«CRAZY PIZZA» من سردينيا إلى لندن وقريباً في الرياض

بيتزا من دون خميرة وأجواء إيطالية موسيقية أصلية

فقرة الرقص مع قطعة القماش ({الشرق الأوسط})
فقرة الرقص مع قطعة القماش ({الشرق الأوسط})
TT
20

«CRAZY PIZZA» من سردينيا إلى لندن وقريباً في الرياض

فقرة الرقص مع قطعة القماش ({الشرق الأوسط})
فقرة الرقص مع قطعة القماش ({الشرق الأوسط})

في عصر التواصل الاجتماعي الإلكتروني الافتراضي، أصبح الإعلان عن أي منتج أو صورة واحدة لطبق أو مطعم على إحدى صفحات تطبيق «إنستغرام» كفيلة بنشر شهرة المكان أو المنتج، هذه هي الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها.
صورة ومقطع فيديو واحد لرجل إيطالي يراقص قطعة من القماش على شكل عجينة بيتزا عملاقة الحجم على أنغام موسيقى إيطالية تقليدية ومفعمة بالحيوية المتوسطية جعلت من مطعم «CRAZY PIZZA» بفرعه في منطقة «ماريلبون» بوسط لندن مرتعاً للشباب والشابات في مقتبل العمر الذين يواكبون موجة العصر من خلال نشر صورهم على تطبيقات مثل «إنستغرام» و«تيك توك» ليصبح هذا المطعم اليوم من بين أكثر المطاعم طلباً، والحجز فيه ضروري وقد يلزمك أسابيع للحصول على كرسي واحد فيه.
هذه هي قوة شبكة التواصل الاجتماعي التي تساعد على نشر الاسم وجلب الزبائن ولكن يبقى على المطعم تأدية المهمة الأصعب ألا وهي تقديم أجود أنواع المنتجات وألذ الأطباق ولائحة طعام جذابة حتى لا تتحول الزيارة إلى اختبار يتيم يؤدي في نهاية المطاف إلى تلاشي شهرة المطعم وإغلاقه في بعض الأحيان.
بعد السماع عن هذا المطعم الإيطالي الآتي من سريدينيا في إيطاليا كان لا بد من زيارته والحكم عليه لمعرفة ما إذا كان على مستوى الشهرة والتكلفة.
من الخارج، المطعم يركب موجة العصر ويزين واجهته بالزهور الملونة، التي تنتشر تحتها طاولات قريبة من بعضها البعض، أما في الداخل فالمطعم واسع وتزين جدرانه صور المشاهير وكراسيه ملونة ومعظم الطاولات فيه دائرية الشكل.
العاملون في المطعم من الجنسية الإيطالية، والمهم هو درايتهم بلائحة الطعام وتقديمهم النصائح المفيدة بما يخص اختيار الأطباق، وهذا الأمر (برأي) مهم خاصة إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمطعم.
الطبق الأشهر في «كريزي بيتزا» وكما يدل الاسم هو «البيتزا» بالطبع، ما يميزها هو أنها خالية من الخميرة، وهذا ما يجعلها خفيفة ورقيقة جداً، جربنا البيتزا بالجبن والكمأة وأخرى بجبن الموتزاريلا التي تصنع يومياً في المطعم تحت شعار «تصنع بنفس اليوم وتؤكل بنفس اليوم» مع صلصة الحبق والصنوبر الـ«بيستو»، وهذان النوعان من البيتزا كانا بالفعل لذيذين والعجينة بالفعل خفيفة جداً، ومن الممكن تذوق جودة المنتج في أطباق السلطة، لا سيما البوراتا مع الطماطم التي تعتمد على النوعية.
يتخلل الأكل في المطعم زيارة لطيفة لراقص العجينة الذي أصبح صورة مرادفة للمكان، ولكن في الحقيقة فهذا الرجل وكما ذكرت في البداية فهو يراقص قطعة قماش وليس عجينة كما يظن البعض، ولكنها تبقى لفتة جميلة تحرك الحضور وتؤجج صخب التصفيق فيه وتجعل المكان أكثر حوية.
كما تصدح في المطعم في أوقات معينة موسيقى «دي جي» حية، مما يضيف أجواء إيطالية أصلية على المطعم.
«كريزي بيتزا» تابع لمجموعة «بليونير لايف» وأسس في «بورتو سيرفو» في سردينيا عام 1998 على يد أسطورة سباقات الفورمولا 1 فلافيو برياتوري.
ومن المعروف عن الشركة المالكة للمطعم أنها برعت في تقديم أفخم عناوين الطعام في كل أرجاء أوروبا والشرق الأوسط وبريطانيا وأفريقيا.
وبعد نجاح المطعم في «ماريلبون» افتتح فرع آخر مقابل محلات هارودز في نايتسبريدج ومن المنتظر افتتاح فرع جديد في السعودية وآخر في قطر وهناك فرعان للمطعم في موناكو وسردينيا.
أكثر ما شدني في المطعم هو الجو العام للمطعم ولائحة الطعام البسيطة، وهذا ما يميز الأكل الإيطالي الذي يعتمد على البساطة والمنتج وليس على التعقيدات غير اللازمة.
ولكن، إذا كانت زيارتك بدافع مقطع الفيديو أو صورة ذلك الإيطالي الذي يرقص مع قطعة القماش فقد تصاب بخيبة، لأنه يقوم بذلك لدقائق معدودة وقليلة ولا يوجد في جميع الأوقات، إنما إذا كنت من عشاق البيتزا اللذيذة والخفيفة فقد يكون هذا المطعم على لائحة مطاعمك المفضلة لأن أطباقه لذيذة خاصة جبن الموتزاريلا الطازج الذي يحضر في المطبخ.
بالنسبة للأسعار، ليست الأرخص في لندن ولكن النوعية والمنتج الإيطالي يعللان ثمنها المتوسط.


مقالات ذات صلة

«محشي ماما»... فكرة وليدة شغف 3 أمهات بالطبخ

مذاقات «محشي ماما»... فكرة وليدة شغف 3 أمهات بالطبخ

«محشي ماما»... فكرة وليدة شغف 3 أمهات بالطبخ

في قلب القاهرة، وفي منطقة شبرا، انطلقت قبل 3 أشهر فكرة فريدة من نوعها بتدشين مطعم «محشي ماما»، الذي يتخصص في تقديم أصناف المحشي الشهية

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات «الكوكيز»... حلوى من صنع منصات التواصل الاجتماعي

«الكوكيز»... حلوى من صنع منصات التواصل الاجتماعي

برقائق الشوكولاتة المتناثرة على سطحها، اكتسبت «الكوكيز» الأميركية شعبية كبيرة خلال السنوات الأخيرة في العديد من الدول العربية

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك 4 حقائق صحية تدعوك إلى تناول الفطر

4 حقائق صحية تدعوك إلى تناول الفطر

لا يحتاج الفطر «عيش الغراب» (Mushrooms) إلى ضوء الشمس لينمو، ويتضاعف حجم الفطر كل 24 ساعة، ويُزرع ويُحصد على مدار العام.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات الشيف أحمد الزغبي يستعيد نكهات الطواجن اللبنانية على المائدة المصرية (مطعم Aura)

الشيف أحمد الزغبي يسترجع نكهات الماضي بطريقة عصرية

الطواجن من الأطباق الشهيرة خلال شهر رمضان المبارك على المائدة العربية، حيث يتجاوز مفهومها تجمع العائلات حولها، إلى الشوق لروائح الماضي وأساليب الطهي التقليدية.

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات البطاطس المشوية بالنعناع من شيف علي عبد الحميد (الشرق الأوسط)

كيف تحضر «السناكس» بطريقة صحية؟

تظل «السناكس» أو المأكولات المسلية الصحية هي النصيحة الذهبية للطهاة، وخبراء التغذية ومدربي اللياقة البدنية؛ لدورها في زيادة الشعور بالشبع

نادية عبد الحليم (القاهرة)

«محشي ماما»... فكرة وليدة شغف 3 أمهات بالطبخ

«محشي ماما»... فكرة وليدة شغف 3 أمهات بالطبخ
TT
20

«محشي ماما»... فكرة وليدة شغف 3 أمهات بالطبخ

«محشي ماما»... فكرة وليدة شغف 3 أمهات بالطبخ

في قلب القاهرة، وفي منطقة شبرا، انطلقت قبل 3 أشهر فكرة فريدة من نوعها بتدشين مطعم «محشي ماما»، الذي يتخصص في تقديم أصناف المحشي الشهية، والأطباق الشرقية الأصلية، مقدماً تجربة منزلية تشرف عليها 3 سيدات، هن أمهات مؤسسات المطعم الثلاث.

يقول أرنست فايز، أحد مؤسسي المطعم، لـ«الشرق الأوسط»: «بدأت فكرة مطعمنا عندما اقترح أحد أصدقائي، الذي تتميز والدته بمهاراتها العالية في إعداد أصناف المحشي، أن نفتتح مطعماً متخصصاً بتحضير هذا الطبق المصري الأصيل. وبالفعل درسنا الفكرة وتبلورت سريعاً، وانطلقت رحلتنا بخبرة و(نَفَس) أمهاتنا لتحقيق هذا الحلم».

ويرى أن «ما يميز مطعمهم هو أن الأمهات هن المشرفات على كل تفاصيل العمل، بدءاً من اختيار ثمار الخضراوات، وصولاً إلى إعداد التسبيكة، ثم الإشراف على عملية الطهي بأكملها، ليكون المنتج النهائي حقاً (محشي ماما) بكل ما تحمله الكلمة من معنى».

ويضيف أحمد مصطفى، شريك آخر بالمطعم : «ما اكتشفناه خلال التأسيس أن المحشي طبق مظلوم في المطاعم، فهو يُقدم عادة كطبق جانبي أو فاتح شهية، رغم أنه طبق أساسي ومحبوب لمختلف فئات المصريين، لذا قررنا اتخاذ خطوة جريئة بتحويل طبق المحشي إلى طبق رئيسي، حيث أردنا أن نمنح هذا الطبق التقليدي مكانته التي يستحقها، وأن نجعله نجم المائدة، إلى جانب استعادة نكهات الماضي، من خلال قائمة طعام مستوحاة من المطبخ المنزلي المصري الأصيل».

يقدم المطعم جميع أصناف المحشي الشهيرة، من الكرنب وورق العنب إلى الكوسة والباذنجان والطماطم والبصل والفلفل والبطاطس. وتضم قائمته تشكيلة واسعة من الطواجن الشرقية، منها طاجن ورق العنب باللحم الـ(ستيك)، وطاجن الكرنب بالكوارع، وطاجن الفريك بالكبد والقوانص، وطاجن الدجاج بالبطاطس، وفتة اللحمة، ومختلف أنواع المشاوي، واللحمة المحمرة بالسمن البلدي، والسجق والكبدة، إلى جانب الملوخية والرقاق.

يتابع مصطفى: «أردنا أن نحافظ على التراث الغذائي المصري، لذلك قمنا بإحياء بعض الأطباق التي توارت ونُسيت في البيوت، مثل العدس والويكا والبصارة، التي تعد جزءاً من هويتنا الثقافية»، ونرى أنه من واجبنا الحفاظ عليها، وهو ما يمتد إلى الخبز الشمسي، وهو نوع من الخبز الصعيدي التقليدي، الذي نخبزه داخل المطعم، لنكون أول مطعم في القاهرة يقدمه، وقد لاقى إقبالاً كبيراً من الزبائن.

«نقدم أيضاً أطباقاً قد لا تتوفر في المنازل دائماً، مثل العكاوي والكوارع، التي يصعب تحضيرها بشكل يومي، حيث نقدمها بجودة عالية وبطريقة منزلية أيضاً، كما نعمل باستمرار على تطوير القائمة وإضافة أصناف جديدة ترضي جميع الأذواق»، يؤكد صاحب المطعم.

«سر خلطة المحشي هو سر»، يقول «أرنست» مبتسماً: «ما يمكنني قوله هو أننا نتبع طقوس تحضير المحشي كما تفعل الأمهات في المنزل تماماً، ونحرص دائماً على استخدام المكونات الطازجة، لأنها أساس النكهة الأصيلة للمحشي، كما نستخدم أفضل أنواع اللحوم البلدية والسمن البلدي».

ويتابع: «نحن نؤمن بأن الأكل الشرقي الأصيل يجب أن يقدم بأفضل صورة، ولأننا هنا في منطقة شبرا الشعبية التي تتميز بكثافة سكانية عالية، وبالعلاقات الحميمة بين قاطنيها، أردنا أن نقدم تجربة مصرية أصيلة، تنقل الزائر إلى دفء المنزل ورائحة المطبخ المصري التقليدي، بحيث يشعر الزبون وكأنه يتناول الطعام في منزل والدته تماماً».

يعود مصطفى للحديث، موضحاً أن المطعم يسعى أيضاً إلى تغيير الصورة النمطية للأكلات الشعبية وتقديمها بأسلوب يناسب الحياة العصرية، حيث يقدم المطعم فكرة «محشي تو جو»، بتقديم المحشي في عبوات مبتكرة كوجبة سريعة، سواء بالحصول عليها من المطعم أو عن طريق خدمة التوصيل، كما تمتد لمسة الابتكار إلى طبق المُمبار، الذي نقدمه تحت اسم «ممبار بوبس»، حيث يتم تقديم قطع صغيرة في ورق على هيئة «كونو»، ما يسهل حمله وتناوله كوجبة سريعة أثناء التنقل.

ويعّقب صاحب المطعم على ذلك بقوله: «نحن نؤمن بأن الأكل الشرقي يمكن أن يكون عصرياً وجذاباً، لذا نسعى إلى تقديم أطباقنا بأفضل شكل ممكن، مع الحفاظ على الطعم الأصيل، ففكرة المحشي والممبار كوجبة سرعة ليست مجرد تغيير في طريقة التقديم، بل هي رؤية لتجديد التراث وتقديمه للأجيال الجديدة».

خلال شهر رمضان، يقدم المطعم قائمة طعامه دون تغيير، التي يأتي أبرزها أصناف المحشي المفضلة من جانب المصريين على المائدة الرمضانية، كما يُضيف وجبة السحور، التي تضم أبرز المأكولات المصرية، وعلى رأسها الفول والفلافل.

لأن «محشي ماما» يسعى إلى تقديم تجربة منزلية أصيلة بكل تفاصيلها، بحسب القائمين عليه، لذا تمتد التجربة إلى ديكورات المكان، التي اعتمدت على اللونين الأخضر والبيج، وهما لون أغلب أصناف المحشي، وكذلك لخلق راحة نفسية للزبائن، إلى جانب إضافة لمسات تراثية للديكور.