توقع الإعلان عن {خطة متكاملة} لإطلاق العام الدراسي في لبنان

TT

توقع الإعلان عن {خطة متكاملة} لإطلاق العام الدراسي في لبنان

من المفترض أن يعلن وزير التربية والتعليم في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب اليوم (الاثنين) عن خطة متكاملة لإطلاق العام الدراسي سبتمبر (أيلول) المقبل. فخروجه الأسبوع الماضي للإعلان عن أن العام الدراسي سيكون حضورياً، وأن التدريس في المدارس الرسمية سيبدأ في 27 سبتمبر، أثار موجة ردود من أهالي الطلاب والأساتذة الذين ينتظرون أجوبة على جملة أسئلة في ظل الأزمات المتعددة التي يتخبط فيها البلد.
وفيما أثنى قسم كبير من الأهالي على إعلان الوزير باعتبارهم كانوا قد حسموا أمر الهجرة أو إرسال أولادهم للتعلم في الخارج في حال كان القرار باستمرار التعليم عن بعد، هاجم كثيرون القرار معتبرين أنه غير واقعي في بلد بات يفتقد إلى المقومات الأساسية للتعليم وأبرزها البنزين لإيصال الطلاب إلى المدارس.
وتقول نهى غانم (٣٣ عاما)، وهي أم لولدين في التعليم الابتدائي، بأن «أي قرار باستكمال التعليم عن بعد كان يعني أن لا تعليم بالمطلق، فالعام الدراسي الماضي كان بالنسبة لنا وكأنه لم يكن. أطفالي في عمر يفترض أن يتعلموا الأحرف والأرقام وتركيب الجمل وهي عملية دقيقة لا يمكن أن تتم عبر الكومبيوتر... أضف إلى ذلك أنهم لا يعرفون ما هي المدرسة بالأصل فكيف نستطيع أن نشرح لهم ما هو الصف ومن هم الأساتذة؟». وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «حقيقة كنا قد اتخذنا قرار الهجرة لو لم يعلن الوزير التوجه للتعليم الحضوري».
بالمقابل، لا يبدو عبدو سعيد (٤٤ عاما) متحمساً لقرار الوزير، متسائلاً: «كيف نؤمن البنزين لإيصال أطفالنا إلى المدارس؟ وفي حال تأمن كيف ندفع ثمنه بعد أن بات خياليا؟». ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «المدارس أبلغتنا بزيادة الأقساط ورفع أسعار الزي المدرسي والقرطاسية والمواصلات وأنا لم أزل أتقاضى راتبي نفسه منذ ١٠ سنوات... كيف تراني أؤمن تعليم أولادي في هكذا ظروف؟».
وتقول لمى طويل، رئيسة اتحاد لجان الأهل في المدارس الخاصة، بأنهم كاتحاد قدموا للوزير «تصورا عاما للعودة إلى المدارس حسب متطلبات الأهالي هو أشبه بخطة وطنية لفتح المدارس حضوريا، في حال تم الأخذ بها يمكن انطلاق العام الدراسي، وإلا فإن الأمن التربوي سيكون بخطر». وتؤكد طويل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «التعليم عن بعد أثبت فشله، فهو منقوص وسيؤدي إلى خسارة وضياع الأجيال لذلك يجب رفع الصوت في الداخل والخارج لتأمين مقومات العودة إلى الصفوف»، مضيفة: «أبرز بنود الخطة التي تقدمنا بها تلحظ التدقيق بموازنة المدارس لأننا على ثقة أن معظمها يحقق أرباحا، وبالتالي لا لزوم لزيادات كبيرة على الأقساط لتغطية زيادة رواتب الأساتذة علما بأننا بالنهاية كأولياء طلبة لم ترتفع رواتبنا أضف أن قسما منا فقد أعماله وبالتالي لسنا نحن من يتوجب أن نتحمل زيادة رواتب الأساتذة، وليحاولوا تغطية أي زيادات من دعم دولي أو غيره».
في المقابل، يبدو القسم الأكبر من الأساتذة حاسمين برفضهم العودة للتعليم في حال لم تتحقق مطالبهم. وأعلنت رابطة أساتذة التعليم الثانوي في لبنان بصراحة عدم العودة إلى الثانويات مع بداية العام الدراسي المقبل بجميع مسمياتها (حضوري - أون لاين - مدمج)، قبل أن تتحقق المطالب براتب مصحح، وطبابة، واستشفاء، وبدل نقل يوازي ارتفاع أسعار المحروقات.
وتعتبر رئيسة اللجنة الفاعلة للأساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي الأساسي نسرين شاهين أن إعلان الوزير العودة إلى التعليم الحضوري بالشكل الذي حصل فيه من دون أي دراسة لتبعاته «ضرب من الجنون»، متسائلة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «كيف يصل التلامذة والأساتذة إلى الصفوف في ظل أزمة البنزين ومن منهم قادر على تكبد التكلفة المرتفعة للباصات؟».
وأوضحت شاهين «إننا عرضنا أن يتم تأمين المواصلات والإنترنت للأساتذة ليعطوا الدروس أونلاين ولكن خلال تواجدهم في المدارس وإن كنا نقر بأن المستوى التعليمي بات مهددا وتراجع كثيرا». وتضيف شاهين: «أي قرار بالعودة للتعليم الحضوري يجب أن يترافق مع خطة حكومية تضمن تأمين المازوت والبنزين والإضاءة والمحابر والكتب والأموال المتراكمة للأساتذة وإلا لا يمكن أن يكون هناك عام دراسي... ونحن والأهل في مصيبة واحدة».



بن مبارك: الحرب الاقتصادية الحوثية أشد أثراً من الصراع العسكري

رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
TT

بن مبارك: الحرب الاقتصادية الحوثية أشد أثراً من الصراع العسكري

رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)

أكد رئيس مجلس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك تطلع حكومته للتفاعل الإيجابي مع التكتل السياسي الحزبي الجديد للقوى اليمنية الذي أُشهر من العاصمة المؤقتة عدن، وقال إن الحرب الحوثية الاقتصادية باتت أشد أثراً على معيشة اليمنيين من الصراع العسكري.

وكانت الأحزاب والقوى اليمنية قد أشهرت، الثلاثاء، تكتلاً حزبياً واسعاً في عدن هدفه العريض استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي والحفاظ على الجمهورية وفق دولة اتحادية.

بن مبارك تعهد بالاستمرار في مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في حكومته (سبأ)

وقال بن مبارك: «ننظر لهذا التكتل على أنه صوت جديد، ورؤية متجددة، وأداة للتغيير البناء وجهد بارز في السياق الوطني يضاف للجهود التي تسعى لرص الصفوف وتهيئة السبل لإنقاذ اليمن من براثن ميليشيا الحوثي».

وأضاف أن حكومته «تتطلع وبانفتاح كامل للتفاعل إيجابياً» مع هذا التكتل الحزبي وبما يقود لتوحيد الجهود لاستكمال استعادة الدولة وهزيمة الانقلاب وتحقيق السلام.

وشدد رئيس الوزراء اليمني على ضرورة تكاتف الجهود في إطار رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تحقيق الاستقرار، وتعزيز السيادة، وبناء يمن اتحادي موحد وقوي، وقال: «ندرك جميعاً التحديات، ونعلم أن الطريق لن يكون سهلاً، ولكن بإيماننا العميق بقضيتنا وبإرادة أبناء شعبنا، يمكننا أن نصنع الفارق».

حرب الاقتصاد

استعرض رئيس الحكومة اليمنية الحرب الاقتصادية الحوثية وقال إن آثارها التدميرية «تتجاوز الآثار الناتجة عن الصراع العسكري»، مشيراً إلى أنها أضرت بحياة المواطنين وسبل عيشهم، واستنزفت موارد البلاد، وتسببت بارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وانهيار الخدمات الأساسية.

ورأى بن مبارك أن ذلك «يتطلب توحيد الصفوف ودعم مؤسسات الدولة، لمواجهة هذه الحرب الاقتصادية وحماية الاقتصاد الوطني والتخفيف عن المواطنين الذين يتحملون أعباء كبيرة».

جانب من حفل إشهار التكتل الجديد للقوى والأحزاب اليمنية (سبأ)

وقال: «الحرب الاقتصادية المستمرة التي تشنها ميليشيات الحوثي، إلى جانب استهدافها المنشآت النفطية، أثرت بشكل كبير على استقرار الاقتصاد اليمني وأسهمت في التدهور السريع لسعر صرف العملة الوطنية، وتقويض قدرة الحكومة على الحفاظ على استقرار العملة، ونتيجة لذلك، واجه الريال اليمني انخفاضاً كبيراً في قيمته، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الملايين في جميع أنحاء البلاد».

وأكد بن مبارك أن إعادة تصدير النفط ورفد الخزينة العامة بالعملة الصعبة حق من حقوق الشعب يجب العمل على انتزاعه وعدم السماح للحوثيين باستمرار عرقلة الاستفادة من هذا المورد الذي يعد العصب الرئيسي للاقتصاد الوطني.

وأوضح أن حكومته تمضي «بكل جدية وتصميم» لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة في جميع مؤسسات الدولة، وإرساء ثقافة النزاهة واحترام القانون، وأنها ستقوم باتخاذ خطوات عملية لتقوية الأجهزة الرقابية وتفعيل آليات المحاسبة.

تكتل واسع

كانت القوى اليمنية قد أشهرت من عدن «التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية» عقب سلسلة لقاءات تشاورية، توصلت إلى إعلان التكتل الجديد الذي يضم نحو 22 حزباً ومكوناً سياسياً وإقرار لائحته التنظيمية.

وتم التوافق على أن تكون رئاسة التكتل في دورته الأولى لحزب «المؤتمر الشعبي»، حيث سمى الحزب أحمد عبيد بن دغر رئيساً للمجلس الأعلى للتكتل في هذه الدورة.

وبحسب بيان الإشهار، يلتزم التكتل بالدستور والقوانين النافذة، والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، والعدالة والمواطنة المتساوية، إضافة إلى التوافق والشراكة والشفافية والتسامح.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك مع رئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر (سبأ)

كما يضع التكتل برنامجاً سياسياً لتحقيق عدد من الأهداف؛ بينها استعادة الدولة وتوحيد القوى الوطنية لمواجهة التمرد وإنهاء الانقلاب وحل القضية الجنوبية بوصفها قضية رئيسية ومفتاحاً لمعالجة القضايا الوطنية، ووضع إطار خاص لها في الحل السياسي النهائي، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام.

ويؤكد برنامج عمل التكتل على دعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على التراب الوطني كافة، ومساندة الحكومة في برنامجها الاقتصادي لتقديم الخدمات ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين، وعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من العاصمة المؤقتة عدن.

وأكد بيان الإشهار أن هذا التكتل باعثه الأساسي هو تعزيز الاصطفاف الوطني من أجل إنهاء انقلاب الحوثيين واستعادة الدولة، وأنه ليس موجهاً ضد أحد من شركاء العمل السياسي.