لبنان: رفع الأسعار للمرة الثانية لم يفلح في حل أزمة المحروقات

الشركات المستوردة تنتظر الضوء الأخضر الحكومي لتسليم النفط إلى المحطات

تسليم المحروقات إلى المحطات في لبنان معلق (الوكالة المركزية)
تسليم المحروقات إلى المحطات في لبنان معلق (الوكالة المركزية)
TT

لبنان: رفع الأسعار للمرة الثانية لم يفلح في حل أزمة المحروقات

تسليم المحروقات إلى المحطات في لبنان معلق (الوكالة المركزية)
تسليم المحروقات إلى المحطات في لبنان معلق (الوكالة المركزية)

تراوح أزمة المحروقات في لبنان مكانها رغم «الحلول» التي أعلنت عنها السلطات اللبنانية والتي لم تترجم انفراجا في الأزمة التي تشل البلاد.
وكانت السلطات الرسمية أعلنت أول من أمس (الأحد) رفع السعر الرسمي للبنزين 66 في المائة في خفض جزئي جديد لدعم الوقود، لكن الشركات أحجمت عن التوزيع بسبب ما قالت إنه قرار حكومي ألزمها بالإقفال.
وقال رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط جورج فياض لـ«الشرق الأوسط»: «نحن ملزمون بالإقفال، الشركات المستوردة طُلب منها إغلاق المستودعات من قبل الجمارك والمديرية العامة للأمن العام لتحديد الكميات الموجودة في الخزانات وتسعير البضائع الموجودة على التعريفة الجديدة (أي 8 آلاف ليرة لبنانية مقابل الدولار الواحد)، قبل بدء توزيع المحروقات»، علما بأن سعر صرف الدولار الفعلي يتجاوز الـ19 ألف ليرة حاليا.
وأعرب فياض عن أمله في أن تتمكن الشركات المستوردة للنفط من تسليم المحروقات إلى المحطات اليوم (الثلاثاء) «لأن الوضع صعب جدا. وننتظر قرار وزارة الطاقة اللبنانية والجمارك للسماح لنا ببدء عملية التوزيع».
ويشهد لبنان منذ أشهر أزمة محروقات حادة، تفاقمت الشهر الحالي مع إعلان مصرف لبنان نيته فتح اعتمادات لشراء المحروقات بالدولار بسعر السوق السوداء، ما أثار هلع الناس الذين تهافتوا على محطات الوقود استباقا لارتفاع الأسعار.
وأثار قرار مصرف لبنان جدلاً واسعاً بين السياسيين، فأعلنت السلطات أول من أمس (السبت) عن تسوية تقضي باستيراد المحروقات بسعر ثمانية آلاف ليرة للدولار حتى نهاية شهر سبتمبر (أيلول). وهذه المرة الثانية التي تعدل فيها السلطات سعر استيراد المحروقات، إذ بدأت في نهاية يونيو (حزيران) تمويل استيراد المحروقات وفق سعر 3900 ليرة للدولار بدلاً من السعر الرسمي المثبت على 1507.
وعما إذا كانت الجهات المعنية تريد الانتظار حتى انتهاء المخزون الموجود لدى المحطات والمسعر على الـ3900 ليرة لبنانية مقابل الدولار الواحد، قبل السماح للشركات بتوزيع المخزون الجديد على سعر الـ8000 مقابل الدولار، نفى فياض الأمر، مشيرا إلى أن «الشركات على تنسيق تام مع الجهات المعنية في هذا الموضوع لأن الضرر منه أكثر من الإفادة».
وأكد فياض أن كمية البنزين والمازوت الموجودة لدى الشركات المستوردة حاليا قليلة جدا وتكفي لمدة ثلاثة أو أربعة أيام كحد أقصى»، لكنه لفت إلى أن الشركات المستوردة تعمل على إدخال أربع بواخر نفط جديدة موجودة في البحر ضمن الآلية الجديدة لتوزيع المحروقات بأسرع وقت ممكن.
وبقي مشهد طوابير السيارات على حاله أمام محطات الوقود أمس، ورأى عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان جورج البراكس في تصريح، أن كثافة الطوابير أمام محطات الوقود أكثر من الأسبوع الماضي.
وأوضح أن «بعض المحطات لديها مخزون وتوزع البنزين على المواطنين ولكن قسما كبيرا منها سينفد المخزون لديه مساء»، ولفت إلى أن «السعر ما زال على 3900»، مطمئنا إلى أننا «سنشهد خلال أسبوع انفراجات تدريجية عندما تبدأ البواخر بالتفريغ والشركات المستوردة تقوم بتسليم المخزون للسوق المحلية لكن الطوابير لن تنتهي نهائيا لأن كمية الاعتمادات يحددها مصرف لبنان».
وتكررت أيضا مشاهد ركن المواطنين لسياراتهم بعيد منتصف الليل إلى جانب الطريق بانتظار طابور اليوم التالي، بانتظار أن تفتح المحطة أبوابها صباحاً أو خلال النهار. وأمام ما تشكله طوابير السيارات من زحمة خانقة على الطرق الرئيسية والفرعية في المناطق، أصدرت بلدية حارة حريك (ضاحية بيروت) قرارا يمنع ركن السيارات على الطرق المؤدية للمحطات وعرقلة السير، تحت طائلة حجزها إن لم يكن سائقها بداخلها.
وأعلنت في بيان، أنه «يُمنَع إيقاف السيارات على الطرق المؤدية إلى محطات المحروقات، داخل بلدية حارة حريك، خارج أوقات فتح هذه المحطات نظراً للازدحام وعرقلة السير الذي تتسبب به»، وقالت إن «كل سيارة متوقفة وليس بداخلها السائق يُصار إلى نقلها من مكانها وحجزها على نفقة صاحب العلاقة ومسؤوليته».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.