سكوت كوبر يقود ثورة كرة القدم في الفلبين

المدرب الإنجليزي يتحدث عن توليه تدريب بلد كانت الهيمنة فيه للملاكمة وكرة السلة

كوبر يدرك أن كثيراً من الدول المجاورة تشعر بالقلق من صعود نجم الفلبين في كرة القدم
كوبر يدرك أن كثيراً من الدول المجاورة تشعر بالقلق من صعود نجم الفلبين في كرة القدم
TT

سكوت كوبر يقود ثورة كرة القدم في الفلبين

كوبر يدرك أن كثيراً من الدول المجاورة تشعر بالقلق من صعود نجم الفلبين في كرة القدم
كوبر يدرك أن كثيراً من الدول المجاورة تشعر بالقلق من صعود نجم الفلبين في كرة القدم

حتى صعود نجم ليونيل ميسي، كان باولينو ألكانتارا أكبر هداف في تاريخ برشلونة بإجمالي 357 هدفاً. إلا أنه حتى ظهور الإنترنت، نسي كثيرون أن ألكانتارا مولود في الفلبين وشكل مصدر إلهام للمنتخب الفلبيني في أكبر فوز في تاريخه وذلك عندما سحق نظيره الياباني بـ15 هدفاً مقابل هدفين فقط في طوكيو عام 1917. والملاحظ أن تاريخ ألكانتارا يجري الحديث عنه بدرجة أكبر هذه الأيام في مانيلا والأقاليم المحيطة بها، لكن مشاعر الإثارة الحقيقية تتركز حول المستقبل وما سيبدو عليه.
ومن غير المثير للدهشة أن نجد أن إنجازات ألكانتارا طواها النسيان بعض الشيء، الأمر الذي يمكن تفهمه بالنظر إلى حقيقة أن الفلبين كانت مستعمرة أميركية في ذلك الوقت وما يزال لهذه الحقيقة تأثير واضح على المجال الرياضي حتى اليوم. وفي الوقت الحاضر، ما تزال كرة السلة والملاكمة متقدمتين على كرة القدم. ومع هذا، يبدو أن الساحرة المستديرة في طريقها للحاق بهما مع تمتعها بإمكانيات لا تضاهيها أية رياضة أخرى على مستوى المنطقة، حسبما قال المدرب الإنجليزي للمنتخب الفلبيني لكرة القدم، سكوت كوبر. وأضاف المدرب: «يمكننا المنافسة داخل آسيا، لكن لا ندري بعد إلى أي مدى يمكننا التقدم، ويخالجنا شعور كبير بالإثارة حول الأمر».
ولا تقتصر الإمكانات على عدد السكان البالغ قرابة 100 مليون نسمة ويتميز أبناؤه بالطموح الكبير، وإنما ثمة سلاح آخر لا يخفى على أحد: الشتات. ومثلما كان الحال مع ألكانتارا الذي كانت له صلات بالفلبين وإسبانيا، هناك آخرون في وضع مشابه. وعن هذا قال كوبر: «هناك الكثير للغاية من اللاعبين حول العالم الذين يتأهلون للمشاركة معنا، من خلال الوالدين أو الأجداد». وأوضح: «نتحدث إلى هؤلاء اللاعبين ونحن في خضم هذا الأمر في الوقت الحاضر. ويعد هذا أحد الأسباب وراء وجودي هنا. لقد أخبروني أن هناك الكثير للغاية من اللاعبين الذين لم أستدعهم للمشاركة في المنتخب بعد. في الواقع، تلقيت رسالة نصية اليوم تستسفسر مني إذا كنت أعرف لاعبا في مركز الجناح الأيمن مؤهلا للمشاركة مع المنتخب وشارك في الفريق الثاني لبايرن ميونيخ». وبالفعل، كان كوبر يعرف بالفعل بأمر أنغيل بروكنر، ومن الممكن أن تشاهد الجماهير الفلبينية في يوم ما اللاعب المراهق مرتدياً القميص الأبيض المميز للمنتخب الفلبيني، المعروف باسم «أزكالس».
في بداية القرن، سئمت الفلبين من كونها حلقة الضعف في جنوب شرقي آسيا، منطقة كانت تضم 650 مليون نسمة ما بين الهند والصين وكانت المنطقة الأكثر جنوناً تجاه كرة القدم على مستوى القارة. إلا أنه بعد ذلك، أدرك الفلبينيون أن هناك لاعبين مثل فيل وجيمس يونغهزباند في صفوف تشيلسي، وحارس المرمى نيل إستريدج في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي والكثيرين غيرهم مؤهلون للمشاركة في صفوف المنتخب الوطني.
وقاد سيمون مكمينيمي، مدرب بريطاني آخر، مثل هذه المواهب إلى دور نصف النهائي لبطولة اتحاد أسيان لكرة القدم عام 2010، ونجح في الفوز في هذا الإطار على البطل المتوج للبطولة، فيتنام والتي كانت تدافع عن لقبها أمام 40.000 متفرج في هانوي. وجاء هذا الفوز بمثابة مفاجأة كبرى لدرجة أنه لم يكن في مانيلا استاد على استعداد لاستضافة مباراة دور نصف النهائي. وعليه، جرى خوض مباراتي الذهاب والإياب في جاكرتا أمام إجمالي جمهور تجاوز عدده 160.000.
جدير بالذكر أنه بعد ذلك بفترة قصيرة، بدأ كوبر مهمة التدريب في أكاديمية ليستر سيتي. عام 2013، ومع انتقال ملكية النادي إلى كينغ باور، سئل كوبر حول ما إذا كان يرغب في العمل مع مؤسسة «بيريريام يونايتد» التايلاندية العملاقة. في يونيو (حزيران) 2018، بعد خمس سنوات في تايلاند واكتسابه معرفة عميقة بكرة القدم في جنوب شرقي آسيا، تلقى كوبر دعوة من الفلبين لمعاونة تيري بوتشر الذي كان قد جرى تعيينه تواً مدرباً للمنتخب.
ولسبب ما، بدل القائد السابق للمنتخب الإنجليزي رأسه في غضون أسابيع وتولى كوبر مكانه كمدرب مؤقت. بعد ذلك، تحول المنتخب الفلبيني إلى المدرب السابق للمنتخب الإنجليزي، سفين غوران إريكسون لقيادة الفريق خلال أول مباراة له في بطولة الكأس الآسيوية في يناير (كانون الثاني) 2019 مع كوبر كمساعد له. وقال كوبر في حديثه عن إريكسون: «كنت قد تعرفت عليه في ليستر. كنت مدرباً في الأكاديمية وقضى هو بعض الوقت في حضور المباريات والحديث إلينا، لكنني اندهشت أنه تذكرني. ربطتنا معاً علاقة طيبة ونجح إريكسون في إضفاء حكمته ومعرفته على الفريق. يمكن للمرء التعلم من الجميع، وكان إريكسون شخصاً لطيفاً وهادئاً للغاية، وتعلمت منه أنه في بعض الأحيان يتعين عليك الجلوس ساكناً ومراقبة ما يحدث وأن تأخذ الوقت الكافي لك».
كان عقد المدرب السويدي قصير الأجل، وسرعان ما أصبح كوبر المدرب الرئيسي للمنتخب، وبدا عازماً على تحقيق أكبر استفادة ممكنة من المهارات الوطنية المشاركة في خارج البلاد. وقال عن ذلك: «بدأت في تكوين شبكة كشافة داخل أوروبا وشمال وجنوب أميركا. وشرعت في التواصل مع لاعبين لم يجر التواصل قبل ذلك معهم سوى مرات قليلة للغاية. بعد ذلك وبخطى بطيئة لكن ثابتة نجحنا في إقناع المزيد من اللاعبين بالانضمام إلى المنتخب». ومع تحسن مستوى المنتخب، زادت جاذبيته شيئاً فشيئاً في عيون اللاعبين الموهوبين. وقال كوبر عن ذلك: «هذه الأيام لم نعد نتوسل، وإنما أصبحت المسألة تتعلق بدرجة أكبر بشعور اللاعب إزاء المشاركة باسم الفلبين. ويجب علينا التفكير في وجهة النظر السائدة داخل أرض الوطن وما يعتقده الناس هنا. وفي الوقت الراهن، نجري مقابلات مع لاعبين للتعرف على شعورهم إزاء الثقافة ومسألة تمثيلهم للفلبين».
جدير بالذكر أن لاعبين مثل غيرريت هولتمان من نادي بوخوم ولاعب خط الوسط السابق في بايرن ميونيخ، رفاييل أوبرمير لم يتمكنوا من الحصول على جوازات السفر الخاصة بهم في الوقت المناسب للمشاركة في مبارات التأهل في يونيو (حزيران)، لكن عندما تعود حركة النقل الجوي على المستوى الدولي لسابق عهدها، سيجري استدعاؤهم للمشاركة في صفوف المنتخب. وبالتأكيد، فإن إحراز نتائج أفضل دولياً من شأنه مساعدة المشهد الكروي المحلي من حيث الصورة العامة وعقود الرعاية وما إلى غير ذلك.
ورغم أنه ما يزال أمام الفلبين شوط لتقطعه، تبدو المؤشرات واعدة، خاصة مع اتخاذ بالفعل تحركات لتوسيع نطاق الدوري من 6 إلى 10 فرق. من ناحيته، قال كوبر: «هناك خطط لإنشاء مركز وطني للتدريب وأكاديمية وطنية لكرة القدم في وقت تتزايد مشاركة المدارس الثانوية. ويوماً بعد آخر تتزايد شعبية كرة القدم في أوساط الشباب. إننا نصعد بسرعة كبيرة». وبطبيعة الحال تعتبر بطولة كأس العالم الهدف الأكبر، ويزداد هذا الهدف واقعية يوماً بعد آخر بعد 2026 عندما تزداد أعداد المشاركين من آسيا للضعف لتصبح ثماني دول. وفي هذا الصدد، قال كوبر: «نعلم أن بإمكاننا الوصول هناك ولو كنا هزمنا الصين في يونيو ـ وكانت لدينا فرصة لتحقيق ذلك ـ كنا نكون قريبين من الجولة الأخيرة للتأهل لعام 2022». ربما يكون ذلك مبكراً للغاية، لكن من يدري ماذا سيحدث المرة المقبلة؟ قال كوبر: «اليوم نحن بعيدون تماماً عن مستوى البراعة الذي سنصبح عليه خلال العامين المقبلين. أعرف أن كثيرا من الفرق تشعر بالقلق من صعود نجمنا».



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».