مهنة وكلاء اللاعبين ليست دائماً سيئة السمعة

محترفون يستخدمون ما تعلموه في مسيرتهم الكروية لمساعدة الجيل الجديد من الشباب

ميكيل بيك (يمين) بقميص نوتنغهام فورست ضد هيدرسفيلد عام 1999... يعمل حالياً وكيلاً للاعبين (غيتي)
ميكيل بيك (يمين) بقميص نوتنغهام فورست ضد هيدرسفيلد عام 1999... يعمل حالياً وكيلاً للاعبين (غيتي)
TT

مهنة وكلاء اللاعبين ليست دائماً سيئة السمعة

ميكيل بيك (يمين) بقميص نوتنغهام فورست ضد هيدرسفيلد عام 1999... يعمل حالياً وكيلاً للاعبين (غيتي)
ميكيل بيك (يمين) بقميص نوتنغهام فورست ضد هيدرسفيلد عام 1999... يعمل حالياً وكيلاً للاعبين (غيتي)

هناك خيارات محدودة للغاية أمام لاعبي كرة القدم الذين يعتزلون اللعبة، ويرغبون في الاستمرار في العمل في كرة القدم بعد نهاية مسيرتهم الكروية. وتقتصر هذه الخيارات على العمل في مجال التدريب، أو التحليل الكروي على شاشات التلفزيون، أو شراء مقهى يجتمع فيه زملاؤهم السابقون. لكن بعض اللاعبين السابقين يسلكون مساراً مختلفاً، من خلال العمل بصفة وكلاء للاعبين من أجل مساعدة الجيل القادم من اللاعبين، وهي المهنة التي أصبحت تحظى بجاذبية أكبر بين اللاعبين الذين انتهت مسيرتهم الكروية بعد سنوات من الصعود والهبوط.
عندما اعتزل ميكيل بيك في عام 2004، فكر في كيفية الاستمرار في كرة القدم، لكن الخيارات المعتادة لم تكن جذابة بالنسبة للمهاجم السابق لمنتخب الدنمارك ونادي ميدلسبره الذي يقول: «لم تكن مهنة وكلاء اللاعبين تحظى بسمعة جيدة، وكانت هناك بعض القصص السيئة عن الوكلاء الذين لم يهتموا بلاعبيهم، وكانت البرامج التلفزيونية تلقي الضوء على الجانب السيئ من عمل بعض الوكلاء. لقد كان قراراً مهماً للغاية لأنني كنت أسير في طريق كان الناس فيه سلبيين».
ويضيف: «إذا أصبحت مديراً فنياً، فلن يتغير شيء عن كونك لاعباً في حقيقة الأمر، فسيتواصل العناء نفسه، ولن تكون قادراً على تنظيم ساعاتك اليومية، وستكون مرتبطاً بمواعيد دقيقة، ولن تكون قادراً على أن تفعل ما تريد مع عائلتك. العمل مديراً فنياً يلزمك بالأعباء نفسها التي كنت تعاني منها وأنت لاعب، وربما أسوأ». ويتابع: «كنت أريد بعض الحرية، وكنت على استعداد للعمل الجاد، وكنت أرى أن العمل في هذا المجال سيجعلني أسافر كثيراً، وأقابل أشخاصاً مختلفين، وسيمكنني من استخدام اللغات الخمس التي أتحدثها؛ إنني أحب أن ألتقي بلاعبين شبان موهوبين، وأحاول مساعدتهم حتى يحققوا نجاحاً كبيراً، وتكون لديهم مسيرة كروية رائعة - كان هذا شيئاً مثيراً للاهتمام بالنسبة لي».
وتعمل الشركة التي يمتلكها بيك، والتي تحمل اسم «بيكستر»، مع عملاء من بينهم سيمون كيير مدافع ميلان، والأسترالي مات ريان حارس مرمى ريال سوسيداد، والفرنسي لوكاس دينيه مدافع إيفرتون؛ إنه يعرف جيداً الصعوبات والتحديات الكثيرة التي تواجه اللاعبين، حتى بالنسبة للاعبين الذين يلعبون في أندية القمة. وهو ليس عملاً خيرياً بالطبع، لكن بيك يصر على أنه يعمل في هذا المجال لأنه يريد أن يستغل خبرته الكبيرة لمساعدة الآخرين على تجنب الأخطاء، مؤكداً على أن المال ليس الهدف الأساسي من عمله.
ويقول: «أعتقد أن وكلاء اللاعبين الذين يعتقدون أن الأمر كله يتعلق بكسب الأموال مخطئون جداً لأنني لا أعتقد أن التفاوض على عقد لاعب كرة قدم هو الشيء الوحيد الذي يتعين على وكيل اللاعبين القيام به، فهذا مجرد جزء صغير من المهام التي يقوم بها؛ يتعين على وكيل اللاعبين أن يساعد اللاعب على إيجاد النادي الذي يناسبه، والتفاوض للحصول على أفضل شروط ممكنة في العقد، لكن العمل يبدأ حقاً بمجرد انضمام اللاعب إلى النادي الجديد، حيث تظهر كثير من القضايا، ويطرح اللاعب كثيراً من الأسئلة التي يتعين على وكيله أن يكون لديه إجابات لها جميعاً».
ويضيف: «وكيل اللاعبين يجب أن يكون لديه فريق عمل يضم أشخاصاً مختلفين، من محامين ومستشارين في مجال الضرائب، ومستشارين ماليين، وأشخاصاً يمكنهم المساعدة فيما يتعلق بتوفير سكن مناسب للاعب المنتقل إلى نادٍ جديدِ؛ دور الوكيل هو مساعدة اللاعب على التركيز داخل الملعب فقط، وإبعاده عن الأمور الأخرى التي قد تشتت تركيزه كافة. كما يتعين على الوكيل أن يساعد اللاعب، ويعمل على إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهه كافة، داخل وخارج الملعب، في أسرع وقت ممكن، حتى يتمكن اللاعب من التركيز على كرة القدم فقط. ومن المؤكد أن الوكيل الجيد هو من يجيد كل هذه الأمور معاً».
وبالمثل، بدأ الجناح السابق لناديي واتفورد وبرايتون، ويل باكلي، العمل للتو وكيلاً للاعبين، بعد أن أصبح مفتوناً بالطريقة التي جرت بها المفاوضات المتعلقة بعقده وبنوده قرب نهاية مسيرته الكروية. واعتزل باكلي، البالغ من العمر 31 عاماً، كرة القدم في عام 2020، ليؤسس شركة «ويب سبورتس مانجمينت»، ويتطلع إلى أن يسلك الطريق نفسه الذي سار فيه بيك، وأن ينافس الوكالات الكبيرة فيما يتعلق بالعمل مع المواهب الشابة.
وعلى الرغم من أن باكلي كان يتمتع بخبرات جيدة فيما يتعلق بالعمل مع وكلاء اللاعبين خلال مسيرته الكروية، فإنه اكتشف وجود فجوة في السوق، إذ يقول: «لم أتعامل مع أي وكيل أعمال سبق له اللعب على المستوى الاحترافي، وكان هذا هو الجانب السلبي الوحيد في الأمر. لم يكن لدي أي شخص أتحدث إليه خبرة بشأن الأشياء التي كانت تجري على أرض الملعب، حيث كانت خبرات وكلاء اللاعبين الذين تعاملت معهم تقتصر على العقود، ومعرفة المديرين الفنيين، ولم يكن هناك من يمكنه مساعدتي داخل المستطيل الأخضر».
ويضيف: «كنت أرى أنه يجب أن يكون هناك عدد أكبر من اللاعبين السابقين الذين يعملون في هذا المجال؛ لاعب كرة القدم يواجه بعض الأشياء التي يواجهها أي شخص في مرحلة معينة من حياته المهنية. لذلك إذا تمكنا، بصفتنا وكلاء للاعبين، من استغلال خبراتنا لمساعدة اللاعبين على تجنب الأخطاء في وقت مبكر من حياتهم المهنية، فإن ذلك الأمر سوف يساعدهم بكل تأكيد».
ولا يتعامل باكلي سوى مع عدد قليل من العملاء الآن، معظمهم من اللاعبين الشباب والمحترفين الشباب. وعلاوة على ذلك، يذهب باكلي بنفسه لمشاهدة كثير من المباريات، واكتشاف المواهب الشابة التي يرى أنه قد يكون لها مستقبل جيد في عالم كرة القدم. وقد لعب باكلي كرة القدم على المستوى الاحترافي لمدة 12 عاماً، وهو ما يعني أن لديه علاقات جيدة في اللعبة. يقول عن ذلك: «إنني أفكر دائماً فيما يمكن أن أقدمه للاعبين، بصفتي وكيلاً لهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بأشياء لم يساعدني فيها أحد؟ وأستعين في فريق العمل بطبيب نفساني رياضي واختصاصي تغذية. لقد لعبت في بعض الأندية التي لم أتلق فيها أي مساعدة فيما يتعلق بالتغذية أو الإعداد النفسي. من الجيد تحديد المجالات التي لم أحصل فيها على المساعدة عندما كنت لاعباً، وأن أساعد اللاعبين فيها حتى يتمكنوا من بناء مسيرتهم الكروية بشكل أفضل».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».