لياقة كيفن دي بروين البدنية مصدر قلق دائم لمانشستر سيتي

صانع الألعاب البلجيكي تعرض لعدد من الإصابات وقد يغيب بعض الوقت عن حامل اللقب

TT

لياقة كيفن دي بروين البدنية مصدر قلق دائم لمانشستر سيتي

تعرض نجم مانشستر سيتي، كيفن دي بروين، لكسر في الجمجمة ومحجر العين خلال المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام تشيلسي الموسم الماضي، وبعد عودته من تلك الإصابة القوية تعرض لإصابة أخرى بتمزق في أربطة الكاحل. لقد أمضى اللاعب البلجيكي الصيف وهو يعاني من عدد من الإصابات، ولم يتعاف تماما حتى الآن.
وبدأ دي بروين مشواره في الدوري الإنجليزي الممتاز بنفس الطريقة التي انتهى بها مشواره مع منتخب بلاده في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020 في ظل الشكوك التي تحيط بلياقته البدنية والذهنية. لقد تعافى دي بروين من الإصابة في وقت أسرع من المتوقع - وهو موضوع متكرر آخر – ليشارك في آخر 12 دقيقة من المباراة التي خسرها مانشستر سيتي أمام توتنهام في الجولة الافتتاحية للموسم الجديد. لكنه غاب عن التدريبات بعدها، ولم يكن لائقا تماما للمشاركة في المباراة التي سحق فيها مانشستر سيتي نظيره نوريتش سيتي بخماسية نظيفة في الجولة الثانية من المسابقة.
ورغم أن ملعب الاتحاد كان ممتلئا عن آخره بالجماهير للمرة الأولى منذ المباراة التي تألق فيها دي بروين بشكل لافت للأنظار أمام وستهام في فبراير (شباط) 2020، فإن النجم البلجيكي لم يشارك أمام نوريتش بسبب عدم جاهزيته، التي أصبحت مشكلة كبيرة ومصدر قلق دائم للمدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا. وبعد الإصابة التي تعرض لها دي بروين في الوجه بعد اصطدامه بالمدافع الألماني الصلب أنطونيو روديغر في نهائي دوري أبطال أوروبا، تعرض لإصابة أخرى في المباراة التي فازت فيها بلجيكا على البرتغال في يورو 2020 وترك الملعب وهو يعرج. ومع ذلك، شارك دي بروين في مباراة الدور ربع النهائي أمام إيطاليا بعد خمسة أيام، لكنه لعب وهو يعاني من تمزق في الأربطة. وقال غوارديولا: «كيفن يعاني من مشكلة صغيرة في كاحله».
وخلال الموسم الماضي أيضا، غاب دي بروين عن عدد من المباريات بسبب الإصابة. لقد استعان به غوارديولا في الدقائق الأخيرة أمام توتنهام في محاولة لتجنب الخسارة، لكن الحقيقة هي أنه بات من الواضح أنه يتعين على غوارديولا أن يدرس جيدا المباريات التي يجب على دي بروين المشاركة فيها. وقال المدير الفني لمانشستر سيتي: «يجب أن يكون لائقاً، ويجب أن يكون جيداً. في سن معينة دائما ما يعاني اللاعبون من ألم مزعج. أنت تلعب بحرية كبيرة، ثم تتعرض لبعض الصعوبات في مسيرتك الكروية».
وسوف يلعب منتخب بلجيكا في تصفيات كأس العالم في سبتمبر (أيلول) المقبل، وقال غوارديولا عن ذلك: «أود أن يذهب كل اللاعبين للمشاركة مع منتخبات بلادهم عندما يكونون جاهزين، وإلا فسيبقون هنا إذا كانوا غير لائقين أو مصابين».
وخلال الأسبوع الجاري تم ترشيح دي بروين، الحائز على جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي من رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين، للحصول على جائزة أفضل لاعب في أوروبا هذا العام. لقد لعب دي بروين 68 مباراة مع ناديه ومنتخب بلاده في موسم 2017 - 2018 ومع بلوغه الثلاثين من عمره شارك النجم البلجيكي في 576 مباراة على مستوى الفريق الأول، وبالتالي لم يكن من الغريب أن يتعرض للإصابات ويعاني من مشاكل بدنية.
ولم يكن دي بروين هو اللاعب الوحيد الذي عانى من المشاركة في عدد هائل من المباريات، فبحلول نهاية يورو 2020، كان رحيم ستيرلينغ قد لعب 75 مباراة، وروبن دياش 77 مباراة في 13 شهراً، ويعود السبب في ذلك إلى جدول المباريات المزدحم بشكل كبير للغاية. ومع ذلك، وبدلاً من توجيه انتقادات لهذه الجدول الغريب للمباريات، أخبر غوارديولا لاعبيه بأنه ليس لديهم يوم واحد يضيعونه خلال مسيرتهم الكروية. وقال المدير الفني الإسباني: «المواسم متلاحقة ومرتبطة ببعضها البعض، ولا تتوقف. مسيرة اللاعبين في الملاعب قصيرة، وقد تمتد إلى 10 أو 12 أو 15 سنة. هذه هي الحقيقة للأسف. يمكنني أن أعمل كمدير فني حتى أبلغ من العمر 80 عاماً، لكن لا يمكن للاعبين أن يواصلوا اللعب حتى يبلغوا 80 عاماً. اللاعبون الذين يبلغون من العمر 26 أو 27 عاماً يمكنهم اللعب لخمس أو ست سنوات أخرى».
وأضاف «نصيحتي هي استغلال كل يوم على أفضل وجه ممكن لإطالة مسيرتك الكروية، لأنه بعد ذلك يمكنك الحصول على استراحة لمدة عام أو عامين أو ثلاثة أعوام إذا كنت ترغب في ذلك». وقال غوارديولا، الذي يبدو منتعشا بعد عودته من الراحة الصيفية: «العاملون في الطاقم الفني يحصلون على راحة لمدة خمسة أو ستة أسابيع فقط، لذلك لا يمكننا أن نشكو». ومنح غوارديولا لاعبي مانشستر سيتي الدوليين الذين شاركوا مع منتخبي إنجلترا والبرازيل في يورو 2020 وكأس أمم أميركا الجنوبية، إجازة لمدة شهر بعد المجهود الكبير الذي بذلوه خلال الصيف. وبدأ مانشستر سيتي الموسم الجديد بهزيمتين متتاليتين في كأس الدرع الخيرية والدوري الإنجليزي الممتاز، ومن الواضح أن الفريق لم يستعد عافيته بعد.
وسرد غوارديولا النقاط الجيدة في المباراة التي خسرها أمام توتنهام، قائلا: «العلاقات، والمسافات بين الخطوط، والدقة في التمرير وعدم فقدان الكرة بسهولة والحالة البدنية، والشراسة في الثلث الأخير من الملعب». وأضاف «لكن يتعين علينا الدفاع بشكل أفضل في حال فقدان الكرة وفي الكرات الثابتة. هناك آلاف الأشياء التي تتطلب العمل عليها». ولعل أول هذه الأشياء بالطبع هو العمل على دمج الوافد الجديد جاك غريليش في صفوف الفريق، خاصة أنه اللاعب الذي يمتلك المقومات والقدرات التي تؤهله للقيام بدور دي بروين في حال غيابه. لقد أشاد غريليش ودي بروين ببعضهما البعض، لكن مسيرة غريليش، المنتقل لمانشستر سيتي مقابل 100 مليون جنيه إسترليني، مع السيتيزنز بدأت بانتكاسات متتالية. لكن غريليش افتتح رصيده التهديفي في صفوف فريقه الجديد عندما هز شباك نوريتش سيتي، وكان أداؤه جيدا طوال المواجهة.
وتعهد غوارديولا بأن «الفريق سيساعد جاك على إظهار قدراته الحقيقية، وسيساعدنا هو على أن نكون الفريق الذي نريده». ولن يضم مانشستر سيتي المهاجم البولندي الخطير روبرت ليفاندوفسكي، رغم كل التكهنات في هذه الصدد، حيث قال المدير الفني السابق لبايرن ميونيخ عن ليفاندوفسكي: «سيبقى في بايرن ميونيخ».


مقالات ذات صلة

كايل ووكر منزعج من كبوة مانشستر سيتي

رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

كايل ووكر منزعج من كبوة مانشستر سيتي

شدّد كايل ووكر، مدافع مانشستر سيتي، على ضرورة التخلص من هذه الهزيمة، والتركيز على الأساسيات بعد الخسارة صفر - 4 أمام توتنهام في الدوري الإنجليزي الممتاز، السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الحزن كان واضحاً على لاعبي السيتي (أ.ب)

كيف أذهل توتنهام مانشستر سيتي؟

في نهاية أسبوعين غريبين بالنسبة لتوتنهام هوتسبير، ستكون الصورة المميزة هي أنجي بوستيكوغلو، وهو يرفع قبضته منتصراً في الهواء على خط التماس في «ملعب الاتحاد».

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (إ.ب.أ)

غوارديولا: كرة القدم مزاج... علينا استعادة الثقة قبل مواجهة فينورد

تعهد الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي بأن يعمل ولاعبوه بجد لإنهاء سلسلة الهزائم المتتالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم مدرب يونايتد: سأكون صارماً عندما يتطلب الأمر

يُعرف روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد الجديد بقدرته على التواصل مع اللاعبين وهو أمر يقول كثيرون إن سلفه إريك تن هاغ كان يفتقده.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية  توماس بارتي لاعب أرسنال محتفلا بهدفه في مرمى نوتنغهام فورست (رويترز)

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

بعد تعثره بتعادلين أمام تشيلسي وليفربول وخسارتين أمام بورنموث ونيوكاسل يونايتد في الجولات الأربع الماضية، وضع فريق آرسنال حداً لنتائجه السلبية في الدوري

«الشرق الأوسط» (لندن)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».