مصر: اكتشاف بقايا ضاحية سكنية وتجارية بالإسكندرية (صور)

تعود للعصرين اليوناني الروماني

موقع اكتشاف بقايا الضاحية في الأسكندرية
موقع اكتشاف بقايا الضاحية في الأسكندرية
TT
20

مصر: اكتشاف بقايا ضاحية سكنية وتجارية بالإسكندرية (صور)

موقع اكتشاف بقايا الضاحية في الأسكندرية
موقع اكتشاف بقايا الضاحية في الأسكندرية

أعلن المجلس الأعلى للآثار المصرية عن اكتشاف بقايا ضاحية سكنية وتجارية ترجع للعصرين اليوناني والروماني، بمنطقة آثار الشاطبي بالإسكندرية، توضح طبيعة الحياة في العاصمة المصرية خلال تلك الفترة.

وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحافي، اليوم الجمعة، إن «الكشف يلقي الضوء على الأنشطة المختلفة التي كانت تتم عند الأسوار الخارجية للعاصمة المصرية في العصرين اليوناني والروماني، حيث تضم المنطقة المكتشفة أماكن لاستراحة المسافرين، وزائري المدينة أثناء فترة انتظارهم لحين الحصول على التصاريح اللازمة للدخول، إضافة إلى أماكن لفحص وتحديد الضرائب على السلع الواردة للمدينة من جهة الشرق».

وقال إبراهيم مصطفى، رئيس البعثة، إن «اللقى الأثرية المكتشفة بهذه الضاحية تشير إلى أنها كانت مرتبطة بشكل كبير بحركة التجارة الوافدة إلى المدينة وأنشطة الصيد وصناعة الأدوات المرتبطة بها، حيث إن أغلب المكتشفات في ورشة صناعة التماثيل تشير إلى أن أغلب زبائن هذه الورشة كانوا من الصيادين، وهو ما أظهرته تماثيل المعبودات المرتبطة بالصيد التي تم العثور عليها، إضافة إلى تماثيل الأبطال الأسطوريين والإسكندر الأكبر، التي اعتبرت تمائم لرعاية المحاربين، كما ارتبطت المنطقة ببيع القرابين وأواني النذور التي كانت تقدم عادة للمتوفين في مقابرهم بالجبانة الشرقية».

وتعد جبانة الشاطبي أقدم مقابر أثرية بالإسكندرية، حيث شُيدت بعد تأسيس المدينة مباشرة عام 332 قبل الميلاد، واستخدمت لفترة طويلة تظهر من خلال تطور معمار المقابر بدءاً من آبار الدفن مروراً بممرات الدفن وحتى ما يعرف بـ«الهيبوجيوم»، وهي عبارة عن مجموعة من الحجرات الواقعة تحت الأرض والمنحوتة في باطن الصخر تفتح على مساحة مفتوحة كان يقام فيها الطقوس الجنائزية، وضمت بعض الحجرات توابيت ضخمة على شكل سرير، وإن كانت أغلب الدفنات عبارة عن فجوات مستطيلة منحوتة في الجدران.

من جانبه أشار الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، إلى أن «البعثة المصرية العاملة بمنطقة الشاطبي كشفت ما يزيد عن 40 بئراً للمياه منحوتة في الصخر، إضافة إلى شبكة ضخمة من الصهاريج النفقية مغطاة بطبقة من الملاط الوردي لتخزين مياه الآبار، والأمطار، والفيضان لاستخدامها في مواسم الجفاف، وعثر بداخل هذه الآبار والصهاريج على عدد من الأواني الفخارية والمسارج وبعض التماثيل، وهو ما يشير إلى الكثافة السكانية في هذه المنطقة».

بدورها أوضحت الدكتورة نادية خضر، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري أن «البعثة عثرت على بقايا مقصورة بها حوض ربما تم تكريسها للمعبودتين أثينا وديميترا، آلهة الصيد والصيادين، حيث عثرت البعثة على أجزاء من تماثيل لهما، إضافة إلى بقايا حجرة بجانب المقصورة، تحتوي على مجموعة من الأفران الصغيرة التي استخدمت في حرق الأضاحي والطهي للقائمين على المقصورة، وبقايا أمفورات وأجران صغيرة لتخزين الحبوب».

وأظهرت الدراسات الأولية على الضاحية المكتشفة أنها كانت تتكون من شارع رئيسي تتعامد عليه شوارع فرعية، ترتبط جميعها بشبكة صرف صحي، وأن المنطقة استخدمت خلال الفترة ما بين القرنين الثاني قبل الميلاد، والرابع بعد الميلاد.
وأشار مصطفى إلى أن «أعمال الحفائر بالموقع استمرت على مدار تسعة أشهر كاملة، ويجري حالياً العمل على توثيق الموقع باستخدام التصوير ثلاثي الأبعاد وتقنيات الرفع الطبوغرافي الحديثة»، وقال إنه «من المقرر نقل اللقى الأثرية إلى معامل الترميم التابعة للوزارة لإجراء أعمال الترميم اللازمة لها ومحاولة إعادة تجميع بقايا التماثيل المكتشفة».

وكشف الدكتور خالد أبو الحمد، مدير عام آثار الإسكندرية، أن «الدراسات أثبتت أن الضاحية المكتشفة كانت تحتوي على سوق تجارية به ورش ومحال لبيع أواني النذور وصناعة وبيع التماثيل للمعبودات والأبطال الأسطوريين والأباطرة والمشاهير، حيث تم العثور على قوالب لصناعة هذه التماثيل وتمثال نصفي من الألباستر رائع الصنع لأحد الأباطرة الرومان».
وتضمن الكشف عدد كبير من بقايا أمفورات وتمائم ومشغولات معدنية وما يقرب من 700 عملة أثرية وأطباق وأوانٍ مختلفة الأشكال والأحجام، ومجموعة من الأدوات المرتبطة بأنشطة صناعية مثل أثقال النول وشباك الصيد.


مقالات ذات صلة

تحديد عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل مات قبل 27 ألف عام

يوميات الشرق فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)

تحديد عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل مات قبل 27 ألف عام

حدَّد باحثون بريطانيون عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل قديم أثار اهتماماً واسعاً عند اكتشافه لامتلاكه خصائص مشتركة بين البشر الحديثين وإنسان «نياندرتال» البدائي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق القطع الأثرية المصرية تحكي تاريخاً من الحضارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

طوكيو تفتح ذراعيها لـ«رمسيس وذهب الفراعنة»

يضم المعرض 180 قطعة أثرية نادرة، تبرز قيمة الملك رمسيس الثاني، أحد أعظم ملوك الفراعنة وأكثرهم تأثيراً في تاريخ مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق متحف أسوان ينتظر الترميم والتطوير (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تبدأ أعمال ترميم وتطوير متحفي أسوان والنوبة

بدأت مصر مشروع ترميم وإعادة تأهيل متحفي أسوان والنوبة بجنوب البلاد لتحسين التجربة السياحية بهما

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تمثال ثلاثي ضمن الكشف الأثري (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف تمائم وخواتم وحلي ذهبية بمعبد الكرنك

أعلنت مصر اكتشاف مجموعة من الخواتم والحلي الذهبية والتمائم بمعابد الكرنك في الأقصر، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
سفر وسياحة عرض الصوت والضوء في "قلعة قايتباي" رحلة مشوقة عبر تاريخ الإسكندرية (مجلس الوزراء المصري)

«الصوت والضوء»... رحلة حيَّة في عمق التاريخ المصري القديم

ذا كنت في رحلة سياحية في مصر، فمع حلول المساء، ستجد أن عروض «الصوت والضوء»، المتنوعة والمنتشرة في المحافظات، اختياراً مثالياً للتجول عبر الزمن

محمد عجم (القاهرة)

عارفة عبد الرسول... تُقدّم دور الأم بطريقة غير نمطية

الفنانة المصرية عارفة عبد الرسول (حسابها على فيسبوك)
الفنانة المصرية عارفة عبد الرسول (حسابها على فيسبوك)
TT
20

عارفة عبد الرسول... تُقدّم دور الأم بطريقة غير نمطية

الفنانة المصرية عارفة عبد الرسول (حسابها على فيسبوك)
الفنانة المصرية عارفة عبد الرسول (حسابها على فيسبوك)

تسعى الفنانة المصرية عارفة عبد الرسول لتقديم أنماط مختلفة من الشخصيات والنماذج الإنسانية التي تستفزُّ قدراتها ممثلةً؛ إذ تستند إلى خبرات مسرحية متراكمة ساعدتها على صقل موهبتها منذ بداياتها الفنية.

وتشارك عارفة في سباق الموسم الدرامي الحالي عبر مسلسل «عقبال عندكوا»، الذي تلعب بطولته إيمي سمير غانم وحسن الرداد.

يتناول المسلسل خلافات ومشكلات زوجية في إطارٍ كوميدي ساخر. قدّمت فيه عارفة واحدة من أكثر شخصيات العمل لفتاً للانتباه، فما الذي أثار حماسها لخوض تلك التجربة؟

توضح لـ«الشرق الأوسط»، أن حلقات العمل «منفصلة متصلة»، فهناك إطار عام للحبكة الرئيسية من خلال قصص وشخصيات متعدّدة. وأعجبتها فكرة تقديم شخصيات عدّة مختلفة لنماذج الأم العصرية والقديمة والريفية، فضلاً عن نموذج «الأم الشعبية» الذي قدمته عبر أكثر من حلقة بملامح مختلفة، من حيث نبرة الصوت والأزياء وطريقة الكلام، وهو ما جاء بمنزلة تحدٍّ قرّرت أن تخوضه بشغف وحماس.

الفنانة المصرية عارفة عبد الرسول (حسابها على فيسبوك)
الفنانة المصرية عارفة عبد الرسول (حسابها على فيسبوك)

ولفتت إلى أن العمل يحمل شيئاً من رائحة المسلسل الشهير «هو وهي»، الذي لعبت بطولته «السندريلا» سعاد حسني وأحمد زكي، إنتاج عام 1985، فضلاً عن التفاهم و«الكيمياء» اللذين يجمعانها مع مخرج العمل علاء إسماعيل. مشدَّدة على أن تقديم النماذج التقليدية للأم العربية التي تُسدي النصائح لأولادها طوال الوقت لا يستهويها، موضحة أنها تحبُّ تقديم شخصية الأم التي ربما تكشف عن حنانها بطريقة غير مباشرة، وقد تستعمل الشِّدة مع الفكاهة.

لقطة من مسلسل «عقبال عندكوا» (حسابها على فيسبوك)
لقطة من مسلسل «عقبال عندكوا» (حسابها على فيسبوك)

وعن كواليس التَّعاون مع إيمي سمير غانم وحسن الرداد، قالت إنهما من أكثر النماذج الفنية التي التقتها جمالاً وطيبة قلب، لا سيما إيمي التي كانت تمازحها طوال الوقت، وتربِّتُ على كتفيها، وتخشى عليها من البرد، حتى شعرت بأنها ابنتها في الواقع.

وتحدّثت عن نشأتها في حي الحضرة الشَّعبي بالإسكندرية، وما تركه من أثر بالغ في أدائها التمثيلي، موضحة أنها التقت في هذا الحيِّ نماذج إنسانية كثيرة، سواء في البيوت أم الطرقات أم في الأسواق، فاختزنتها ذاكرتها لتستفيد منها لاحقاً في كل شخصية قدّمتها خلال مسيرتها التمثيليّة.

عارفة عبد الرسول تسعى لتقديم أدوار غير نمطية (حسابها على فيسبوك)
عارفة عبد الرسول تسعى لتقديم أدوار غير نمطية (حسابها على فيسبوك)

نشأت عارفة تمثيلياً في رحاب المسرح «أبو الفنون»، وأوضحت أنها تدين له بأي نجاح حققته لاحقاً؛ ففيه تعلمت أموراً كثيرة مثل التحكم في طبقة الصوت بدقة، ومعرفة نقاط القوة والضعف في أدائها التمثيلي فتراهن على الأولى، وتعمل على تقوية ضعفها والحذر منه.

وفيما يتعلق بمشاركتها في بطولة المسلسل الكوميدي الشهير «اللعبة» بمواسمه المتعددة، بطولة هشام ماجد وشيكو، أوضحت أن فريق العمل أصبح مثل «عائلة واحدة»، وكواليس التمثيل فيه رائعة جداً، لذا فهي تتمنّى أن يستمرّ العمل بمواسم جديدة.

بوستر مسلسل «عقبال عندكوا» (حسابها على فيسبوك)
بوستر مسلسل «عقبال عندكوا» (حسابها على فيسبوك)

ورداً على اتهام بعضهم للموسم الدرامي الحالي بأنه يجنح بشكل مبالغ فيه للعنف والبلطجة، ويشوه صورة المرأة، قالت، إن الدراما بطبيعتها فنّ يقوم على النماذج الشريرة وغير السَّوية، وكما تقدم نماذج مشوهة للمرأة، فإنها تقدم أيضاً نماذج رائعة ومثيرة للإعجاب.