السودان يتحسب لتدفقات جديدة من اللاجئين الإثيوبيين

المفوض السامي للاجئين يزور المعسكرات في شرق البلاد

نازحون من إقليم تيغراي الإثيوبي قرب الحدود السودانية (إ.ب.أ)
نازحون من إقليم تيغراي الإثيوبي قرب الحدود السودانية (إ.ب.أ)
TT

السودان يتحسب لتدفقات جديدة من اللاجئين الإثيوبيين

نازحون من إقليم تيغراي الإثيوبي قرب الحدود السودانية (إ.ب.أ)
نازحون من إقليم تيغراي الإثيوبي قرب الحدود السودانية (إ.ب.أ)

تتوقع السلطات السودانية تواصل تدفقات اللاجئين الإثيوبيين في غضون الأيام القليلة المقبلة، في حين سجل المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيلبو غراندي، زيارة إلى معسكرات اللاجئين في ولايتي كسلا والقضارف، شرق السودان.
ووصل غراندي إلى السودان، أول من أمس، في زيارة تستغرق يومين، من المقرر أن يلتقي خلالها رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، ووزيرة الخارجية مريم المهدي، ووزير الداخلية عز الدين الشيخ.
ويرافق المفوض السامي وفد يضم السفير محمد عبدي آفي، المبعوث الخاص للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للقرن الأفريقي، ومعتمد اللاجئين في السودان، ومستشار رئيس الوزراء للشراكات الدولية، عمر قمر الدين، وعدد من ممثلي دول الاتحاد الأوروبي.
والتقى المفوض السامي لشؤون اللاجئين، أمس، الحاكم المكلف لولاية كسلا، الطيب محمد الشيخ، الذي بدوره أكد على أهمية الزيارة في دعم جهود حماية اللاجئين وتوفيق أوضاعهم، بالإضافة إلى دعم بنيات الخدمات الأساسية للمجتمعات المستضيفة للاجئين.
وقال حاكم كسلا إن الولاية المتاخمة للحدود مع إثيوبيا، تواجه تحديات تدفقات اللاجئين التي تصاحبها عمليات تهريب البشر والسلاح والمخدرات.
ودعا الشيخ منظمات المجتمع الدولي للقيام بأدوار أكبر تجاه قضايا اللاجئين، في ظل الإمكانيات والموارد المحدودة للولاية التي باتت تشهد تدفقات جديدة للاجئين، نظراً لاستمرار الصراع في إثيوبيا، خاصة في إقليم تيغراي.
ومن جانبه، قال مدير إسكان اللاجئين بولاية القضارف عبد المنعم عثمان إبراهيم لـ«الشرق الأوسط» إن المفوض سجل زيارة إلى معسكر «أم راكوبة»، وعقد اجتماعات مع الشرطة، كما أجرى زيارات تفقدية لبعض المواقع ونقاشات مع اللاجئين.
وأضاف عثمان: «نتحسب خلال الأيام المقبلة لدخول جديد من اللاجئين الإثيوبية من قبائل الأمهرا إلى المعسكرات في ولايتي كسلا والقضارف»، مشيراً إلى أن الأوضاع التي تدور داخل الجوار الإثيوبي تنذر بمزيد من التدفقات.
وقال إن هذه الموجة الجديدة ربما تشير إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية غرب إثيوبيا، جراء تصاعد النزاعات المسلحة فيها. وأشار إلى أن السلطات السودانية بصدد إجراء تجهيزات والاستعداد لاستقبال المزيد من اللاجئين في منطقة قلع النحل يُرجَّح وصولهم الأسبوع المقبل إليها.
وتشير تقديرات السلطات السودانية إلى نحو 70 ألفاً من اللاجئين الإثيوبيين في المعسكرات ومراكز الاستقبال منذ اندلاع النزاع بين الحكومة الفيدرالية ومقاتلي إقليم تيغراي، العام الماضي.
وتهدف زيارة المفوض السامي للوقوف على الترتيبات الجارية لعقد الاجتماع رفيع المستوى حول الحلول المستدامة للاجئين والنازحين والعائدين والمجتمعات المضيفة في السودان وجنوب السودان، على هامش أعمال قمة رؤساء دول وحكومات منظمة «إيقاد»، المزمع انعقادها في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ويمارس المجتمع الدولي ضغوطاً متزايدة على أطراف النزاع في إثيوبيا لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الاقتتال، وعدم التعرض للاجئين الفارين.
وشهد الشهر الحالي عبور نحو 3 آلاف لاجئ إثيوبي إلى ولاية القضارف المتاخمة أيضاً للحدود الإثيوبية، إثر تجدد المعارك التي تدور بين «جبهة تيغراي» ومجموعات أخرى بالقرب من الحدود السودانية.
وتجددت موجات اللجوء بعد استعادة مقاتلي «جبهة تيغراي» السيطرة على العاصمة مكلي ومناطق واسعة من الإقليم.
وكانت السلطات السودانية أغلقت معبر القلابات الحدودي بين السودان وإثيوبيا، على خلفية اختفاء ضابط سوداني، الأسبوع الماضي، تم اختطافه من قبل قوات وميليشيات إثيوبية.
ويشكل الصراع في إقليم تيغراي والأوضاع الإنسانية المتردية مصدر قلق كبيراً لدول الجوار الإثيوبي، خصوصاً السودان وإريتريا، من التأثيرات الأمنية والإنسانية وحالة عدم الاستقرار في المنطقة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.