السودان يجدّد دعمه «المصالحة» في ليبيا

رحب بتفعيل اتفاقية تأمين الحدود لوقف الهجرة غير الشرعية

TT

السودان يجدّد دعمه «المصالحة» في ليبيا

أكد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، دعم بلاده لجميع الأطراف في ليبيا بهدف تحقيق المصالحة الوطنية، داعيا إلى ضرورة تفعيل دور القوات المشتركة بين البلدين لتأمين الحدود، والحد من الهجرة غير الشرعية.
وأبدى حميدتي لدى لقائه بالخرطوم أمس نائب رئيس المجلس الليبي، موسى الكوني، رغبة السودان في التعاون والتنسيق مع ليبيا في جميع المجالات من أجل تعزيز الاستقرار في البلدين.
وقال وكيل وزارة الخارجية الليبي، محمد خليل عيسى، في تصريحات صحافية عقب اللقاء، إن السودان رحب بتفعيل الاتفاقية الرباعية لحماية الحدود، والحد من الهجرة غير الشرعية. ودعا خليل دول الجوار للمساعدة والمشاركة في دعم الاستقرار في ليبيا والسودان، مؤكدا أن الدولتين ظلتا تعانيان لفترة طويلة من الهجرة غير الشرعية، باعتبارهما دولتي عبور.
وأضاف خليل موضحا أن البلدين تربطهما علاقات، ولديهما مذكرات تفاهم واتفاقيات، ستسهم في تعزيز وتطوير العلاقات بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
من جانبه، أبدي وكيل وزارة الخارجية الليبي، رغبة بلاده في تشكيل القوات المشتركة بين دول الجوار لمراقبة الحدود والهجرة غير الشرعية. وتقدم المجلس الرئاسي في ليبيا بدعوة للحكومة السودانية للمشاركة في مؤتمر وزراء الدفاع لدول الجوار الليبي، الذي تستضيفه المغرب في سبتمبر (أيلول) المقبل، بهدف دعم الاستقرار في ليبيا والمنطقة.
من جهته، قال مدير الإدارة الأفريقية بالخارجية السودانية، السفير حسن عبد السلام عمر، إن اللقاء اتسم بالصراحة والشفافية، وتناول تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية، مؤكداً متانة العلاقات بين البلدين. ومشيرا إلى أن ليبيا أبدت رغبتها في مشاركة السودان وكل دول الجوار لدعم استقرار ليبيا والمنطقة.
ووصل الكوني إلى الخرطوم أمس على رأس وفد رفيع المستوى، في زيارة رسمية تستغرق يومين، يجري خلالها مباحثات مع عدد من المسؤولين بالدولة. وكان في استقباله بمطار الخرطوم عضو مجلس السيادة الانتقالي صديق تاور، ووزيرة الخارجية د. مريم الصادق المهدي، ووزير الداخلية الفريق أول شرطة عز الدين الشيخ، والأمين العام لمجلس السيادة الفريق الركن محمد الغالي علي يوسف، وعدد من المسؤولين، وأعضاء السفارة الليبية.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.