ليبيا: مراكز لعزل مصابي «كوفيد ـ 19» تشتكي من نقص الأكسجين

بعضها اعتذر عن عدم استقبال حالات جديدة

علي الزناتي وزير الصحة الليبي خلال زيارة سابقة لمركز بنغازي الطبي (المركز)
علي الزناتي وزير الصحة الليبي خلال زيارة سابقة لمركز بنغازي الطبي (المركز)
TT

ليبيا: مراكز لعزل مصابي «كوفيد ـ 19» تشتكي من نقص الأكسجين

علي الزناتي وزير الصحة الليبي خلال زيارة سابقة لمركز بنغازي الطبي (المركز)
علي الزناتي وزير الصحة الليبي خلال زيارة سابقة لمركز بنغازي الطبي (المركز)

رغم أن وزير الصحة بحكومة «الوحدة الوطنية» الليبية الدكتور علي الزناتي، نفى وجود نقص في مخزون الأكسجين بمراكز العزل، وأن كل ما يتردد بشأن ذلك مجرد «إشاعات»، اشتكت مراكز لعزل مصابي «كورونا» في غرب البلاد من عدم توفر الأكسجين لديها مما اضطرها إلى رفض حالات مصابة جديدة.
واستغاث مركز العزل الصحي ببلدية درج بغرب ليبيا، صباح أمس، من نقص الأكسجين، موجهاً نداءً إلى «أصحاب القلوب الرحيمة» بمساعدة المركز بعد نفاد المخزون لديه، مشيراً إلى أنه «في حاجة ماسة إلى الأكسجين حتى يتمكن من استقبال مصابين آخرين».
وكان الزناتي في معرض طمأنته للمواطنين على الحالة الوبائية في البلاد، قال خلال زيارته لمركز بنغازي الطبي منتصف هذا الأسبوع، إن كل ما يتردد عن «انتشار الحالات المصابة بشكل كبير، أو النقص في الأكسجين بمراكز العزل مجرد إشاعات».
وبجانب مركز العزل ببلدة درج، أبدى مركز العزل في مدينة غدامس الواقعة قرب الحدود مع تونس والجزائر، أسفه بأنه «لم يعد في مقدوره استقبال أي حالة جديدة مصابة بالفيروس، وتحتاج إلى الإيواء داخل المركز نظراً للنقص الحاد في الأكسجين». وحض المركز المواطنين على ضرورة التشدد في الالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، مطالباً بسرعة مساعدته لتجاوز هذه المحنة.
وفيما يتعلق باللقاحات، جدد الاتحاد الأوروبي دعم ليبيا في مواجهة وباء «كوفيد - 19»، مشيراً إلى أنه ساهم مع وزارة التنمية الألمانية والسفارة الألمانية لدى البلاد في دعم منظمة «يونيسف» ووزارة الصحة الليبية لضمان استعداد القطاع الصحي للاستجابة لاحتياجات الليبيين في التصدي للجائحة.
ولفتت بعثة الاتحاد لدى ليبيا إلى أن حملة التلقيح الوطنية الاستثنائية التي أطلقتها «يونيسف» ووزير الصحة الليبي في مدينة بنغازي منتصف الأسبوع الماضي، للتطعيم الشامل ضد الفيروس تم دعمها بـ6480 جرعة لقاح.
وارتفع العدد التراكمي إلى 305 آلاف مصاب بـ«كورونا» في عموم ليبيا منذ ظهور الفيروس بحسب بيانات المركز الوطني لمكافحة الأمراض، وتظل النسبة الأكبر من الإصابات في مدن غرب ليبيا. وسبق لعبد الباسط سميو مدير إدارة التطعيمات بالمركز، أن ذكر أن إجمالي المطعمين بالجرعة الأولى للقاحات «كورونا» تجاوز مليوناً و31 ألف مطعم في جميع البلاد، لافتاً إلى أن مراكز التطعيم تواصل تلقيح المواطنين بلقاح «سينوفارم» كجرعة أولى، و«أسترازينيكا» كجرعة ثانية.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.