تركيا تباشر سحب قواتها من أفغانستان

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)
TT

تركيا تباشر سحب قواتها من أفغانستان

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)

أعلنت وزارة الدفاع التركية أمس (الأربعاء) أنها باشرت سحب قواتها من أفغانستان، متخليّة على ما يبدو عن خطّتها للمساعدة في تأمين مطار كابل بعد انسحاب القوات الأميركية في نهاية أغسطس (آب) الحالي.
وقالت الوزارة في بيان إنّ «أفراد القوات المسلّحة التركية الذين يقومون بمهمة في مطار حامد كرزاي في أفغانستان بدأوا بالمغادرة» عائدين إلى بلدهم، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
ونشرت تركيا في أفغانستان 500 جندي أدّوا مهام غير قتالية في إطار مهمة حلف شمال الأطلسي التي تم التخلي عنها حالياً في البلاد. وكانت أنقرة أجرت مؤخراً مفاوضات مع كل من واشنطن وحركة «طالبان» بشأن إمكان مساهمتها في تأمين مطار كابل بعد انسحاب القوات الأميركية المقرر إنجازه الثلاثاء. وذكر مسؤولون أميركيون أنّ هذه المحادثات كانت متواصلة الأسبوع الماضي.
لكنّ سيطرة «طالبان» السريعة على العاصمة الأفغانية شكّلت ضربة لخطط تركيا، وحرمتها بالتالي من ورقة ضغط مهمة في علاقاتها المضطربة مع واشنطن.
وأكّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن أنقرة لا تزال مهتمة بلعب دور في أفغانستان وترك قنوات الاتصال مفتوحة مع قادة «طالبان». وقال تزامناً مع الإعلان عن سحب جنوده من كابل إنّه «من المهمّ أن تستقرّ أفغانستان». وتابع: «ستواصل تركيا التحاور مع كافة الأطراف في أفغانستان في إطار تحقيق هذا الهدف».
بدوره، قال المتحدّث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين في تغريدة على «تويتر» إنّ «تركيا ستواصل المساهمة بكل السبل في سلام الشعب الأفغاني وازدهاره».
وتركت وزارة الدفاع التركية الباب مفتوحاً أيضاً لخيار القيام بدور أمني في كابل في مرحلة ما. وأفادت بأن «تركيا ستبقى مع الشعب الأفغاني طالما أراد ذلك»، مشيرة إلى أن الجنود متمركزون في المطار منذ ستّ سنوات.
وتعرّض إردوغان لضغوط سياسية شديدة داخلياً من أجل عدم استقبال المهاجرين الذين قد يأتون من أفغانستان مع صعود «طالبان» إلى السلطة.
وتستضيف تركيا أكثر من أربعة ملايين مهاجر معظمهم سوريون، بموجب اتفاق أبرم في 2016 وساهم في وضع حد لأزمة الهجرة التي شهدها الاتحاد الأوروبي.
وتشيّد تركيا جداراً على طول حدودها الشرقية مع إيران لمنع دخول الأفغان الساعين للتوجه إلى أوروبا. وأكّد إردوغان أنّ بلاده باتت تستقبل نحو خمسة ملايين مهاجر ولم يعد بإمكانها استقبال المزيد.
وقال الرئيس التركي السبت: «لا يمكننا تحمّل العبء الإضافي للهجرة من سوريا أو أفغانستان».
وذكر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الثلاثاء أن أنقرة أجلت 1404 أشخاص من أفغانستان، 1061 منهم مواطنون أتراك. وأشار إلى وجود نحو مائتي تركي فقط يرغبون بمغادرة كابل، فيما أبلغ نحو 3 آلاف مواطن تركي مسؤولي السفارة بأنهم يفضلون البقاء.
وأفادت وزارة الدفاع الأربعاء أنّها أجلت 1129 شخصاً «بطائراتها»، من دون أن توضح سبب تباين أرقامها مع تلك التي أعلنها تشاوش أوغلو.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».