مواجهات «أقل حدة» على الحدود مع غزة

الفصائل توجّه بتجنب الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي

غاز مسيل للدموع أطلقته القوات الإسرائيلية في خان يونس أمس صوب المتظاهرين والصحافيين (أ.ف.ب)
غاز مسيل للدموع أطلقته القوات الإسرائيلية في خان يونس أمس صوب المتظاهرين والصحافيين (أ.ف.ب)
TT

مواجهات «أقل حدة» على الحدود مع غزة

غاز مسيل للدموع أطلقته القوات الإسرائيلية في خان يونس أمس صوب المتظاهرين والصحافيين (أ.ف.ب)
غاز مسيل للدموع أطلقته القوات الإسرائيلية في خان يونس أمس صوب المتظاهرين والصحافيين (أ.ف.ب)

نظمت الفصائل الفلسطينية، أمس، مهرجاناً شعبياً قرب الحدود مع قطاع غزة، رفضاً للحصار الإسرائيلي على القطاع، وكان «أقل حدة» قياساً بمهرجان السبت الماضي، الذي تحوّل إلى ساحة مواجهات عنيفة على أرض مخيم «ملكة» شرقي مدينة غزة.
وشاركت جماهير واسعة في التجمع الذي أقيم في محافظة خان يونس جنوبي القطاع، وبخلاف المهرجان السابق، وجّهت الفصائل، المتظاهرين، إلى تجنب الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي الذي أطلق الرصاص والغاز صوب متظاهرين حاولوا الاقتراب من الحدود، ونجح فلسطينيون في قص السياج وأصيب 3 منهم بالاختناق جراء الغاز المسيل للدموع. وقالت القناة 13 الإسرائيلية، بعد نحو ساعة على إطلاق المهرجان، أن «الوضع مسيطر عليه».
وكانت الفصائل اجتمعت قبل المهرجان وقررت ضبط الحدود والاقتصار على فعاليات المهرجان دون اشتباكات واسعة مع الجيش. وقال سهيل الهندي، عضو المكتب السياسي لـ«الجهاد الإسلامي»، إن رسالة الفصائل في المهرجان «أنه لا يمكن بأي حال أن نعود للمربع الأول من الحصار، ولا بد أن يُرفع الحصار فوراً عن قطاع غزة».
وأضاف: «رسالة غزة اليوم هي رفع الحصار السافر عن سكان القطاع واستمرار الواقع الحالي لن نصبر عليه».
وجاء المهرجان ضمن خطة وضعتها الفصائل من أجل تصعيد متدرج، لكنها عادت وقررت تخفيض التوتر، بعدما احتجت مصر بشدة على التصعيد الذي راح يخرب جهودها من أجل الوصول إلى هدنة طويلة. وغضبت مصر بسبب أن «حماس» نفّذت خطتها بالتصعيد المتدرج، رغم وعود قطعتها للقاهرة بأن المسيرات لن تتسبب في أي تصعيد.
وبدأت «حماس»، السبت، مسيرات شعبية على الحدود، قادت إلى مواجهات وإطلاق رصاص متبادل قبل أن تقوم إسرائيل بقصف غزة، ثم ترسل «حماس» بالونات حارقة، الاثنين، وتعاود إسرائيل قصف القطاع الثلاثاء. وقصفت إسرائيل مواقع تابعة لحركة حماس في قطاع غزة، رداً على إطلاق البالونات في تطور غير مفاجئ، لكنه رفع مستوى التوتر على عدة أصعدة، بعد أن بدا أن هناك انفراجة في المفاوضات عندما أعلنت قطر والأمم المتحدة اتفاقاً لنقل الأموال القطرية للعائلات المحتاجة في غزة.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن مصر نقلت رسالة إلى إسرائيل أبلغتها فيها أن الأمور يجب أن تسير بهدوء نسبي. ونقلت الإذاعة عن مصادر أمنية إسرائيلية، قولها، إن «حماس» ستوقف التظاهرات العنيفة على السياج الحدودي. ووفقاً للمصادر ذاتها، فإنه بعد ما جرى على الحدود السبت الماضي، شعرت مصر بالحرج، ولذلك أغلقت معبر رفح الذي يتوقع أن يُعاد فتحه إذا مضت الأمور على خير.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.