تقرير دولي: جبايات الانقلابيين في اليمن ترفع أسعار الوقود

TT

تقرير دولي: جبايات الانقلابيين في اليمن ترفع أسعار الوقود

أكد تقرير دولي جديد أن ارتفاع الأسعار الملحوظ في أسعار الوقود في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي سببه زيادة التكاليف اللوجيستية، والفرض المزدوج لضرائب الاستيراد، وتحديد هامش ربح أعلى وذهاب معظم كميات الوقود إلى السوق السوداء.
وفي حين ذكر التقرير أن كميات الوقود تباع بسعر متضخم يحدد مستوى غير متناسب للسعر الرسمي حيث بلغت الزيادة 76‎ في المائة أكد أن أغلب الكميات تأتي من مناطق سيطرة الحكومة الشرعية ولكنها تذهب إلى السوق الموازية التي يديرها الانقلابيون الحوثيون.
التقرير الخاص بالتنبؤات الإنسانية والصادر عن مركز «أكابس» ذكر أن الوقود متوافر ولا يلاحظ أي نقص، إلا أن الأسعار المرتفعة التي يتعين على المستهلكين دفعها مقابل الحصول عليه تؤثر على القوة الشرائية في مناطق الحوثيين، وخاصةً أولئك الذين لم يتم دفع رواتبهم.
ورجح التقرير أن يشهد اليمنيون مزيداً من الانقطاع في الخدمات التي تعتمد على إمدادات الطاقة غير المنقطعة. وقال «قد يؤدي استمرار الافتقار إلى الحصول على الوقود بسعر منخفض إلى تقييد نطاق ونوع الخدمات التي تقدمها المرافق الصحية. وينطبق الشيء نفسه على توفير مياه الشرب النظيفة بأسعار معقولة، والتي قد تتأثر بارتفاع تكاليف ضخ المياه والشاحنات».
وبين التقرير أن وصول كميات محدودة من الوقود عبر ميناء الحديدة أدى إلى نقص الوقود في مناطق سيطرة الحكومة، «حيث يحرص التجار على إرسال الوقود إلى مناطق الحوثيين، حتى يجنوا المزيد من الأموال».
وأشار إلى عدة عوامل تحدد تكلفة الوقود في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي، بما في ذلك أسعار الوقود العالمية وتكلفة استيراده، وضرائب استيراد الوقود والجمارك، ورسوم الموانئ والتخزين، والنقل البري، ثم الضرائب الإضافية التي تفرضها الميليشيات على الناقلات القادمة من مناطق سيطرة الحكومة.
وتوقع التقرير أن يؤدي ارتفاع تكاليف النقل إلى أن يمتنع الناس - على سبيل المثال - عن طلب المساعدة المنقذة للحياة والعلاج الطبي، وأنه من المحتمل أن ينخفض الوصول إلى الخدمات وبرامج الدعم الأخرى، مثل نقاط توزيع الطعام أو القسائم، وسيؤدي هذا إلى تعريض المزيد من الناس لمخاطر اجتماعية واقتصادية.
كما أنه من المرجح – بحسب التقرير - أن تضطر الشركات إلى خفض طاقتها الإنتاجية لأن الزيادات في الأسعار تؤثر على أعمال القطاع الخاص التي تحتاج سلعها إلى النقل أو التي تستخدم الوقود كمدخل رئيسي لتشغيل خطوط إنتاجها أو خدماتها.
ويمكن أن تؤدي الزيادات في أسعار الوقود أو الوصول المحدود إلى الوقود إلى تعطيل سلاسل التوريد للأسواق المحلية ومن ثم توافر بعض السلع، والتأثير على القدرة الإنتاجية للشركات، ومن المحتمل أن تحد من فرص كسب العيش. وفق ما جاء في التقرير.
ومن المحتمل - وفق التقرير - أن يتأثر الإنتاج الزراعي بارتفاع أسعار الوقود حيث سيؤدي زيادة تكلفة ري الأراضي خارج موسم الأمطار، إلى جانب زيادة تكاليف النقل والمدخلات الزراعية، إلى انخفاض كبير في الإنتاج الزراعي.
وقال التقرير «إنه رغم استمرار التزام الحوثيين بتوريد عائدات استيراد الوقود إلى الحساب الخاص بالرواتب، إلا أنه ذكر أنه من المحتمل ألا يتم استخدام الإيرادات لدفع الرواتب، لذلك ستظل القوة الشرائية لموظفي القطاع العام محدودة».
ووفق ما ذهب إليه معدو التقرير فإنه من المرجح أن ترتفع تكاليف تنفيذ العمليات الإنسانية وأن تتأثر الميزانيات الإنسانية وتنفيذ البرامج بزيادة تكاليف التشغيل في جميع قطاعات التدخل.
إذ سيؤدي ارتفاع أسعار الوقود إلى ارتفاع أسعار النقل والأنشطة مثل توزيع المواد الغذائية، وطحن القمح، والتخزين الجيد للبضائع، والأنشطة التي تعمل بالطاقة المولدة، وإدارة المستشفيات والخدمات الصحية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.