعلان أن أحسن موقع لرؤية الكسوف كاملا هو جزر فارو بالقطب الشمالي، ويبدأ نحو الساعة 10:41 ويظهر كاملا نحو 12:09 ويزول 1:22 فيما ينتهي تماما 2:50.
يعتبر كسوف الشمس ظاهرة فلكية تحدث عندما تكون الشمس والقمر والأرض على استقامة واحدة، وكأنهم على خط متساو، فيبدون بحجم متساو، رغم أن قطر الشمس يكبر قطر القمر نحو 400 مرة وتعد أبعد منه بنحو 400 مرة، ولحظات الكسوف يكون القمر في المنتصف بين الشمس والأرض فيلقي ظله على الأرض وترتبط ظاهرة الكسوف بفارق الحجمين الظاهرين للشمس والقمر.
يعتبر الكسوف كليا عندما يصل القمر إلى سطح الأرض فينكسف كامل قرص الشمس بالنسبة للذين يكونون في الظل الذي تعكسه على الأرض فينقطع عنهم نورها. هذا بينما يكون الكسوف جزئيا في المناطق التي يسقط فيها شبه ظل القمر على سطح الأرض.
ووفقا لبيان صدر عن مركز الفلك الدولي بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، فإن أجزاء من البلاد العربية سوف تشهد في مواقع ومدن معينة الكسوف جزئيا وبنسب متفاوتة في أوقات متفاوتة عدا السودان وجزر القمر.
ومن المدن التي أشار إليها البيان مدينة عرعر السعودية، وبغداد، ودمشق، وبيروت، وعمان، والقدس، والقاهرة، وتونس، والجزائر، والرباط، ونواكشوط.
مما يعني أن المدن السودانية كافة سوف تظهر فيها الشمس ساطعة دون حجاب خلال ساعتي كسوفها ولن ينقطع عنها ضوء الشمس ولن يحل عليها ظلام بسبب كسوف جزئي أو كامل.
وبالطبع، لم يسلم كسوف الشمس من محاولات لاستغلاله تجاريا إذ عمدت مكاتب سفر وسياحة للترويج وقبل أشهر لرحلات لأحسن مواقع تسمح برؤيته.
وبدورها، عمدت محال للاستفادة من التحذيرات الطبية بعدم النظر للشمس لحظات الكسوف بالعيون المجردة والحرص على ضرورة استخدام نظارات تقي من مختلف أنواع الأشعة، فنشطت لبيع مختلف أنواع النظارات الواقية، ولم يقتصر المجال على محال متخصصة بل عمدت مقاه ومطاعم للإعلان عن توزيعها نظارات مجانية مقابل إفطار «كسوفي» خاص أو غداء مبكر يتماشى ولحظات احتجاب الشمس ثم عودة ظهورها.
وقس على ذلك، فيما تنوعت أشكال النظارات وفقا لآخر التصميمات، فظهرت أنواع سوداء معدنية صلبة وكأنها «دواعشية»، بينما ظهرت أخرى جميلة بألوان الموسم، وفي مقدمتها اللون «البمبي الزهري المورد».
من جانبهم، لم يغفل رجال دين يهود من الإشارة لحقيقة أن الكسوف أكثر ما يكون وضوحا في دول الشمال الأوروبية. وفي هذا السياق، نشر بوب أودل مؤلف كتاب «أقمار الدم.. فك رموز العلامات السماوية»، أن تلك الدول عندما تنظر في ظلام الكسوف سوف ترى ظهور الإسلام والمشاعر المعادية لإسرائيل وللأوروبيين، مشيرا إلى أن الكسوف يصادف اليوم الأول من التقويم الديني اليهودي.
بينما قال أحدهم إن وضوح الكسوف بالقطب الشمالي الحر (من ملكية أي دولة أو شعب) هو رسالة إلهية للعالم أجمع بيوم الحساب.
إلى ذلك، أعلنت شركات كهربية أوروبية تعمل بالطاقة الشمسية عن استنفارها استعدادا لأي تحسبات قد تنتج بسبب احتجاب الشمس كمولد رئيسي للتيار الكهربي.
وقالت الشبكة القومية للطاقة الكهربية في بريطانيا، أمس (الخميس)، إن البلاد مستعدة للتعامل مع ظاهرة كسوف الشمس صباح اليوم الجمعة.
وتشير توقعات الشبكة القومية إلى أن إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية سيتراجع بواقع 850 ميغاوات، لكن من المتوقع انخفاض الطلب على الكهرباء بواقع 1100 ميغاوات، لأن الناس سيكونون خارج منازلهم لمشاهدة هذه الظاهرة.
وقالت الشبكة إن تأثير الكسوف سيكون بتناقص الطلب بواقع 200 ميغاوات الساعة 0930، بينما يكون الناس يشاهدون الظاهرة.
وتنتج بريطانيا نحو 5 آلاف ميغاوات من الطاقة الشمسية منذ ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي مما يمثل 5.‏1 في المائة من إجمالي توليد الكهرباء في البلاد.
وقالت ألمانيا - وهي أكبر بلد تستعين بالطاقة الشمسية في القارة الأوروبية - إنها مستعدة للتعامل مع الانخفاض والارتفاع الحاد في الطاقة الكهربية خلال فترة الكسوف. وتحصل ألمانيا على 38200 ميغاوات من قدرة الطاقة الكهروضوئية.
وتعتبر ألمانيا أكثر الدول الأوروبية اعتمادا على الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة وتقدر نسبة الاستهلاك الكهربي الناتج من طاقة شمسية بألمانيا العام الماضي 18 في المائة.
وفي هذا السياق، تم الإعلان عن استعدادات وافرة لتغطية النقص من موارد مائية وحتى محطات تعمل بالفحم والغاز كما تم أوروبيا تكوين فريق عمل للتنسيق، ويعبر الكسوف القارة الأوروبية من فنلندا شمالا إلى البرتغال غربا.
إلى ذلك حذرت مواقع من زلازل قد تحدث عقب الكسوف اعتمادا على تجارب سابقة، موضحة أن 45 في المائة من حالات الكسوف في العالم تسبقها زلازل أو تتبعها بأيام.
من جانب آخر، عبر كثيرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن نياتهم التغيب صباح اليوم لمتابعة الكسوف والاستمتاع بمراقبته كظاهرة نادرة، مشيرون إلى أن التحدي الأكبر هو التقاط «سيلفي» فردي وجماعي من الشمس وهي تحتجب كسوفا.



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».