انطلاق أعمال المسح للكشف عن مخزونات المعادن في السعودية

قطاع التعدين يدخل مرحلة جديدة بتحليق أول طائرة تمشيط للثروة الجيولوجية في منطقة الدرع العربي

انطلاق أولى الطائرات المتخصصة في تمشيط مناطق وجود المعادن في السعودية (الشرق الأوسط)
انطلاق أولى الطائرات المتخصصة في تمشيط مناطق وجود المعادن في السعودية (الشرق الأوسط)
TT
20

انطلاق أعمال المسح للكشف عن مخزونات المعادن في السعودية

انطلاق أولى الطائرات المتخصصة في تمشيط مناطق وجود المعادن في السعودية (الشرق الأوسط)
انطلاق أولى الطائرات المتخصصة في تمشيط مناطق وجود المعادن في السعودية (الشرق الأوسط)

دخل قطاع التعدين السعودي، أمس، مرحلة جديدة مع انطلاق أعمال المسح الجيوفيزيائي في منطقة الدرع العربي بمحافظة الدوادمي (التابعة إدارياً للعاصمة الرياض)، وذلك للكشف عن المخزونات المعدنية على مساحة تصل إلى أكثر من 600 ألف كيلومتر مربع، والتي يعول عليها في جلب استثمارات جديدة في القطاع تسهم وبشكل مباشر في تحفيز الاقتصاد السعودي.
وحلقت أولى الطائرات المتخصصة في عملية التمشيط، أمس الثلاثاء في سماء الدرع العربي، بحضور المهندس خالد المديفر، نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية، نيابة عن بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة هيئة المساحة الجيولوجية، فيما ستعمل هيئة المساحة الجيولوجية على أرشفة وإدراج هذه المخرجات والتفسيرات والتقارير الفنية بقاعدة البيانات الوطنية لعلوم الأرض NGD لتوفير بيانات علوم الأرض للمستفيدين في مجالات متعددة من أهمها مجالات الاستثمار التعديني ومجالات البحث العلمي.
ويقدر إجمالي حجم الاستثمارات في مشاريع البنى الأساسية والمجمعات الصناعية التعدينية أكثر من 216 مليار ريال، أسهمت في توليد الفرص الوظيفية ورفع الناتج المحلي، ومنها 12 ألف وظيفة مباشرة في مدينة رأس الخير الصناعية، وأسهمت بـ35 مليار ريال من إجمالي الناتج المحلي، كما وفرت مشاريع وعد الشمال 30 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، ورفعت نسبة إجمالي الناتج المحلي بـ24 مليار ريال. وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية، المهندس عبد الله الشمراني، أن المملكة تُعد من أغنى دول العالم من حيث الموارد المعدنية، التي تُقدر قيمتها وفقاً لبيانات وزارة الصناعة والثروة المعدنية بنحو 5 تريليونات ريال (1.3 تريليون دولار)، والثروة المعدنية التي ستكون ثروة اقتصادية ثالثة بعد النفط والبتروكيماويات، موضحاً أن بيانات المسح ستساهم في دعم الاستكشاف المعدني، مما سيؤدي إلى تحفيز الاقتصاد وتنويع الإيرادات السعودية من خلال جذب الاستثمار في قطاع التعدين تحقيقاً لأهداف رؤية المملكة 2030.
وتلعب المنتجات المعدنية دوراً في سلاسل القيمة المضافة، ومنها الألمنيوم الذي ينتج منه قرابة 840 ألف طن ليتجاوز الطلب المحلي، في حين تبلغ صادرات الأسمدة الفوسفاتية 5.8 مليون طن سنويا لتكون السعودية ضمن أكبر 15 دولة منتجة عالميا للأسمدة، في حين تتصدر المملكة المرتبة الثامنة في إنتاج الإسمنت بطاقة إنتاجية تفوق الطلب المحلي، حيث يجري إنتاج 61 مليون طن من الإسمنت وأكثر من 350 مليون طن من «الركام - الخرسانة». ولفتت الوزارة إلى استثمار السعودية أكثر من 150 مليار ريال في «سلاسل قيمة تعدين متكاملة» بالشراكة مع القطاع الخاص، فيما يسهم قطاع التعدين بقيمة 64 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي الوطني، مشيرة إلى أن برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية NIDLP يوفر مجموعة واسعة من الفرص الاستثمارية في قطاع التعدين للشركات العاملة في القطاع مدعومة ببيئة تنظيمية قوية ممكنة، وشروط تنافسية، وسلاسل إمداد متنامية، وفرص للوصول إلى أسواق إقليمية ودولية.
وشهد قطاع التعدين نمواً متسارعاً في السنوات الأخيرة، مع تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مشروعات صناعة التعدين في عام 2016 بمدينة راس الخير، كذلك عدد من مناجم الذهب، في أنحاء المملكة ليصل عدد المناجم المنتجة إلى ستة، وبعد ذلك بعامين دشن خادم الحرمين الشريفين، المرحلة الثانية من مشروعات مدينة وعد الشمال التعدينية والتنموية، ووضع حجر الأساس للمرحلة الثالثة منها.
ولدعم القطاع، وفتح آفاق جديدة للاستثمار المحلي والأجنبي، وافق مجلس الوزراء في 2020 على نظام الاستثمار التعديني الجديد، الذي يحتوي على 63 مادة، تعزز الشفافية والاستدامة في قطاع التعدين، وحماية البيئة وتنمية المجتمعات المحلية، وخلق الفرص الوظيفية المتنوعة للمواطنين، وكذلك تطوير الخدمات التي تُقدّم للمستثمرين، السعوديين والدوليين، في مجال التعدين، وتوضيح وتيسير متطلبات الترخيص والأعمال لهم، مع تعزيز استدامة أعمال القطاع التي تتوافق مع الاستفادة من الثروات المعدنية وتطوير الصناعات فيها، وذلك بهدف زيادة إسهام قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وجعله الركيزة الثالثة للصناعة في المملكة إلى جانب صناعتي النفط والبتروكيميائيات.
وبالعودة إلى الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية، فقد قال إن الهدف من إطلاق أول طائرة للمسح الجيوفيزيائي في محافظة الدوادمي بمنطقة الرياض، يتمحور في عدة نقاط منها الحصول على البيانات الجيولوجية المتنوعة عالية الدقة للدرع العربي، والذي يغطي مساحة تصل إلى 600 ألف كم2 من مساحة المملكة العربية السعودية، كما أن هذه العمليات تهدف للكشف عن المخزونات المعدنية التي تزخر بها السعودية.
وتابع الشمراني، أن أعمال المسح الجيوفيزيائي الجوي تشتمل أعمالها على المسح الجيوفيزيائي المغناطيسي والإشعاعي الجوي لكامل الدرع العربي في السعودية، موضحاً أن الهيئة تستهدف كذلك من خلال هذه الأعمال للحصول على بيانات المغناطيسية الأرضية والطيف الإشعاعي بدقة عالية، إضافة إلى خرائط رقمية للمغناطيسية الأرضية والإشعاعية بالإضافة إلى التفسيرات الجيولوجية للخرائط المغناطيسية والإشعاعية التي تعكس أهم التراكيب الجيولوجية والسحنات الصخرية، ومن خلالها يتم تحديد وحصر أهم نطاقات بيئات التمعدن.
من جانب آخر، دعا المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين عادل الصقر، إلى تعزيز التحول الرقمي لدعم الاستدامة في قطاع التعدين بالدول العربية، وتعزيز قطاع التعدين بها بوسائل الابتكار والتقنيات الحديثة، لخلق جاذبية لتحسين مناخ الأعمال.
وأكد المدير العام للمنظمة في بيان صادر عن المنظمة بالرباط اليوم، أن التحول الرقمي في قطاع التعدين يعد حافزاً لابتكار طرق ومناهج حديثة لبناء منشآت صناعية تعدينية ذكية، متصلة وفعالة، وذلك من خلال تصميم البنية التحتية الرقمية وتعزيز مكوناتها، بدءاً من الاستكشاف حتى الإنتاج.
وشدد على ضرورة تعزيز قدرات المؤسسات العاملة في قطاع التعدين من خلال خلق توأمة رقمية تسمح بتسجيل وإنتاج نسخة رقمية لعمليات البحث والتنقيب عن الخامات المعدنية، وتوفير البيانات والعمل على تحليلها.
وأشار الصقر إلى دور المنظمة في مواكبة التوجهات العالمية الخاصة بالتحول الرقمي في قطاع التعدين، لتوفر منصة طلبات وعروض المنتجات الصناعية العربية كخدمة رقمية لدعم القطاع الصناعي والتعديني العربي، داعياً إلى الاستفادة من التجارب للدول العربية للنهوض بهذا القطاع وتعزيز مكانته الاقتصادية والاجتماعية.


مقالات ذات صلة

«صندوق الاستثمارات» يعزز انتشار العلامات السعودية في الأسواق الحرة العالمية

الاقتصاد السوق الحرة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)

«صندوق الاستثمارات» يعزز انتشار العلامات السعودية في الأسواق الحرة العالمية

اتخذ صندوق الاستثمارات العامة خطوة جديدة تعزز انتشار العلامات السعودية في الأسواق الحرة العالمية.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد جانب من العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

«بلومبرغ»: السعودية تخطط لزيادة قدرة مراكز البيانات 37 % حتى 2027

تكثف السعودية جهودها لتعزيز رقمنة اقتصادها لترسيخ مكانتها مركزاً إقليمياً للذكاء الاصطناعي؛ مما يجعلها السوق الأسرع نمواً لمراكز البيانات في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مقر السوق المالية السعودية في الرياض (أ.ف.ب)

«تداول» توافق لـ«مورغان ستانلي السعودية» بمزاولة أنشطة صناعة السوق

وافقت شركة «تداول» السعودية أن تزاول شركة «مورغان ستانلي السعودية» أنشطة صناعة السوق على ثمانية أوراق مالية مدرجة في السوقين الرئيسية والموازية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مشاريع وزارة البلديات والإسكان السعودية (الشرق الأوسط)

نسبة تملك المساكن في السعودية تقترب من مستهدفات 2030

تقترب الحكومة السعودية من تحقيق مستهدفات برنامج الإسكان؛ أحد برامج «رؤية 2030»، بعد أن حققت ارتفاعاً بنسبة تملك الأُسر المساكن إلى 63.7 في المائة.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

الاقتصاد السعودي ينمو في أعلى وتيرة من عامين

حقق الاقتصاد السعودي نمواً قوياً في الربع الرابع من عام 2024، مسجلاً أسرع وتيرة توسع فصلي خلال عامين، مدعوماً بتسارع الأنشطة غير النفطية، مما يعكس زخم التعافي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ارتفاع طفيف للنحاس في لندن بدعم من تراجع الدولار

عامل في مصهر كوديلكو فينتاناس للنحاس بتشيلي (رويترز)
عامل في مصهر كوديلكو فينتاناس للنحاس بتشيلي (رويترز)
TT
20

ارتفاع طفيف للنحاس في لندن بدعم من تراجع الدولار

عامل في مصهر كوديلكو فينتاناس للنحاس بتشيلي (رويترز)
عامل في مصهر كوديلكو فينتاناس للنحاس بتشيلي (رويترز)

تعافى النحاس في بورصة لندن للمعادن يوم الثلاثاء من خسائره المبكرة، مسجلاً ارتفاعاً طفيفاً بدعم من تراجع الدولار، إلا أن المخاوف المستمرة بشأن سياسات الرسوم الجمركية الأميركية والتوترات التجارية العالمية حدّت من مكاسبه.

وارتفعت عقود النحاس القياسية لثلاثة أشهر في بورصة لندن بنسبة 0.2 في المائة لتصل إلى 9.548 دولار للطن المتري بحلول الساعة 07:04 (بتوقيت غرينتش). في المقابل، تراجع عقد النحاس الأكثر تداولاً في بورصة شنغهاي بنسبة 0.5 في المائة إلى 78.030 يوان (نحو 10. 772.12 دولار) للطن، وفق «رويترز».

وفي أسواق العملات، برز الين الياباني بوصفه ملاذاً آمناً مفضلاً للمستثمرين، حيث لامس أعلى مستوياته في خمسة أشهر وسط تصاعد المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي الأميركي نتيجة السياسات الجمركية، مما أدى إلى تراجع الدولار وهبوط مؤشرات الأسهم الأميركية. ويُسهم ضعف الدولار في جعل السلع الأساسية المقومة به، مثل النحاس، أكثر جاذبية للمشترين من حاملي العملات الأخرى.

وفي سياق متصل، تجنّب الرئيس الأميركي دونالد ترمب التعليق على ردود الفعل السلبية للأسواق تجاه سياساته الجمركية المتقلبة، وسط تزايد المخاوف من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى زعزعة استقرار الاقتصاد الأميركي المترهل ودفعه نحو الركود.

من جانبها، حذّرت ناتالي سكوت غراي، كبيرة محللي المعادن في «ستون إكس»، قائلة: «على المدى الطويل، قد تؤدي التغيرات في طرق التجارة وأي ردود فعل انتقامية على الرسوم الجمركية إلى صدمات اقتصادية وعدم يقين في الاستثمارات، ما يشكل رياحاً معاكسة لأسواق المعادن، لا سيما إذا تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين».

وأضافت: «الوضع الاقتصادي في الصين اليوم أكثر غموضاً مقارنة بفترة الرسوم الجمركية السابقة».

تجدر الإشارة إلى أن الصين تستهلك نحو نصف الإمدادات العالمية من النحاس سنوياً، مما يجعلها لاعباً رئيسياً في سوق المعادن.

أداء المعادن الأخرى

شهدت أسواق المعادن الأساسية تبايناً في الأداء بين بورصتي لندن وشنغهاي، حيث تراجع الألمنيوم في بورصة لندن للمعادن 0.02 في المائة إلى 2693.5 دولار للطن، بينما انخفض في بورصة شنغهاي للعقود الآجلة 0.1 في المائة إلى 20845 يواناً.

في المقابل، ارتفع الزنك 0.3 في المائة في بورصة لندن إلى 2866 دولاراً للطن، في حين خسر 0.08 في المائة في شنغهاي ليستقر عند 23840 يواناً.

أما النيكل، فقد حقق مكاسب وارتفع بنسبة 0.2 في المائة في لندن إلى 16580 دولاراً، في حين ارتفع بنسبة واحد في المائة في شنغهاي إلى 132990 يواناً. وانخفض الرصاص بنسبة 0.2 في المائة في لندن إلى 2044 دولاراً، وبنسبة 0.09 في المائة في شنغهاي إلى 17400 يوان.

وفيما يتعلق بالقصدير، فقد ارتفع في لندن بنسبة 0.2 في المائة إلى 32720 دولاراً، وارتفع قليلاً بنسبة 0.1 في المائة في شنغهاي إلى 263030 يواناً.