تحويل الحفاضات إلى أوراق لاصقة

TT

تحويل الحفاضات إلى أوراق لاصقة

طور فريق بحثي أميركي طريقة لتحويل الحفاضات إلى أوراق لاصقة، وذلك لتوفير استخدام لـ3.5 مليون طن من الحفاضات التي ينتهي بها الحال سنوياً إلى مقالب القمامة. وتتكون المادة فائقة الامتصاص داخل هذه الحفاضات من مصفوفة بوليمرات تتمدد بمجرد اصطدامها بالرطوبة، وهذه البوليمرات عبارة عن سلسلة طويلة من الوحدات المتكررة. وخلال الدراسة التي نشرت في دورية «نيتشر كومينيكيشن»، في أغسطس (آب) 2021، أعلن الفريق البحثي من جامعة ميشيغن عن تقنية لفك تشابك هذه البوليمرات الماصة، وإعادة تدويرها إلى مواد مشابهة للمواد اللاصقة اللزجة المستخدمة في الملاحظات اللاصقة والضمادات. تقول آن ماكنيل الباحث المشارك بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة ميشيغن، «عندما يذكر إعادة التدوير، يفكر معظم الناس بشكل عام في إعادة التدوير الميكانيكي، حيث يقطع البلاستيك مثلاً إلى قطع صغيرة، ويتم إذابته وإعادة استخدامه، مما يقلل من جودة المنتج، لأن البلاستيك الخاص بشركات مختلفة يتم تصنيعه بشكل مختلف، ويمكن أن تكون البوليمرات ذات أطوال مختلفة، ولكن ما نقدمه في هذه الدراسة هو إعادة التدوير الكيميائي».
وإعادة التدوير الكيميائي هو استخدام الكيمياء والتحولات الكيميائية لصنع مادة ذات قيمة مضافة، أو على الأقل مادة ذات قيمة مثل الأصل، وفي هذه الدراسة نجح الباحثون في إنتاج مادة ذات قيمة مضافة من الحفاضات بعد إجراء ثلاث معاملات كيميائية. بدأت أولى المعاملات بحل مشكلة أن البنية الشبكية للبوليمرات المستخدمة في الحفاضات غير قابلة للذوبان، ولحل هذه المشكلة عثر الباحثون على طريقة لفك ربط بوليمر الشبكة بسلاسل قابلة للذوبان في الماء، ووجدوا أنه عندما يتم تسخين هذه البوليمرات، إما في وجود مركب حمضي أو قاعدي، فإن روابطها المتقاطعة تنكسر.
بعد ذلك، احتاج الباحثون إلى تقصير السلاسل الطويلة للبوليمرات داخل المادة لإنتاج أنواع مختلفة من المواد اللاصقة، وذلك باستخدام فقاعات هواء متفجرة صغيرة لكسر سلاسل البوليمر، ويمكن أن تقطع السلاسل إلى قطع دون تغيير خصائصها الكيميائية.
وأخيراً، قاموا بتحويل المجموعات الحمضية في سلاسل «البوليمر» إلى مجموعات «إستر»، وهذا يغير خصائصه من قابل للذوبان في الماء إلى قابل للذوبان عضوياً، ويصبح لزجاً مثل المادة اللاصقة.
ومع نجاحهم في الإنتاج، احتاج الباحثون إلى إظهار أن تطوير المواد اللاصقة من البوليمرات المعاد تدويرها كان أفضل لبيئة كوكب الأرض من صنع المواد اللاصقة من الطريقة التقليدية. تقول ماكنيل، «بمقارنة طريقتنا للوصول إلى المواد اللاصقة بالطريقة التقليدية، وجدنا أن هناك انخفاضاً بنسبة 22 في المائة في إمكانية الاحتباس الحراري».


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الذكاء الاصطناعي... الثورة القادمة في طب الأسنان الجنائي

الذكاء الاصطناعي... الثورة القادمة في طب الأسنان الجنائي
TT

الذكاء الاصطناعي... الثورة القادمة في طب الأسنان الجنائي

الذكاء الاصطناعي... الثورة القادمة في طب الأسنان الجنائي

لطالما كان مجال طب الأسنان العدلي أو الجنائي ميداناً حيوياً في علم الطب الشرعي، إذ يقدم الأدلة الأساسية التي تساعد في كشف الجرائم وحل الألغاز القانونية.

الأسنان لتحديد الهوية

وتجرى التحقيقات الجنائية لحل الألغاز القانونية من خلال:

> تحديد الهوية: يتم استخدام الأسنان وبصمات الأسنان لتحديد هوية الأفراد في حالات الكوارث الطبيعية، الحوادث، أو الجرائم، خصوصاً عندما تكون الجثث مشوهة أو متحللة.

> تحليل علامات العضّ: يساعد تحليل علامات العض الموجودة على الأجساد أو الأشياء في تحديد الجناة أو الضحايا من خلال مقارنة العلامات مع أسنان المشتبه بهم.

> تقييم العمر: يمكن لطب الأسنان الجنائي تقدير عمر الأفراد بناءً على تطور الأسنان وتركيبها، مما يساعد في قضايا مثل الهجرة غير الشرعية وحالات الاستغلال للأطفال.

> فحص الجثث المجهولة: يتم استخدام تقنيات طب الأسنان لفحص الجثث المجهولة والتعرف عليها من خلال السجلات الطبية للأسنان.

> الأدلة الفموية: يمكن للأدلة المستخرجة من الفم والأسنان أن توفر معلومات حول نمط حياة الأفراد، مثل النظام الغذائي والعادات الصحية، التي قد تكون ذات صلة بالقضايا الجنائية.

> الكشف عن التزوير والتزييف: يمكن تحليل التركيبات السنية والأسنان المزيفة لتحديد التزوير والتزييف في الأدلة الجنائية.

> التشخيص المسبق: يستخدم طب الأسنان العدلي في تشخيص الإصابات الفموية وتحليلها لتحديد ما إذا كانت ناتجة عن أعمال جنائية أو غيرها.

دور الذكاء الاصطناعي

ومع التقدم السريع في التكنولوجيا، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً متزايداً في تعزيز هذا المجال وجعله أكثر دقة وفاعلية. وسنستعرض كيف يغير الذكاء الاصطناعي ملامح طب الأسنان العدلي ودوره المحوري في تحسين عملية التشخيص وتقديم الأدلة الجنائية.

> الذكاء الاصطناعي في تحليل الأدلة، يتيح الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الضخمة بسرعة ودقة، وهو ما كان يستغرق أياماً أو حتى أسابيع لفرق من الأطباء والمختصين. أما الآن، فباستخدام خوارزميات التعلم الآلي، يمكن تحليل الصور الفموية والأشعة السينية وتحديد الهوية من خلال بصمات الأسنان بوقت قياسي قد لا يتجاوز الساعة.

> التشخيص الدقيق، يسهم الذكاء الاصطناعي في رفع مستوى الدقة في التشخيص من خلال تحليل البيانات الفموية مثل تحديد هوية العضات والعمر والجنس للضحايا من خلال الأسنان وعظم الفك وتحديد الأنماط غير المرئية بالعين المجردة. ويساعد هذا الأطباء في تمييز الحالات العادية من الحالات الحرجة التي قد تكون ذات صلة بالجرائم أو الحوادث.

> تحديد الهوية، يُعد تحديد الهوية من خلال الأسنان من أهم تطبيقات طب الأسنان العدلي، خصوصاً في حالات الكوارث أو الجثث غير معروفة الهوية. وبفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن مقارنة البيانات الفموية بسرعة مع قواعد بيانات السجلات الطبية الرقمية، مما يسهل عملية التعرف على الضحايا بدقة عالية. كما مكنت خوارزميات الذكاء الاصطناعي من إعادة بناء الوجه بعد حوادث الغرق أو الحريق أو الطائرات لسهولة التعرف على الضحايا.

ومع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، نتوقع أن يصبح طب الأسنان العدلي أكثر تطوراً وفاعلية، فالذكاء الاصطناعي لا يقلل من الوقت والجهد فحسب، بل يساهم أيضاً في تقليل الأخطاء البشرية وتحقيق نتائج أكثر دقة ومصداقية. بفضل التعاون بين الخبراء في مجالات التكنولوجيا والطب الشرعي، يتم تطوير تطبيقات جديدة لتحديد العمر والجنس وحتى الأصل العرقي بناءً على تحليل الأسنان.

وعلى الرغم من الفوائد العديدة للذكاء الاصطناعي في طب الأسنان العدلي، هناك تحديات يجب التغلب عليها. ومن بين هذه التحديات ضرورة تحسين دقة الخوارزميات وتجنب التحيزات التي قد تؤثر على النتائج. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة لضمان الخصوصية وحماية البيانات الشخصية للمرضى.

وتنفيذ الذكاء الاصطناعي بشكل فعال في طب الأسنان العدلي، يجب على المؤسسات التعليمية توفير التدريب اللازم للأطباء والمختصين في هذا المجال. يشمل ذلك تعليمهم كيفية استخدام الأدوات التكنولوجية الجديدة، وفهم كيفية تفسير النتائج التي تنتج عن الخوارزميات الذكية.

وتبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في هذا السياق بوضوح أهمية التقنية في تحسين حياتنا وجعل مجتمعاتنا أكثر أماناً وعدالةً.