تحذيرات عراقية من تراخي تدابير مكافحة «كوفيدـ 19»

تراجع الإصابات اليومية إلى أدنى معدلاتها منذ نحو شهر

جانب من حملة التلقيح ضد فيروس «كورونا» في بغداد (إ.ب.أ)
جانب من حملة التلقيح ضد فيروس «كورونا» في بغداد (إ.ب.أ)
TT

تحذيرات عراقية من تراخي تدابير مكافحة «كوفيدـ 19»

جانب من حملة التلقيح ضد فيروس «كورونا» في بغداد (إ.ب.أ)
جانب من حملة التلقيح ضد فيروس «كورونا» في بغداد (إ.ب.أ)

رغم تراجع أعداد الإصابات الجديدة بفيروس (كوفيد – 19) في العراق أمس، ووصوله إلى أقل معدل له منذ نحو شهر بواقع 3958 إصابة، فإن التحذيرات الصحية من مغبة التهاون والامتناع عن أخذ اللقاح ما زالت متواصلة، خصوصاً بعد موسم الزيارة الدينية في عاشوراء الذي شارك فيه نحو 6 ملايين مواطن (طبقاً لإحصاءات رسمية) من دون مراعاة شروط التباعد والوقاية الصحية في بعض الأحيان.
وتعليقاً على الانخفاض النسبي في أعداد الإصابات، اعتبرت عضوة الفريق الطبي الإعلامي في وزارة الصحة ربى فلاح حسن، أمس، أن «ذلك لا يعني التهاون بالإجراءات الوقائية والتراخي بأخذ اللقاح، لأن الانخفاض دليل على خروجنا من ذروة الموجة الثالثة وشدتها». وأشارت إلى «إمكانية التعرض إلى موجة رابعة أشد وأخطر في حال عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية». وتابعت حسن: «لا نستطيع القول حالياً إن الانخفاض يعني انحسار الوباء، إلا حين وصولنا إلى المناعة المجتمعية».
وما زالت المخاوف والتكهنات من موجة جديدة من الإصابات قائمة، رغم تخطي العراق لموجة الإصابات التي ضربت البلاد منذ نحو شهر ووصل حاجز الإصابات في بعض أيامها حدود الـ15 ألف إصابة، طبقاً لوزارة الصحة العراقية. وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر، أول من أمس: «نأمل أننا تجاوزنا ذروة الموجة الثالثة من فيروس (كورونا)، ونحذر بأن هناك موجات أخرى ربما تكون أشد خطورة في حال استمر عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية، وهذا يعتمد على مستوى الالتزام وعدد الملتزمين بالإجراءات الوقائية، ونسبة المتلقين للقاح. وننتظر الفترة المقبلة لتقييم الوضع بشكل علمي وموضوعي».
وحول توقعاته بشأن أعداد الإصابات بعد انتهاء موسم الزيارة، قال البدر: «من الصعب التنبؤ بأعداد الإصابات في الأيام القادمة وخلال فترة الزيارة، لأن ذلك يرتبط بعدة عوامل ومحددات، من بينها مستوى الالتزام بالإجراءات الوقائية وعدد المتلقين للقاح». وتأتي التحذيرات الأخيرة بالتزامن مع انتهاء موسم الزيارة الدينية وتوجه أكثر من نصف مليون طالب وطالبة، أمس، إلى أداء الامتحانات النهائية (البكالوريا) في المدارس الثانوية. بدوره، استبعد مدير صحة الكرخ في بغداد جاسب الحجامي، أمس، انتهاء جائحة «كورونا» على المدى القصير والمتوسط، محذراً من الوصول إلى مرحلة «الوحش المرعب».
وقال الحجامي في تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام محلية: «من المستبعد جداً أن ينتهي مرض فيروس (كورونا) المستجد على المدى القصير والمتوسط، ومن شبه المؤكد أنه سيبقى على المدى الطويل، إلا إذا حصلت معجزة بلطف الله وتحدث طفرات فيه تجعله غير مؤذٍ، هذا إذا لم يتحول إلى وحش مرعب».
ورأى الحجامي إمكانية «ترويضه (الفيروس) وجعله غير مؤذٍ نسبياً عبر تلقيح نسبة كبيرة من السكان في مدة قصيرة نسبياً حتى تحصل المناعة المجتمعية، أو ما يُسمى (مناعة القطيع)». وأضاف «بالنسبة لجانب الكرخ من بغداد، تظهر الجداول المناطق التي ستصل لنسبة كبيرة من الملقحين والمناطق التي ستبقى تحت رحمة الفيروس وسيفقد سكانها المزيد من أحبائهم، ولا شك أنهم سوف يؤثرون بشكل سلبي على سكان المناطق الأخرى التي ستكون أكثر أماناً». ودعا الحجامي «كل العقلاء من تلك المناطق التي تتسم بكثرة الإصابات والوفيات وانخفاض نسبة التلقيح أن يتعاونوا معنا للإسراع بخلاص أهلهم من هذا الخطر المحدق».
وتنشط دوائر وزارة الصحة العراقية في الأيام الأخيرة في تطعيم أعداد كبيرة من المواطنين، وتمكنت من توزيع أكثر من 100 ألف جرعة في اليوم الواحد، ولعل الرغبة في أخذ اللقاح التي باتت تبديها قطاعات من السكان مؤخراً أسهمت في تسهيل مهام الوزارة. وبلغ إجمالي المواطنين الذي حصلوا على اللقاح أكثر من مليونين وثمانمائة ألف مواطن، وهي نسبة ما زالت ضعيفة جداً بالنسبة لمجموع السكان البالغ نحو 40 مليون مواطن.


مقالات ذات صلة

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ (رويترز)

زوكربيرغ: البيت الأبيض ضغط على «فيسبوك» لفرض رقابة على محتوى «كورونا»

أقر الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ بقيام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالضغط على موقع «فيسبوك» لفرض رقابة على المحتوى المتعلق بجائحة كورونا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا هانس كلوغه (أرشيفية - رويترز)

«الصحة العالمية»: جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد»

قال المدير الإقليمي لـ«منظمة الصحة العالمية» في أوروبا، هانس كلوغه، اليوم (الثلاثاء)، إن جدري القردة ليس وباء جديداً مثل «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم ممرضة تحضر جرعات من لقاح «كورونا» في دار للمسنين بإسبانيا (إ.ب.أ)

بريطانيا: الآلاف يطالبون بتعويضات بعد إصابتهم بمشكلات خطيرة بسبب لقاحات «كورونا»

تقدم ما يقرب من 14 ألف شخص في بريطانيا بطلبات للحصول على تعويضات من الحكومة عن الأضرار المزعومة الناجمة عن تلقيهم لقاحات «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب اعتباراً من ديسمبر بعد فرض ضوابط صارمة منذ عام 2020 بسبب جائحة «كورونا» (أ.ف.ب)

كوريا الشمالية تستأنف استقبال الزوار الأجانب في ديسمبر

قالت شركات سياحة، اليوم (الأربعاء)، إن كوريا الشمالية ستستأنف استقبال الزوار الأجانب في مدينة سامجيون بشمال شرقي البلاد في ديسمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (سول)

هيئة بريطانية: انفجار صاروخين بالقرب من سفينة قبالة سواحل عدن

الدخان يتصاعد من الناقلة «سونيون» التي استهدفها الحوثيون (إ.ب.أ)
الدخان يتصاعد من الناقلة «سونيون» التي استهدفها الحوثيون (إ.ب.أ)
TT

هيئة بريطانية: انفجار صاروخين بالقرب من سفينة قبالة سواحل عدن

الدخان يتصاعد من الناقلة «سونيون» التي استهدفها الحوثيون (إ.ب.أ)
الدخان يتصاعد من الناقلة «سونيون» التي استهدفها الحوثيون (إ.ب.أ)

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، يوم الجمعة، إن صاروخين انفجرا على مقربة من سفينة تبعد 130 ميلاً بحرياً شرق عدن في اليمن.

وذكرت الهيئة في مذكرة استرشادية أن أفراد طاقم السفينة سالمون وأن السفينة تبحر نحو ميناء التوقف التالي. ولم تشر إلى أي أضرار قد تكون السفينة تعرضت لها، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأغرق المتمردون الحوثيون في اليمن سفينتين في حملتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة المستمرة منذ عشرة شهور ضد الملاحة التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويقولون إن هجماتهم تأتي تضامناً مع الفلسطينيين في الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة وإنها ستستمر على الأرجح ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وفي أحد أحدث الهجمات شن الحوثيون المدعومون من إيران عدة هجمات على ناقلة النفط «سونيون» التي ترفع علم اليونان والتي تنقل نحو مليون برميل من النفط.