رصد إصابات بـ«دلتا» شمال غربي سوريا

7 وفيات جديدة ومخاوف من ارتفاع الحالات في مخيمات النزوح

مديرية صحة إدلب تجري دورة تدريبية للكوادر الطبية حول خطر الوباء (المكتب الإعلامي في مديرية صحة إدلب)
مديرية صحة إدلب تجري دورة تدريبية للكوادر الطبية حول خطر الوباء (المكتب الإعلامي في مديرية صحة إدلب)
TT

رصد إصابات بـ«دلتا» شمال غربي سوريا

مديرية صحة إدلب تجري دورة تدريبية للكوادر الطبية حول خطر الوباء (المكتب الإعلامي في مديرية صحة إدلب)
مديرية صحة إدلب تجري دورة تدريبية للكوادر الطبية حول خطر الوباء (المكتب الإعلامي في مديرية صحة إدلب)

رصدت شبكة الإنذار المبكر والفرق الطبية العاملة في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، تطوراً جديداً في أعداد وحالات المصابين والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا والمتحورات الجديدة. إذ أعلنت الشبكة هذا الأسبوع اكتشاف الطفرة «L452R» التي تتماشى مع المتحور «دلتا»، في عشرات العينات التي تم تحليلها، ووثّقت سبع حالات وفاة، إحداها لطفل في السابعة من عمره مرتبطة بفيروس كورونا خلال الأيام الأخيرة الماضية، فيما أظهرت تحاليل «PCR» التي يجريها المخبر الوبائي في مدينة إدلب، ازدياد عدد الإصابات بالمتحورات الجديدة لفيروس كورونا (دلتا وألفا) في محافظة إدلب ومناطق أخرى في الشمال السوري.
وذكرت شبكة الإنذار المبكر التابعة لوحدة تنسيق الدعم في تقريرها، على صفحة «فيسبوك»، الثلاثاء، أن 26.4 في المائة من أصل المسحات البالغ عددها 1242، جاءت إيجابية، إذ ثبتت إصابة 328 شخصاً بينهم كبار بالسن، و13 حالة من العاملين في القطاع الصحي والإنساني بفيروس كورونا، و59 إصابة داخل المخيمات في منطقة أطمة ودير حسان الحدودية ومناطق أخرى بريف حلب الغربي، استُقبل منها 31 حالة في المشافي المختصة بعلاج «كوفيد - 19».
وقال الدكتور سالم عبدان، مدير صحة إدلب في حكومة الإنقاذ إن عدد المصابين الجدد بالفيروس بلغ أول من أمس 278 شخصاً في محافظة إدلب والمخيمات، ليصبح إجمالي الإصابات 28767، بينما تم تسجيل 52 حالة شفاء جديدة منها 34 في إدلب، ليصبح إجمالي حالات الشفاء 23600، فيما توفي سبعة أشخاص خلال الأيام الأخيرة الماضية، ليصبح إجمالي الوفيات 736.
وأضاف عبدان أن أول حالة رصدت للمتحور «دلتا» كانت في السادس عشر من أغسطس (آب) في شمال إدلب، وسرعان ما ارتفعت أعداد المصابين، «ما دفعنا إلى رفع مستوى نشاط الفرق الطبية التوعوية في المخيمات والمناطق التي تشهد اكتظاظاً بالسكان، لحث الأهالي على اتّخاذ مزيد من الاحتياطات والمحافظة على الالتزام بشروط السلامة»، على حد قوله.
وتواجه المشافي والمراكز الطبية المختصة بـ«كورونا» أعباء ومشاكل كثيرة تتعلق باستقبال المصابين والعناية بهم، نتيجة عدم توفر الإمكانات الطبية اللازمة لذلك، من أسرة وأجهزة إنعاش وأكسجين، أمام الارتفاع المزداد لحالات الإصابة بالفيروس مقارنة بالفترات الماضية، بحسب الطبيب عبد القادر سليمان في مشفى دارة عزة غرب حلب.
وأضاف أن نسبة المصابين بمتحور دلتا الذين يتم تحويلهم للمشافي، «كبيرة جداً وتفوق قدراتها»، ومنها مشفى دارة عزة المتخصص بعلاج كورونا. وأوضح: «يعود السبب إلى تحويل الحالات إلى المشافي المختصة قبل صدور التحليل، إلى انخفاض نسبة الأكسجة في الدم لمستوى أقل من 85 لدى المصابين، وفي كثير من الأحيان لا تستطيع إدارة المشفى استقبال أي مصاب، نظراً لقلة توفر الأسرّة ووسائل العزل والعلاج، ويجري تحويلهم لمشافي اخرى في المنطقة».
ولفت سليمان إلى أن نسبة الزيادة في الإصابات مقارنة بالأشهر الماضية تُقدّر بأضعاف، «وذلك بعد دراسة محلية على النمط الموجود في مناطقنا من الفيروس، فإن معظم الحالات تقريباً هي من النمط (دلتا)، ما يشكل خطراً يزيد من احتمال تفاقم الإصابات وأيضاً الوفيات، لا سيما أن نسبة الحالات الحرجة تقدر بـ25 في المائة والحالات الشديدة بنحو 40 في المائة، ما يعني أن ثلثي الحالات الموجود بالمشفى من الحالات الحرجة والشديدة، خصوصاً أن نسبة الذين تلقوا اللقاح في المنطقة لا تزيد على 1.5 في المائة من المجموع العام».
من جانبه، قال حسين الوردة، وهو ناشط إنساني في مخيمات أطمة الحدودية شمال إدلب، إن الخطر الأكبر من انتشار فيروس «كورونا» ومتحوراته هو أنه يهدد حياة النازحين في مخيمات الشمال السوري أكثر من أي منطقة أخرى، نظراً للازدحام الذي تشهده تلك المخيمات العشوائية وعدم توفر مسافات بين الخيام، فضلاً عن وجود خزانات مياه الشرب المشتركة، ونقص الوعي لدى النازحين من مخاطر الإصابة بفيروس كورونا.


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
TT

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)

قرب ركام مبنى ما زال الدخان يتصاعد منه في مدينة صور، تحمل عائلة حقائب وتصعد على سلم مظلم إلى شقة خُلعت أبوابها ونوافذها، ولا يوجد فيها ماء ولا كهرباء، بعد أن استهدف القصف الإسرائيلي البنى التحتية والطرق، إضافة إلى الأبنية والمنازل.

في اليوم الثاني من سريان وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، كانت مئات العائلات صباح الخميس تتفقّد منازلها في أحياء استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وحوّلتها إلى منطقة منكوبة.

لم تسلم سوى غرفة الجلوس في شقة عائلة نجدة. تقول ربّة المنزل دنيا نجدة (33 عاماً)، وهي أم لطفلين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما تقف على شرفتها المطلة على دمار واسع: «لم نتوقّع دماراً إلى هذا الحدّ. رأينا الصور لكن وجدنا الواقع مغايراً وصعباً».

وغطّى الزجاج أسرّة أطفالها وألعابهم، في حين تناثرت قطع من إطارات النوافذ الحديدية في كل مكان. وتضيف دنيا نجدة: «عندما وصلنا، وجدنا الدخان يتصاعد من المكان، وبالكاد استطعنا معاينة المنزل».

على الشرفة ذاتها، يقف والد زوجها سليمان نجدة (60 عاماً)، ويقول: «نشكو من انقطاع المياه والكهرباء... حتى المولدات الخاصة لا تعمل بعد انقطاع خطوط الشبكات».

ويقول الرجل، الذي يملك استراحة على شاطئ صور، الوجهة السياحية التي تجذب السكان والأجانب: «صور ولبنان لا يستحقان ما حصل... لكن الله سيعوضنا، وستعود المدينة أفضل مما كانت عليه».

وتعرّضت صور خلال الشهرين الماضيين لضربات عدّة؛ دمّرت أو ألحقت أضراراً بمئات الوحدات السكنية والبنى التحتية، وقطعت أوصال المدينة.

وأنذرت إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مراراً سكان أحياء بأكملها بإخلائها، ما أثار الرعب وجعل المدينة تفرغ من قاطنيها، الذين كان عددهم يتجاوز 120 ألفاً.

لن يحصل بنقرة

خلال جولة في المدينة؛ حيث تعمل آليات على رفع الردم من الطرق الرئيسة، يحصي رئيس بلدية صور واتحاد بلدياتها، حسن دبوق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أكثر من 50 مبنى، مؤلفة من 3 إلى 12 طابقاً دُمّرت كلياً جراء الغارات الإسرائيلية»، غير تضرّر عشرات الأبنية في محيطها، بنسبة تصل إلى 60 في المائة. ويضيف: «يمكن القول إنه يكاد لم يبقَ أي منزل بمنأى عن الضرر».

وشهدت شوارع المدينة زحمة سير مع عودة المئات من السكان إلى أحيائهم، في حين أبقت المؤسسات والمحال التجارية والمطاعم أبوابها موصدة.

ويوضح دبوق: «يتفقّد السكان منازلهم خلال النهار، ثم يغادرون ليلاً بسبب انقطاع الماء عن أنحاء المدينة والكهرباء عن الأحياء التي تعرّضت لضربات إسرائيلية قاسية».

ويقول إن الأولوية اليوم «للإسراع في إعادة الخدمات إلى المدينة، وتأمين سُبل الحياة للمواطنين»، مقرّاً بأن ذلك «لن يحصل بنقرة، ويحتاج إلى تعاون» بين المؤسسات المعنية.

ويضيف: «من المهم أيضاً إزالة الردم لفتح الشوارع حتى يتمكّن الناس من العودة».

واستهدفت غارة إسرائيلية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) شركة مياه صور، ما أسفر عن تدميرها، ومقتل موظفيْن، وانقطاع المياه عن 30 ألف مشترك في المدينة ومحيطها، وفق ما قال رئيس مصلحة مياه صور وليد بركات.

ودمّرت الغارة مضخّات المياه وشبكة الأنابيب المتفرّعة منها، وفق ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، في إطار جولة نظمها «حزب الله» للصحافيين في عدد من أحياء المدينة.

وتحتاج إعادة بنائها إلى فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، وفق بركات، الذي قال إن العمل جارٍ لتوفير خيار مؤقت يزوّد السكان العائدين بالمياه.

ويقول بركات: «لا صواريخ هنا، ولا منصات لإطلاقها، إنها منشأة عامة حيوية استهدفها العدوان الإسرائيلي».

قهر ومسكّنات

بحزن شديد، يعاين أنس مدللي (40 عاماً)، الخيّاط السوري المُقيم في صور منذ 10 سنوات، الأضرار التي لحقت بمنزله جراء استهداف مبنى مجاور قبل ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار. كانت أكوام من الركام تقفل مدخل المبنى الذي تقع فيه الشقة.

ويقول بأسى: «بكيت من القهر... منذ يوم أمس، وأنا أتناول المسكنات جراء الصدمة. أنظر إلى ألعاب أولادي والدمار وأبكي».

وغابت الزحمة، الخميس، عن سوق السمك في ميناء المدينة القديمة، الذي كان يعجّ بالزبائن قبل الحرب، بينما المراكب راسية في المكان منذ أكثر من شهرين، وينتظر الصيادون معجزة تعيدهم إلى البحر لتوفير قوتهم.

بين هؤلاء مهدي إسطنبولي (37 عاماً)، الذي يروي أنه ورفاقه لم يبحروا للصيد منذ أن حظر الجيش اللبناني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حركة القوارب في المنطقة البحرية جنوب لبنان.

ويقول: «لم يسمح الجيش لنا بعد بالخروج إلى البحر حفاظاً على سلامتنا» باعتبار المنطقة «حدودية» مع إسرائيل.

ويقول إسطنبولي: «نراقب الوضع... وننتظر»، مضيفاً: «نحن خرجنا من أزمة، لكن الناس سيعانون الآن من أزمات نفسية» بعد توقف الحرب.

ويقول أب لأربعة أطفال: «أحياناً وأنا أجلس عند البحر، أسمع صوت الموج وأجفل... يتهيّأ لي أن الطيران يقصف. نعاني من الصدمة».