بكين تندد بمحاولة واشنطن تسييس تحقيق منشأ «كورونا»

استبقت صدور تقرير استخباراتي أميركي «غير حاسم»

موظف يعقم محيط مستشفى ووهان في فبراير الماضي (أ.ب)
موظف يعقم محيط مستشفى ووهان في فبراير الماضي (أ.ب)
TT

بكين تندد بمحاولة واشنطن تسييس تحقيق منشأ «كورونا»

موظف يعقم محيط مستشفى ووهان في فبراير الماضي (أ.ب)
موظف يعقم محيط مستشفى ووهان في فبراير الماضي (أ.ب)

انتقدت الصين، أمس (الأربعاء)، «تسييس» الولايات المتحدة لمساعي التوصل إلى منشأ فيروس «كورونا»، وطالبت بإجراء تحقيق بشأن مختبر عسكري أميركي كمصدر محتمل للفيروس، وذلك قبل أيام قليلة من نشر تقرير المخابرات الأميركية بخصوص منشأ «كورونا»، كما ذكرت «وكالة رويترز».
ويهدف التقرير الأميركي إلى تسوية وجهات نظر متباينة لوكالات المخابرات التي تدرس نظريات مختلفة، إزاء كيفية ظهور الفيروس، ومنها نظرية كانت قد رُفضت في السابق، وتفيد بأنه تسرّب من مختبر صيني.
وقال فو كونغ، المدير العام لإدارة السيطرة على الأسلحة التابعة لوزارة الشؤون الخارجية الصينية، في إفادة صحافية: «جعل الصين كبش فداء لا يمكن أن يبرئ ساحة الولايات المتحدة».
ورفضت بكين مرة أخرى، أمس، إجراء أي تحقيق جديد لـ«منظمة الصحة العالمية» على أراضيها، حول حادث المختبر. واعتبر كونغ أن «الصين لا تحتاج إلى إثبات براءتها».
وقال للصحافيين: «إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد أن الصين مذنبة، يتعين عليها أن تقدم أدلة». وتستبعد الصين بشدة أن يكون الفيروس قد تسرب من أحد مختبراتها، ساخرة من نظرية تقول إن الفيروس أفلت من مختبر بمدينة ووهان الصينية، حيث ظهرت عدوى «كوفيد - 19»، في أواخر عام 2019 لتتسبب في الجائحة.
ولمحت بكين بدلاً من ذلك إلى أن الفيروس تسرب من مختبر في «فورت ديتريك» بولاية ماريلاند الأميركية عام 2019. وقال فو: «العدالة تقتضي أنه إذا كانت الولايات المتحدة تصر على أن هذه فرضية سليمة، فينبغي لهم أن يقوموا بدورهم، وأن يطلبوا التحقيق بشأن مختبراتهم».
وكان فريق مشترك من «منظمة الصحة العالمية» والصين قد زار مختبر ووهان لعلم الفيروسات، لكن الولايات المتحدة قالت إن لديها بواعث قلق بشأن مدى حرية الوصول إلى البيانات التي أُتيحت للتحقيق.
في المقابل، ذكرت تقارير إعلامية أميركية، أمس، أن التقييم الذي طلبه الرئيس الأميركي جو بايدن من أجهزة الاستخبارات حول منشأ فيروس «كورونا» فشل في حسم هذه القضية.
وكان بايدن قد أمر، في نهاية مايو (أيار)، أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة بـ«مضاعفة جهودها» لتوضيح منشأ «كوفيد - 19»، بعدما فشل عملها حتى الآن في تحديد ما إذا كان الفيروس حيواني المنشأ أو تسرب من مختبر صيني في ووهان، وبتقديم تقرير خلال 90 يوماً.
وتلقى بايدن تقريراً صُنّف بغاية السرية الثلاثاء، لكن الوثيقة لا توفر نتائج حاسمة. فرغم بحثهم وتحليلهم، لم يتمكن مسؤولو الاستخبارات من التوافق على تفسير قاطع، على ما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولَيْن أميركيين اثنين لم يتم الكشف عن هويتهما. ويعود أحد الأسباب في ذلك إلى أن الصين لم تقدم معلومات كافية، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، التي نقلت ذلك أيضاً عن مسؤولين أميركيين لم تكشف عن هويتهما.
وأوضحت صحيفة «واشنطن بوست»، نقلاً عن المسؤولين أن أجهزة الاستخبارات ستحاول في الأيام المقبلة رفع السرية عن أجزاء من التقرير لإتاحته للجمهور.
سُجلت أولى الإصابات بفيروس «كورونا» في نهاية عام 2019 في ووهان، قبل أن ينتشر الوباء في جميع أنحاء العالم، ويودي حتى الآن بحياة ما لا يقل عن 4.43 مليون شخص، بحسب تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بالاستناد إلى مصادر رسمية.


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.