أطواق أمنية في بغداد لتأمين اجتماعات «التعاون والشراكة»

«مكافحة الإرهاب» يلاحق بقايا «داعش» في مناطق مختلفة

القوات العراقية تلاحق بقايا «داعش» (واع)
القوات العراقية تلاحق بقايا «داعش» (واع)
TT

أطواق أمنية في بغداد لتأمين اجتماعات «التعاون والشراكة»

القوات العراقية تلاحق بقايا «داعش» (واع)
القوات العراقية تلاحق بقايا «داعش» (واع)

تتواصل وتيرة الإجراءات والترتيبات الأمنية التي تقوم بها السلطات العراقية لتأمين «مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة» المقرر انعقاده في العاصمة بغداد بعد غد السبت.
وفيما اعتبر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أمس (الأربعاء)، أن «مؤتمر بغداد سيكون تتويجاً لجهود العراق دبلوماسياً، وتأكيداً لحرص الحكومة على تطوير علاقات العراق الخارجية»، قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، لوكالة الأنباء الرسمية (واع)، إن «القوات الأمنية أكملت استعداداتها وأطواقها الأمنية والعمل على إعداد خطط كفيلة بأن تحمي الأهداف الحيوية». وأشار إلى أن «القوات الأمنية تقوم بإجراءات حيوية وكبيرة من حيث وضع الخطط لتأمين دواخل بغداد ومخارجها». وأضاف الخفاجي أن «العراق مقبل على مؤتمر دولي، وهو رسالة واضحة إلى العالم والمستثمرين بأنه بلد يتمتع باستقلالية وأجواء صالحة للاستثمار والبناء».
ويتوقع مشاركة زعماء دول جوار العراق، باستثناء سوريا، وهي: الأردن، والكويت، وتركيا، وإيران، والمملكة العربية السعودية، إضافة إلى مشاركة دول بعيدة مثل فرنسا ومصر وقطر والإمارات.
وفي سياق أمني آخر، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، أمس (الأربعاء)، عن عمليات أمنية متفرقة نفّذها جهاز مكافحة الإرهاب في إطار جهوده المتواصلة بملاحقات بقايا تنظيم «داعش» التي ما زالت تشكل تهديداً على أمن البلاد. وذكر رسول، في بيان، أن «تشكيلات مكافحة الإرهاب نفذت واجبات نوعية في مُحافظات عدة قُتل فيها عناصر من (داعش) وأُلقي القبض على 7 آخرين». وأضاف أنه واستناداً إلى معلومات استخبارية من الجهاز «نفّذت طائرات القوة الجوية العراقية ضربة جوية أسفرت عن قتل عُنصرين إرهابيين يشغلان منصبين قياديين في عصابات (داعـش) الإرهابية بالقُرب من بحيرة نارين - في مُحافظة ديالى».
وطبقاً لبيان الناطق باسم القائد العام، فإن عمليات جهاز مُكافحة الإرهاب امتدت على رقعة واسعة في بغداد ومحافظات أخرى، حيث تمكن من «أربعة إرهابيين في مناطق الطارمية وأبو غريب وحي الفرات والرضوانية في بغداد». ونفذ كذلك عمليات متفرقة في «محافظات الأنبار ونينوى وكركوك، أسفرت عن إلقاء القبض على 3 إرهابيين».
ورغم العمليات العسكرية المتواصلة ضد تنظيم «داعش»، فإنه ما زال يشكل هاجساً أمنياً مقلقاً في البلاد، خاصة مع وجود بقاياه في المناطق الوعرة والبعيدة عن مراكز المدن وانطلاقه من هناك لتنفيذ أعماله المسلحة ضد القوات الأمنية، وقد نجح، الجمعة الماضية، في شن هجوم على قوات من «الحشد الشعبي» وتمكن من قتل ثلاثة من جنوده.
وفي محافظة نينوى، تمكنت الاستخبارات العسكرية، أمس، من إلقاء القبض على 4 مطلوبين وفق المادة 4 إرهاب، طبقاً لبيان خلية الإعلام الأمني الرسمية.
وتحدث بيان الخلية عن ورود «معلومات دقيقة إلى شعبة استخبارات الفرقة 15، أكدت وجود أربعة إرهابيين من المطلوبين للقضاء وفق المادة 4 إرهاب في قرى كركافر وسهل المانع بناحية زمار غربي نينوى وألقي القبض عليهم».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.